الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ


فى الصراع الدنیوى حول الثروة والمنصب یقع الإنسان ضحیة للمرض النفسي، بسبب التوتر والقلق والحرص 
على الدنیا والتسابق علیھا، وینعكس ھذا على أعصابھ وجسده، لأنھ یطمع فى المزید ولا یشبع، ولأنھ ینظر إلى ما 
فى ید غیره ولا یكتفي بما فى یده، فیظل یدور فى دائرة لا تھدأ من الصراع على الدنیا، ولا یتذوق لذة الأكل أو 
الشرب أو الجنس بالحلال أو الحرام، یظل أسیر الشیطان یتخبط ھنا وھناك إلى أن یموت.
وفي المقابل فالمؤمن إذا وسوس لھ الشیطان استعاذ با￾ تعالى منھ، ولأنھ مؤمن فإن الله یدافع عنھ: (إِنَّ اللهََّ یُدَافِعُ 
عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا ..) الحج 38 ،ولأنھ یخشى الله فلن یخاف أحدًا من البشر، فالھدایة تجعلھ یشعر بالأمن وراحة 
ذَلِكُمُ الشَّیْطَانُ یُخَوِّفُ أَوْلِیَاءهُ فَلاَ تَخَافُوھُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِینَ) آل عمران 175 .البال، أما الذى لا یخشى الله فسیظل یظلم ویتوقع الانتقام ویشعر بالخوف، فالشیطان یجلب لأولیائھ الخوف: (إِنَّمَا 
ولذلك أمرنا تعالى أن نستعین بالصبر والصلاة في مواجھة مصاعب الحیاة، فالإنسان أحیانًا یتعرض للظلم ویضیع 
حقھ، وأحیانًا یقدر على الإنتقام فیأخذ حقھ وزیادة، ومن الصبر أن یسعى لیأخذ حقھ دون زیادة: (وَجَزَاءُ سَیِّئَةٍ 
سَیِّئَةٌ مِثْلُھَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهَِّ) الشورى 40.
فمن الصبر أن یكون عملنا من خلال ما سمح الله بھ فقط، فمثلًا المال لھ طرق كثیرة للكسب الحرام وطرق أخرى 
للكسب الحلال، والجنس لھ علاقات كثیرة محرمة وعلاقة حلال ھى الزواج، فمن الصبر أن نفعل الشيء الثقیل على 
النفس، بأن نصبر على الطاعة، على غض بصر، على ضبط اللسان، ھذا الصبر ثمنھ الجنة. 
فالمعصیة محببة للنفس لأنھا محسوسة وعاجلة، والطاعة ثوابھا مؤجل بعد الموت: (وَلَلآَْخِرَةُ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الأُْولَى) 
الضحى 4 ،فالصبر إثنان، على الطاعة وعن المعصیة، فكل إنسان یواجھ في حیاتھ الكثیر من المشاكل، منھا 
الأمراض، والدخل محدود وغیرھا، والحل أن تصبر على قضاء الله وقدره، وأن تصبر على الطاعة، وأن تصبر عن 
المعصیة.
كان فرعون یضطھد النبیین موسى وھارون علیھما السلام وقومھما، وجاء الأمر الإلھى بالتمسك بالصبر والصلاة، 
وتحقق وعد الله تعالى وأھلك فرعون: (وَأَوْحَیْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِیھِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُیُوتًا وَاجْعَلُواْ بُیُوتَكُمْ 
قِبْلَةً وَأَقِیمُواْ الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ) یونس 87 ،وتكرر الأمر في القرآن الكریم في خطاب مباشر للمؤمنین: (یَا 
الفوز بالجنة: (سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد 24 .أَیُّھَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهََّ مَعَ الصَّابِرِینَ) البقرة 153 ،ھذا الجزاء في الدنیا، وفي الآخرة .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط