حجر منزلي بمثابة حبس اختياري كي تنجو بصحتك من فيروس كورونا التاجي الذي استطاع - ذلك الذي لا يرى بالعين المجردة - أن يقلب الموازين رأسًا على عقب في أيام قلائل، لينتفض العالم بالكامل في محاولة اكتشاف لقاح يستطيع قتل ذلك الفيروس اللعين الذي أودى بحياة كثيرين ويستقر بداخل أجساد البعض دون أن يدروا.
فيروس كورونا استطاع أن يفعل ما لا تستطيع حكومات ومؤسسات فعله، فكان سبب في إلزام الجميع بالبقاء في المنزل، فذلك ملاذك الوحيد كي تنجو من العدوى التي لا تعرف من أين تأتي إليك ومن أي مكان أو أي شخص، دون تفرقة بين كبار أو صغار شباب أم أطفال وحتى كبار السن الأكثر عرضة لعدوى كورونا.
اقرأ أيضًا
في غمضة عين تغيرت ملامح الحياة الاجتماعية في مصر بالكامل، بعد أن أصدرت الحكومة قرارًا بتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، ثم تلاها قرارًا بغلق المراكز التعليمية "السناتر"، ثم جاء قرار بغلق صالات الألعاب الرياضية "الجيم"، ونحن في صدد انتظار قرار إلغاء حفلات الخطبة والزفاف التي تقام في قاعات الحفلات فهي أيضًا بمثابة تجمع ضخم قد يحمل إحدى المعازيم فيروس كورونا لينقل العدوى للبقية.
دعوات للحجر المنزلي تتزايد يومًا بعد يوم كلما تم اكتشاف حالة جديدة مصابة بـ فيروس كورونا في مصر، ليصبح ذلك الفيروس بمثابة شبح يهدد حياتك أينما تذهب، لا تستطيع أن تمد يدك للسلام على أحبائك واحتضناهم كما كنا نفعل فأصبح التلويح باليد هو الطريقة الصحية في ظل انتشار فيروس كورونا .
اقرأ أيضًا
مظاهر التجمعات العائلية والإجتماعية بدأت تتلاشى بعد تفشي كورونا، وبدأت الأسر تنهال على الأسواق لشراء ما يكفي احتياجاتها خلال أسبوعين حتى لا يكون هناك فرصة للنزول لشراء أي غرض، فالخوف من عدوى كورونا أهون من الاضطرار للخروج والتعامل مع آخرين ربما يكونوا مصابين بالفيروس.
تعامل مع أي شخص على أنه مصاب وتعامل أنت مع الكل على أنك مصاب.. تلك هي القاعدة التي أصبح يتبعها الكثير للوقاية من فيروس كورونا الذي نجح في استنفار حكومات بالكامل، وهدد الدول العظمى التي لم تكن تخشى شيئا، وأول ما قضى عليه فيروس كورونا كان المظهر الاجتماعي الذي يعشقه الشعب المصري المعروف بطبيعته الاجتماعية الزائدة عن اللازم، فالذعر يسكن قلب كل أم في خوف على أبنائها من الفيروس فلا تسمح لهم بالخروج، وتستمر طيلة اليوم في تطهير وتنظيف المنزل للوقاية من الفيروس.
تغيرت الحياة الإجتماعية بالكامل وحل محلها الحياة الافتراضية على مواقع التواصل الإجتماعي، فالملل الذي يواجهه المصريون حاليًا بعد البقاء في المنزل خوفًا من الفيروس، لا يجد بديلًا سوى السوشيال ميديا، يتصفحون آخر أنباء الفيروس، وتجارب البعض مع كورونا، وما يحدث في مصر والعالم من خلال السوشيال ميديا فقط.