على الرغم من الفوائد التي أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي لمستخدميها كجعل العالم قرية صغيرة، وسهولة التواصل إلا أن هذه الفوائد نفسها انقلبت إلى أضرار، فالهاتف الصغير الذي من الممكن استخدام لوحته الزجاجية في الخير أصبح وسيلة نشر الشائعات والأخبار المفبركة خاصة بعد الأزمات الأخيرة التي تتعرض لها مصر.
«عاوزة مننا ايه تاني يا 2020» بدءت حملة نشر الشائعات بعد تداول هذه الكلمات وكأن للزمان يدا في انتشار مرض أو تغيير طقس، وذلك بعد تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في مصر والإعلان عن قرار تعليق الدراسة، ليستكمل بعده الطقس اكتمال مخاوف المصريين من العام المشئوم بعاصفة «التنين» القوية التي أغرقت شوارع مصر بالأمطار الغزيرة الخميس الماضي.
وجد محبو نشر الشائعات والخوف في أنفس الغير فرصة بعد يوم الجمعة الماضية، بنشر الكثير من المعلومات المفبركة استكمالا للكوارث التي قد تضرب العالم أو تنبؤات وهمية بنهاية العالم في عام 2020، فأصبحت تهديد أرواح الغير بالخوف هي ثمن الحصول على مئات التعليقات، ويرصد «صدى البلد» ابرز الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الإجتماعي والتي لا أساس لها من الصحة:
نبوءة نهاية العالم
حالة من الذعر سيطرت على مستخدمي مواقع التواصل بنشر نبوءة وهمية عن نهاية العالم، يقال أن كتبها رجل يدعى إبراهيم بن سالوقيه في كتابه آخر الزمان، ولكن لا يوجد كاتب في التاريخ يسمى إبراهيم بن سالوقيه، أما الكتاب فيوجد بالفعل كتابا يحمل هذا الاسم ولكن يرجع إلى كاتبه المسعودي وليس إبراهيم بن سالوقيه كما موضح بالصورة المتداولة، واسم الكتاب: «أخبار الزمان ومن أباده الحدثان.. وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران»، وكتبه علي بن الحسين بن علي، المعروف باسم أبو الحسن المسعودي، وهو من ذرية عبد الله بن مسعود.
وكان أبو الحسن المسعودي مؤرخ، رحالة، وباحث من أهل بغداد، وهو غير المسعودي الفقيه الشافعي وغير شارح المقامات، كان قد أقام بمصر وتوفي فيها، ونص النبوءة المتداولة:
«مما قاله إبراهيم بن سالوقيه المتوفي عام 463 هـ، حتى إذا تساوى الرقمان (20=20)، وتفشى مرض الزمان، منع الحجيج، واختفى الضجيج، واجتاح الجراد، وتعب العباد، ومات ملك الروم، من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان، فارتقبوا شهر مارس، زلزال يهد الأساس، يموت ثلث الناس، ويشيب الطفل منه الرأس»، واختتمه بأن هذه الكلمات مقتطفة من كتاب «أخبار الزمان» صفحة 365.
غزو الكلاب والضفادع الشوارع
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا منفصلة لكلاب وضفادع تغزو الشوارع، ومرفقة بتعليق: "كأنها تستعد لكارثة جديدة"، أي حدوث زلزال أو ثوران بركان، ولكن هذه الصور غير صحيحة فالحيوانات الوحيدة التي غزت الشارع كانت في تايلاند قبل عدة أيام وذلك لأنها كانت جائعة وتبحث عن طعام، وتقاتلوا جميعهم على موزة واحدة، وفقا لصحيفة صح البريطانية.
وكانت قد انتشرت القرود في الشارع بسبب انخفاض عدد السياح في تايلاند بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا، وكانوا المصدر الأساسي لإطعام القرود البرية.
نفاد التموين
الهلع الذي أصاب المواطنون بشرائهم أكثر من احتياجاتهم اليومية من منتجات غذائية ومستلزمات طبية جاء بسبب المخاوف التي تم نشرها على نطاق واسع بمواقع التواصل الإجتماعي، بأن مصر قد تتعرض لنفاذ المخزون لغذائي منها، وذا ما نفاه وزير التموين والتجارة الداخلية في مداخلة تليفزيونية له بأن المخزون الاستراتيجي في مصر يكفي لـ 4 أشهر ولا حاجة لهذه الحملات التي يطلقها بعض المنتفعين لإثارة الهلع.
مبيدات ترش بمروحيات
من الشائعات المتداولة أيضا، هي استخدام المروحيات العسكرية برش المبيدات ضد فيروس كورونا في محافظات الجمهورية، وهذا ما نفاه المتحدث العسكري على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري.