صباح الخير عليكم جميعًا... في الحقيقة، المسألة أصبحت لا تحتمل الهزار أو التراخي... مع الأسف، أرى البعض يستهين جدًا بما نحن فيه، ويظهر ذلك في سلوكيات بعض المواطنين، غير المسئولة، سواء تجاه نفسه أو وطنه.. فأين تطبيق شعار "احمي نفسك.. احمي وطنك".. مثل هذه السلوكيات، قد تحولِّنا إلى إيطاليا ثانية، ما لم ننتبه أو نرفع درجة اليقظة لدينا!
نعم مازال الوضع تحت السيطرة، فبالفعل الأعداد وفقًا لإحصاء وزارة الصحة، في تعداد الحالات المصابة أو المتعافية من فيروس COVID19 ، لكن حتى لا تزيد الكارثة في مصر، لنصل للوضع المزري التي تعيشه إيطاليا حاليًا، الأمر يحتاج منا لبعض الخطوات التنفيذية، فمنها ما علينا أن نقوم به نحن المواطنين، بأنفسنا، والأخرى، تقع على عاتق الحكومة، لرفع درجة الوعي عند المواطنين، وخاصة أصحاب السلوكيات العشوائية، الذين لا يعبئون بأنفسهم أو بحياة الآخرين.
وهذا الوضع يتطلب منا جميعًا، الالتزام بكافة تفاصيل حياتنا اليومية واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للسلامة، والتي من ممكن إذا اتبعناها، أن نتفادى تفاقم الوضع، وأعتقد أنه من السهل السيطرة على تصرفاتنا وحسابها جيدًا، فذلك من شأنه أن يعصمنا جميعًا من بلاء محتوم، وهو الإصابة بهذا الفيروس اللعين القاتل.
نعم، القاتل، وهنا، فإنني لا أهول من الأمر، فهو بالفعل قاتل.. فما الذي حدث في إيطاليا، بعد أن كانت الأعداد مئات في البداية، وأصبح الوضع كارثيًا لديها وراحت عندهم الكثير من الأرواح.. في الحقيقة، نتشابه كثيرًا، كشعب، في سلوكياتنا مع الشعب الإيطالي، فهو شعب يتمتع بخصائص العشوائية في التصرفات والسلوكيات، (وهذا لا يعد سبة، بل إنه تحليل لخصائص المواطن الإيطالي) فلم يهتم المواطن الإيطالي بكلام الحكومة أو تهديدها للمواطنين بالخطأ الكارثي المحدق ولم يتعامل مع الوضع بمسئولية شديدة، وأخذ يهون من الأمر، وراح يرتع هنا وهناك، ويصول ويجول، ويبصق هنا وهناك.. والنتيجة، ما آلت إليه النتائج في إيطاليا.
مع الأسف، نتشابه في كثير من هذه السلوكيات العشوائية مع الشعب الإيطالي، فمازال من هو بيننا، حتى الآن، يبصق في الشوارع، ويعطس في الهواء مباشرة، ويلقي بالرذاذ على الآخرين، بالإضافة لمن يسعل (يكح) في الهواء دون استخدام أي ورق مناديل للحفاظ على نفسه أو الآخرين، فهل مثل هذه السلوكيات تعد مسئولة؟
ما يحدث من تصرفات البعض في التعامل بعشوائية مع الوضع الراهن يعكس عدم إحساس بالمسئولية تجاه ما الكارثة التي نحن مقبلين عليها، وحتى لا يتهمني البعض بالتهويل، فإغلاق الجامعات والمدارس والجيم أماكن الرياضة في مصر، وربما قريبًا نسمع عن إغلاق "المولات: أماكن التسوق، والتي تعج بالشباب والكبار والازدحام في كل مكان، والمقاهي التي تقدم الشيشة، والمطاعم.. فمازالت تصرفات البعض غير مسئولة.. ومعذرةً، لا أستطيع التهوين من الأمر فالأمر بالغ التعقيد بتصرفاتنا العشوائية مع الأسف..
وبصراحة، أرى تهاون الكثيرين في بعض التصرفات غير المقبولة في الوقت الراهن.. يا جماعة أتمنى أن نلتزم بقواعد وسلوكيات الحفاظ على السلامة، ونرفع درجة الاستعداد على أهبها، فبسلوكياتنا الصحيحة، في البيت الصغير، كأسرة صغيرة، نخرج بهذه التصرفات المسئولة في الأسرة الكبيرة، وهو الوطن الغالي.
وللتذكرة، منذ 15 يومًا كان مجموع الحالات المصابة في إيطاليا 270 حالة، والآن، وصل العدد ل 21,000 حالة، بالسلوكيات "الغبية" غير المسئولة.. يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه الصين بإغلاق مستشفياتها وتحتفل بالسيطرة علي الفيروس اللعين.
من كل قلبي: على رأي المثل المصري "يا بخت من بكاني وبكى علي ولا ضحكني، وضحك الناس علي" معذرةً، لا أستطيع التهوين من الأمر، فالأمر سيصبح بالغ التعقيد إذا ما تصرفنا بعشوائية.. علينا أخذ الأمور على محمل الجد.. يا جماعة هذا وباء عالمي، مش" شوية" برد... وباء عالمي، بمعنى أنه احتار العلماء في وجود علاج له أو حتى الوقوف على حدوثه أو تطوره البيولوجي، فهذا "الكورونا" يتطور بشكل لا يمكن التنبؤ معه بأي عواقب.. وبرجاء الدخول على صفحة منظمة الصحة العالمية، لقراءة المزيد من المعلومات عن هذا الفيروس اللعين لإتباع سبل السلامة!
أمامنا خياران: إما الانضباط والالتزام وإتباع قواعد السلامة مثل الصين، أو الاستهتار والتهاون مثل إيطاليا.. وإحداهما بالتأكيد، سيحدده رقم الحالات المصابة بعد 15 يومًا من الآن، وربما أقل !
وعليكم الخيار: إما الصين.. وإما إيطاليا... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.