"كورونا".. لم تعد أحرف تلك الكلمة تقتصر على فيروس منتشر في أغلب دول العالم، بل ان وقعها يجلب معه الخوف والفزع في جميع الأنحاء، تلك الكلمة أوقفت اقتصادات كاملة وانشطة رياضية ودينية بل امتد الأمر لمنع دخول الطلاب للمدارس وإيقاف الدراسة، وفي مصر كان للسيدات وخاصة الأمهات منهن النصيب الأكبر من الخوف والقلق والهلع من فيروس كورونا القاتل، وذاع صيت ما يعرف بـ "جروبات الماميز"، وسط اتهامات بترويج الشائعات تارة والضغط على المسئولين لتأجيل الدراسة تارة أخرى، ولكن ما حقيقة ما يحدث بـ "جروبات الماميز" وكيف يرون قرار تعليق الدراسة".
وفي وسط الأوضاع الراهنة والخوف المستمر داخل قلوب الكثير، فقد اتخذ قرار تعليق الدراسة لمدةاسبوعين اعتبارًا من اليوم الأحد في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لـ فيروس كورونا المستجد.
اقرأ ايضًا |خلال 14 يوما.. كيف ستحارب مصر فيروس كورونا ؟
انتشر خبر تعليق الدراسة واستقبلته الكثير من الأمهات بحالة من الهدوء التام، مع وجود بعض من القلق والتوتر بسبب تفشي فيروس كورونا وإصابة عدد من المصريين به أطفالًا وكبارًا، وشارك عدد من الأمهات مجموعة من المنشورات على ما يعرف بـ "جروبات الماميز" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بشأن فيروس كورونا وكيفية مواجهته ويتشاركن مع بعضهن البعض في وجود بعض المخاوف المستمرة.
حالة من الفرحة تعم الكثير من المنازل في مصر بعد سماع خبر الإجازة الرسمية لمدة أسبوعين، ولكنبالرغم من مطالبتهن المستمرة بالإجازة الا أن بعض الامهات اعتبرنها «وقف حال»، وبدأت بمشاركة منشورات تتسم بحالة من الاستياء على الوضع الحالي، لاسيما انهن سيدات عاملات لا يجلسن في المنزل إلا بعد الساعة الخامسة مساء، وذلك مع عودة أطفالهن من المدارس والنوادي، وعلقت احدى السيدات قائلة: «انا ولا خايفة من كورونا ولا نيلة أنا بس مضايقة إني هقعد في البيت عشان العيال».
كما شاركت بعض الأمهات صورا لأطفالهم أثناء الإجازة التي بدأت اليوم وهم يحملون أدوات النظافة، لتنظيف الأسطح والأبواب وكل أنحاء المنزل، مع نشر عدد من المنشورات التي تشجع الأمهات على مشاركة الأطفال والأبناء في حملة النظافة اليومية في المنزل، وكتابة بعض الوصفات لعمل مطهر منزلي بسعر رخيص.
كما طالب عدد من الأمهات المسئولين باعتبار الترم الأول بمثابة انتهاء العام الدراسي بالكامل، ونجاح الطلاب والحصول على الدرجات كاملة، وأن تستمر الإجازة حتى بداية العام الدراسي الجديد خوفا من إصابة أولادهن بفيروس كورونا المستجد.
ومع تردد الكثير من الأمهات على جروب الماميز بين المؤيد والمعارض على قرار الإجازة، ونشبت حالة من الهلع خوفا من ان تعطل الاجازة الأباء والأمهات عن العمل، كما يبحث البعض الآخر عن وسيلة لترك أطفالهم بها للذهاب إلى العمل دون تعطل مصالحهم.
وشاركت إحدى السيدات على «جروب الماميز»، منشورًا بشأن عاملات النظافة التي تساعدهن في المنزل، ولاسيما أن هناك بعض المنازل تستعين بالفتيات غير المصريات مثل الفلبين وغيرها، وكتبت قائلًا «هتعملوا ايه لو فيه واحدة بتيجي تساعدكم في البيتاخليها تيجي ولا ايهمع العلم عندي اطفال صغيرين مش بعرف اعمل منهم اي حاجه»،وجاءت أبرز التعليقات أن تمنع دخول أي شخص غريب في المنزل لحماية ذويها من كورونا مع الحماية الشخصية لأسرتها دون مساعدة عاملات نظافة، فقط أن تقوم يوميا بتنظيف الاسطح بالكلور، والاستحمام يوميا لها ولاسرتها.
وعلى الرغم من الخوف المسيطر على تلك السيدات إلا ان الجانب الانساني والعاطفي لديهن كان له نصيب من التفكير، وكانللمتضررات من الإجازة نصيبا من احاديثهن ومخاوفهن، وكتبت إحداهن قائلة: «قرار تعطيل الدراسة هييجي بالسلب على فئة كبيرة من العمال و خصوصا سواقين الميكروباصات و ذوي الانتفاع اليومي من الوظائف الخدمية للطلبة،أرجوكم لو حد يعرف ناس من دول حالها مش ميسور و بيعيشوا بيوميتهم يوصلني بيهم و نوفر لهمأكلهم وشربهمفي الأسبوعين دول بإذن الله بدون أي إحراج ».