قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. الحكمة من خلق الإنسان وتفسير الآية

"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"

لم يكن خلق الله للإنس والجن عبثًا، بل كان لغاية ذكرها - عز وجل- في القرآن الكريم ألا وهي العبادة، لقوله - تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [سورة الذاريات: الآيات56-58]، فحملت هذه الآية العديد من المعاني، والحكم، والدروس الموجهة لبني البشر.


تفسير قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون


ما خلقت الجن والإنس: أي خلقتهم من أجل عبادتي، فمن يعبدني أُكرمه، ومن لا يعبدني أهنته.

الجن: هي مخلوقات العالم الغيبيّ المستتر عن أنظار البشر.

الإنس: هم البشر، وتمّت تسميتهم بذلك لعدم قدرتهم على العيش دون إيناس، حيث يأنسون ببعضهم البعض.

يعبدون: أي يُوحدون، والعبادة هي اسم جامع لكل ما يُحبّه الله، ويرضاه من الأعمال، والأقوال، وقيل: يتذلّلون لله تعالى بالطاعة، وذلك بترك المحظور، وفعل المأمور، فهذه هي الغاية من خلق الجنّ والإنس، لذا خلق الله للبشر عقولًا، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب السماوية من أجل هدايتهم إلى عبادته، ولو أنّ الغرض من خلقهم هو ذات الغرض من خلق البهائم لما كانت هناك حكمة من بعث الرسل، وإنزال الكتب.

ما أريد منهم من رزق: أنّ الله لم يرد منهم أن يرزقوا أنفسهم، أو يرزقوا غيرهم.

وما أريد أن يطعمون: أي أنّ الله سبحانه هو الرازق ذو القوة المتين، الذي يُطْعِمُ ولا يُطْعَم.

الرزاق: أي كثير الرزق لخلقه.

ذو القوّة: أي صاحب القوّة.

المتين: أي الفائق القوّة.


الشرح الإجمالي لقوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

يُخبرنا الله - عزّ وجل- في هذه الآية بأنّه هو من خلق الجن والإنس، وأنّ الحكمة من ذلك إفراده بالعبادة، والكفر بسواه، إذ لم يخلقهم لمصلحة نفوذ لذاته، وإنّما خلقهم لعبادته، وتَكفل بأرزاقهم، فهو صادق بوعده على تحقيقه لهم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات:] .

وعلى الرغم من هذه الغاية، فقد عبده البعض، وأعرض عن عبادته البعض الآخر، إذ لا يلزم بكونه خلقهم من أجل عبادته أن يعبده الجميع، فمن شاء الله له الهداية عبده، ومن شاء له الضلالة كفر به، وستلقى كلّ فئة منهما الجزاء المناسب لهما.


الفوائد من قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

١- إثبات وجود كلّ من الإنس والجن.

٢- غِنى الله تعالى عن خلقه.

٣- أن مصدر الرزق من الله، غير أنّ العبد مأمور بالأخذ بالأسباب والسعي.

قال الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، إن الله سبحانه وتعالى خلقنا في الأساس لعبادته، أي أننا نعيش مدة حياتنا لنعبده جل وعلا، مستشهدًا بما قال تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» الآية 56 من سورة الذاريات.

وأوضح «عطية» خلال تقديمه لبرنامج " كلمة السر" أن عبادة الله سبحانه وتعالى تكون بتأدية شعائره وعمارة الأرض، وعليه فإن من يزرع أو يصنع أو يذاكر أو يُصلي، فإنهم جميعًا يعبدون الله تعالى، منوهًا بأنه من أجل تعمير الأرض خفف الله تعالى العبادة فرخص للمسافر قصر وجمع الصلاة، وكثير من الرخص الأخرى، فعبادة الله هي وظيفة الإنسان التي يؤديها في كل عمل صالح.

علي جمعة: الإنسان مأمور بإعمار الأرض

من جانبه، نوه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن العلاقة بين البشر والخالق -عز وجل- أساسها العبادة، مستدلًا بقول الله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ».

وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المُذاع على فضائية «سي بي سي»، أن العلاقة بين الإنسان وبين نفسه أساسها التزكية، كما قال تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا»، منوهًا بأن العلاقة بين الإنسان وبين الكون أساسها عمارة الأرض، كما قال تعالى: «هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا».