هذه الجملة الفارقة عندما تصدر من رئيس حكومة دولة من كان يطلق عليها قديما الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس فإنهاتحمل دلالات كثيرة ومعانى متفرقة.
فقد أطل علينا من يصفونه بتوأم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب شكلا وموضوعا أطل علينا بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة يتحدث عن فيروس كورونا المستجد كوفيد ١٩، ويستهل حواره بجملة استعدوا لفراق أحبابكم .. وبغض النظر عن الأسلوبواختيار الألفاظ التى قد تنسجم كثيرا مع شخصيته المتهورة، بغض النظر عن ذلك ؛ إلا أن جملته تؤكد أن هذا الفيروس أصبح خطرا داهما ؛ وخاصة أن منظمة الصحة العالمية صنفته بالوباء العالمى ..المتتبع لمدى انتشارية كورونا يجد أنها زادت حين بدأ الحديث عن هذا الفيروس المستجد فى الصين وإيران ؛ ولك أن تتخيل كل السيناريوهات حول هذين البلدين بخاصة؛ وتأتى بعدهما إيطاليا لتزعج العالم كله بتفشى الوباء وانتشاره ووقوع أموات ومصابين من جراءه .
ابتعد كثيرا تجد أن كورونا أصبح فى بعض المناطق وخاصة التى ظهر فيها ومنها مثلا ووهان الصينية أصل الوباء فقد تحولت الآن إلى أن أصبحت مسيطر عليها صحيا وأيضا تم الإعلان عن حالات كثيرة تم شفاءها من هذا الفيروس العالمى .
وسط كل هذه الأجواء يطل أصحاب الآراء المشككة ويتحدثون عن أهداف ومزاعم وتفسيرات حول كورونا وكلها تصب فى أنه مصنع معمليا وأن وراءه دولة بعينها هى من قامت بذلك لأهداف اقتصادية بحتة . ويتبارى آخرون ويقولون إن شركات الدواء العالمية لها يد فى إخفاء المصل والعلاج لفترات لاستنزاف الدول والحكومات ماليا ؛ فيما يتهم آخرون منظمة الصحة العالمية بلحمها ودمها وشحمها بأن السيناريو كله من الألف إلى الياء بيدها وبأنها المستفيدة الأولى من انتشار كورونا والتخويف منه والترويع له . وسط كل هذه الأجواء تعيش منطقتنا ويرى شيوخها وقديسيها أن كل شىء بيد الله وأن أعمالنا هى التى انعكست علينا وردت إلينا فى صورة ميكروب ضعيف يهدد الإنسان الجبار الذى خلقت الدنيا كلها من أجله ولأجله ، هذه الأفكار تقابلها أخرى ترى أن الإنسان هو من هدد توازن الدنيا بتدخله فى كل شىء ربانى وإزالتهالغابات وقتله الحيوانات وتجريف الأراضى وانتهاك رقعة المزروعات ، كل ذلك انعكس بالسلب واثرهعلى التوازن البيولوجى للكرة الأرضية وهدد استقرارها البيئى وامنها الطبيعى ، بينما يستغل أعداءالأوطان هذه الأزمة ويشككوا فى جاهزية الدولة لمواجهتها وبأن الاغنياء يتحكمون فى كل شىء لصالحهم وبأن الفقراء هم ملح الأرض وفقدانهم فائدة لكى يعيش الأغنياءيزدادونغنى وصعودا على رفات الفقراء ومص دماء الأحياء منهم . كل هذا و أهلالإيمانيرون ان القادم أسوأإذالم يعد الإنسانإلىربه ويتقيه ويتجنب المعاصيويتقرب من الله ويصبح عبدا تقيا ويبرهنون على أنالقادم أسوأبقوله تعالى ( وظن أهلهاأنهمقادرون عليها) وهذه الآيةتصف الدنيا بمباهجها وبأنالإنسان سيفعل كل شىء من اجل زخرف الدنيا وإتمامزينتها لدرجة انه يكون على يقين بأنه أصبحيتحكم فى كل شىء حينها تأتى كلمة الخالق تزيل وهم المخلوق وترسل له رسالة تؤكد جهله وحمقه وبأن من خلق الدنيا هو وحده القادر عليها . قديما قالوا المحن اما ان تقربك من الله وأماتزيدك فجورا ويأسا ونحن ندعو أنتكون محنة الكورونا و الطقسغير المستقر أبوابامفتوحة لأن نفر إلىالله طامعين فى رحمته ومغفرته.