دخلت معظم دول العالم الآن فيما يشبه حالة الحرب لمحاصرة وباء كورونا القاتل، الذي حصد حتى الآن أرواح ما يقرب من 4000 ضحية، وتجاوز عدد المصابين به 100 ألف شخص.
ورصدت إذاعة "إن بي آر" الأمريكية الإجراءات الصارمة مكافحة فيروس كورونا في أبرز الدول التي غزاها الوباء المميت.
الصين
فرضت السلطات الصينية الإقامة في المنازل على الملايين من سكان مدينة ووهان، بؤرة انتشار فيروس كورونا، وسائر مدن مقاطعة هوبي بدءًا من 23 يناير الماضي، حتى تحولت مدن المقاطعة، وبالأخص ووهان، إلى مدن أشباح.
وخلال أسابيع، تم تشديد الإجراءات الوقائية في مقاطعة هوبي إلى حد بعيد، فمُنع استخدام السيارات الخاصة، وحظرت السلطات على السكان مغادرة منازلهم دون تصاريح، وألزمت الصيدليات بالحصول على بيانات هويات الأشخاص الذين يطلبون أدوية لمعالجة البرد أو خفض درجات الحرارة.
إيطاليا
أعلنت السلطات الإيطالية الاثنين الماضي إجراءات صارمة لمحاصرة انتشار الفيروس، حيث أعلن رئيس الوزراء الإيطالية جوزيبي كونتي أراضي البلاد بالكامل "منطقة حمراء"، ما يعني إلزام السكان بالبقاء في منازلهم باستثناء الخروج للعمل أو حالات الطوارئ فقط.
ومنعت السلطات الإيطالية إقامة التجمعات وقيدت حرية الحركة في جميع أنحاء البلاد، كما تم تعليق جميع المباريات والمناسبات الرياضية حتى الثالث من أبريل المقبل، وهو حدث جلل في بلد يشتهر بعشق كرة القدم مثل إيطاليا.
إيران
منعت السلطات الإيرانية التجمعات بأنواعها، بما فيها صلوات الجمعة في العاصمة طهران وسائر المدن الكبرى، وأُغلقت المدارس والجامعات، ونشرت الحكومة عمالًا لتعقيم القطارات والحافلات وأماكن التجمع.
وناشد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المجتمع الدولي لمساعدة بلاده على مكافحة وباء كورونا، داعيًا كل من يستطيع إمداد إيران بالمواد الطبية اللازمة مثل الأقنعة الواقية ومعدات الفحص واختبار الإصابة والملابس الواقية بإرسالها فورًا.
كوريا الجنوبية
حثت السلطات المواطنين في جميع أنحاء البلاد على البقاء في منازلهم، وأُغلقت مقار عدة مصالح حكومية وشركات، وتم تأجيل العديد من الفعاليات والمناسبات، وعُلقت الدراسة حتى الثاني والعشرين من مارس الجاري.
ونشرت الحكومة الكورية الجنوبية عيادات متنقلة لإجراء فحص اكتشاف فيروس كورونا بشكل سريع، حيث لا تتجاوز مدة الفحص 10 دقائق، ويُجري العاملون الطبيون يوميًا في المتوسط 15 ألف اختبار.
فرنسا
فرضت السلطات الفرنسية حظرًا على تجمع أكثر من ألف شخص في مكان واحد بجميع أنحاء البلاد، وتم تأجيل المناسبات والفعاليات الرياضية حتى أكتوبر المقبل.
وفرضت الحكومة الفرنسية في 4 أقاليم شمال وشرق البلاد تشهد الانتشار الأكثر كثافة لفيروس كورونا قيودًا أكثر صرامة على الحركة، حيث منعت التجمعات بجميع أشكالها، بما فيها الأسواق والصلوات في الكنائس.
ولجأت الحكومة الفرنسية إلى مصادرة جميع الأقنعة الواقية في البلاد لتوزيعها على الفئات الأكثر احتياجًا إليها، كما فرضت حدًا أقصى على أسعار المطهرات منعًا لاستغلال الأزمة للتربح.
الولايات المتحدة
لم تعلن السلطات الأمريكية حتى الآن أي إجراءات لتقييد حرية الحركة أو التجمعات على مستوى البلاد، باستثناء وقف الرحلات الجوية مع عدد من الدول، وتركت الحكومة المركزية أمر الإجراءات الاحترازية للحكومات المحلية وحكومات الولايات.
وأقر الكونجرس الأمريكي خطة بقيمة 8.3 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا، وقع عليها الرئيس دونالد ترامب.