تحل اليوم، الأحد، ذكرى رحيل الفنان الكوميديان عبد الفتاح القصرى، والذى قدم العديد من الأدوار التى تظل علامة فى تاريخ السينما المصرية.
لا يتخيل أحد حجم المأساة التى عاشها عبد الفتاح القصرى الذى أضحكنا ولا يزال بعبقريته الكوميدية وطريقته المتفردة وصوته.
والده غضب عليه وطرده وهدده بالحرمان من الميراث إذا ما استمر فى طريق التمثيل، ولكنه أصر على موقفه وعلى استكمال مشواره الفنى.
ظل حلم الإنجاب يراود القصرى ولم يشغله عنه تألقه ونجاحه ونجوميته، وبعد زواجه للمرة الثالثة أيقن أن هذا الحلم لن يتحقق، ففكر فى تبنى طفل، وهى الفكرة التى رفضتها زوجته الثالثة، ولكنه فى أحد الأيام رأى طفلًا فى الثانية عشرة ينام فى محل البقال المجاور له، وعندما سأل البقال عرف أنه يتيم ليس له أهل، فأشفق القصرى على الطفل من البرد والشارع وأخذه إلى بيته ليرعاه ويكون ابنه بالتبنى، وهو ما رفضته زوجته وتركت المنزل وتطورت المشكلات بينهما حتى طلقها.
وفى عام 1958 وأثناء مشاركة القصرى فى مسرحية «عايز أحب» وصله خبر وفاة شقيقه محمد، فتحامل على نفسه حتى أكمل الفصل الثالث ثم انهار فى البكاء وبعد دفن شقيقه تدهورت حالته ودخل المستشفى.
وفى المستشفى تعرف على إحدى الممرضات التى شملته بعطفها وتعلق بها رغم أنها تصغره بسنوات كثيرة، وأبدت له هذه الممرضة مشاعر الحب وبعدما تماثل للشفاء تزوجها ليكتب بهذه الزيجة نهايته المأساوية.
أيام سعادة قليلة عاشها القصرى مع زوجته الشابة حتى أقنعته بأن يكتب لها كل أملاكه بحجة خوفها من أسرته إذا ما أصابه مكروه، وبعدها تغيرت معاملتها له، وبدأ يشعر بأن هناك علاقة مريبة تربطها بابنه بالتبنى وازداد شكه حتى تأثرت صحته.
كان القصرى يشارك فى مسرحية «الحبيب المضروب» عام 1962 مع إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا واستيفان روستى، وأثناء أداء دوره فقد بصره، وصرخ على المسرح قائلًا: «الحقونى أنا مش شايف»، فظن إسماعيل ياسين أنه يرتجل كعادته، فإذا بالقصرى يقول: «أنا مش شايف قدامى، أنا عميت»، ظن الجمهور أن هذا الحوار جزء من المسرحية فتعالت ضحكاته، بينما أدرك إسماعيل ياسين ما أصاب صديقه فأمسك بيده إلى خارج خشبة المسرح وأغلق الستارة، لتكون هذه آخر مرة يقف فيها القصرى على المسرح ويعيش بعدها فى ظلام يشبه الأيام التى عاشها حتى وفاته.
انخرطت تحية كاريوكا فى البكاء، وحاول إسماعيل ياسين تهدئته، واصطحبوه إلى المستشفى، وعرفوا أنه فقد البصر بسبب ارتفاع السكر.
طلب القصرى من زملائه إحضار شقيقته بهية أقرب إخوته إليه والتى ظلت على تواصل معه حتى خلال فترة انفصاله عن أسرته، فاصطحبته إلى منزله، حيث أساءت زوجته معاملتها لإبعادها عنه، بينما ظل القصرى أسيرًا فى بيته الذى تنازل عنه لزوجته، وعاملته الزوجة أسوأ معاملة.