قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

سيرك لا محدود

×

لا يمكن تعليم الأطفال دون العاشرة قضايا الديمقراطية والحفاظ على البيئة وثقافة السلام والاهتمام بالاسرة ووقف التسلح ومقاومة سيطرة رجال الأعمال على الساسة والشعوب ؟
- سيرك متنقل عائلى من أربعة أفراد وصديق ، درس الأب المسرح وعزف البيانو والساكسفون ، واصطحبهما معه فى عربتين خشبيتين ، بنتهما الزوجة وطرزت الأقمشة والستائر، العربتان تجرهما الخيول ، ويضيئهما مولد يستخدم الطاقة الشمسية السيرك مر بارياف عدة دول اوربية ، يتحرك كل عدة أيام ، وتمنح البلديات أصحابه المأوى فى فصل الشتاء القارس أما الجمهور فهم أطفال ريفيون يجيئون فى صحبة الأهل ، ويشارك بعضهم فى العرض الذى فاز فيلم تسجيلى عنه بجائزة فى مهرجان دولى ، وصدر بشأنه كتاب أنيق مصور
- يبدأ المسرح برجل يسير فوق عصيان خشبية ، يتعالى ويظهر سطوته وذاته المتضخمة ويحرك طفلا متبلدآ كدمية بخيوط ، يتحكم فى توجيهها ، ليحول الطفل الى آلة لاتحس ولا تنفعل ، تعيش دون روح لتنفذ ما يراد لها ، حتى يجىء طفل آخر فى غيبة الديكتاتور ، يحدث الضحية ، ويبث فيه الأمل والانتعاش ، الا أن السلطة العائدة تخمد الصحوة فى مهدها وتتمالك الموقف حتى يتحول المحكوم الى عالة على الحاكم ، ويكون البؤس والفشل مصير الاثنين
- نفس الذات المتضخمة هى من تدفع شابا فى فصل لاحق ليتفنن فى مغازلة شابة ، ويستعرض عضلاته وملكاته وحيله لينال اعجابها بأى شكل ، ليرضى غروره ، ويحبط الشك فى نفسه بفريسة مخدوعة ولو الى حين ، ولكن الأمر ينتهى به بجسد أنهكته الرياضة ، وعقل انشغل بالمظاهر والتآمر ، وطاقة مهدرة ، ونفس وحيدة خائبة ، تسكنها الظنون ، وتفتقر للصدق ، وكرامة أهدرها بهلوان عاجز عن تحقيق قناعة نفس وسكينة ، تتطلب رجولة حقة نظيفة وتناغمآ مع الذات والحياة وعلاقات صادقة مستقرة
يستمر العرض ليصبح الشاب رجلا بالغآ يسعى للسيطرة على الطبيعة باقتلاع الأشجاروقتل الحيوان وتلويث البيئة بالمصانع والمخلفات ، لتنقلب عليه الطبيعة بالفيضانات والزلازل والكوارث ، تعاقبه على تغليب مصالحه الضيقة وقصر النظر ، وتفسد عليه أمنه واستقراره ، وليدفع ثمن جبروته وجشعه وجهله
انه نفس البالغ المتهافت على المادة المكتسب من صناعة السلاح والتربح السهل والوجبات السريعة المفسدة للصحة ، والذى يحتج عليه الأطفال و الأبرياء بملأ العالم بالورود والأشجار والتعايش مع الحيوان والرفق به والحفاظ على البيئة وحب الحياة وخلق الجمال والابداع واشاعة الحب والفرح والتلقائية
- ينتقل العرض ليظهر البالغ المعاصر فى أسرته مشغولا طول الوقت بهواتفه ومصالحه وعلاقاته والآلة الحاسبة والتلفاز ، فيبدو كمؤدى لايعيش اللحظة ، ولا يدرك المشاعر العميقة ، ولايمتلك نظرة شاملة ، لايتمتع بحق ، ولا يهتم بأسرته وباطفاله المشغولين بدورهم بالعاب اليكترونية تعلم القتل والقسوة ،انه لاهث هالك ، ووحيد مضطرب ، وقلق بلا نهاية ،فيمضى به العمر وكأنه لم يعشه حتى تنفذ موارده ويمرض جسمه
- تأملت العرض بعد نهايته فوجدته القى فى وعى أو لاوعى الطفل كيفية التعامل مع أهم ماسيواجهه فى حياته, طفلا وشابا وبالغا مع النفس والآخر و الطبيعة والاسرة والمال ونظام الحكم وتذكرت ان بطله أعلن فى المقدمة أنه وزوجته جابا بقاع الأرض ، وتركا حياة المدينة والرفاهية ، ليبلغا الدروس للاطفال ، فتلقوها بمرح وتسلية لقاء مبلغ زهيد
- الزوجان يعيشان حياة متقشفة لنقل رسالة عجز اغلب البالغين المعاصرين عن فهمها كاملة فى الوقت المناسب ، فاعادوا انتاج الاخطاء ، وشاعت الحروب والكوارث والانانية والخديعة والشقاء والامراض النفسية والجسدية والوحدة والمخاوف فى عالم مضطرب وغير عادل الأبوان حرصا على تعليم أبنائهما بنفسهما وبنظام الانتساب والمراسلة ، فتخرج احدهم طبيبآ ، والتحق ثان بالتعليم الجامعى ، ويشارك طفلاهما الآخران فى العرض مع الأبوين الزوجة ابنة رجل أعمال واسرة ثرية ، هجرت الرفاهية والحياة المصطنعة لتخدم البشرية بدءآ باطفال الريف
ويتمتع الزوجان بصداقات قلبية وباحترام صادق أينما حلا ، فالتقدير للرسالة يفتح القلوب والعقول ، ويحيطهما بالعرفان والتعاون
- تذكرت فى بلدنا حكايات الأراجوز التى تنتهى برجل يتحكم فى زوجته الثائرة بالعصا ،
وببعض ماتقدمه برامج أطفال ، تتعامل معهم كما لو كانوا عاجزين عن الادراك لصغر السن ، شعرت أنه بالامكان تعليم الأطفال بأكثر مما نتصور ، وأن المهارة الحقة تتجلى فى احترام الطفل والايمان بقدراته وتبسيط العرض لا المغزى