صدى البلد في أقدم بناء حجري.. سراديب ومتاهات تؤدي لـ المثوى الأخير لـ زوسر.. صور

رغم المشقة التي ألمت بنا إلا أن كاميرا موقع صدي البلد لا تفوت الفرصة لاستكمال سلسلة مغامراتها في الأماكن الأثرية المختلفة، وقامت بمغامرة جديدة اليوم الخميس في سراديب وممرات هرم زوسر المدرج في سقارة، بعد انتهاءترميمه وتطويره وفتحه للزيارة.

بعد السير لمسافة كبيرة وصلنا إلي مكان انطلاق مغامرتنا التي بدأت من المدخل الجنوبي للهرم الذي تم فتحه في الهرم في عصر الأسرة 26"525-664 ق.م"، حيث اهتم ملوك هذه الأسرة بآثار الملوك العظام في مصر القديمة ومنهم بالطبع الملك زوسر.

وعقب دخولنا من المدخل الجنوبي قمنا بالسير في ممر طويل، وشاهدنا فيه أعمدة حجرية باقية من زمن الأسرة 26 والتي استخدمت حينها لتدعيم الممر، وفي نهايته وصلنا الي بئر بأبعاد 7*7متر وبعمق 28 متر، وفي نهاية البئر بالأسفل رأينا التابوت الضخم للملك زوسر.

خرجنا من المدخل الشمالي وقمنا بالدوران حول الهرم لمسافة ليست بقصيرة حتي وصلنا إلي المدخل الشمالي، وهذا المدخل أقدم من الجنوبي ويعود تاريخه إلي الملك زوسر، وكما سمعنا عنه وجدنا هذا المدخل بالفعل يؤدي إلي متاهة حقيقية من الآبار والممرات تحت الأرض، لولا وجود دليل.

ومن خلال المغامرة، فإن العديد من الممرات الداخلية والتي سرنا فيها لمسافة طويلة شاقة، تؤدي إلي أسفل البئر المركزي الكبير الذي يقع علي بعد 28 مترا أسفل الأرض المؤدي إلى حجرة الدفن، وهي المثوى الأخير للملك زوسر.

وأثناء سيرنا استعدنا ما سمعناه عن هذه الممرات، حيث استخدم بعضها لتخزين الطعام والشراب للملك المتوفي، كذلك وعلي الأرجح أيضا العديد من متعلقاته بما في ذلك المجوهرات، ورصدنا أيضا في أحد الممرات بقايا بلاطات قيشاني باللون الأخضر والأزرق في صفوف.

وبعد حين وصلنا إلي الغرفة الخاصة بدفن الملك زوسر، ورأينا فيها تابوته الضخم، والمكون من 32 كتلة حجرية ضخمة، ومساحة التابوت 5.75 م* 4.75 م، ويعد بالفعل من المكونات المميزة للمجموعة الهرمية للملك زوسر.

وتعتبر جبانة سقارة متحفًا مفتوحًا، حيث تجتمع بها معظم فترات التاريخ المصري القديم، فنجد عشرات المقابر من العصر العتيق، وأهرامات لملوك وملكات الأسرتين الخامسة والسادسة وبها أعظم مقابر الدولة القديمة،حيث أن ذروة الفن في الدولة القديمة نجدها في سقارة، وبها بعض أهرامات ملوك الدولة الوسطى والدولة الحديثة والعصر المتأخر، بها مدافن العجل المقدس أبيس "السرابيوم" وفي العصر القبطي تمتلك سقارة دير الأنبا أرميا، وغير ذلك الكثير.

ودرة آثار سقارة تتجسد في مجموعة الهرم المدرج، أقدم بناء حجري في التاريخ وأول هرم بني مصر القديمة حيث بناه الوزير العبقري "إيمحتب" لمليكه الملك "زوسر" (حوالى ٢٦٦٧ - ٢٦٤٨ ق. م) الملك الثاني في الأسرة الثالثة خوسط الهرم المدرج المجموعة، وهو عبارة عن ستة مصاطب تعلو بعضها البعض بارتفاع ٦٣ م وأبعاد القاعدة ١٢١ × ١٠٩م.

كما رصدنا في جولتنا مدخلين للهرم المدخل الأصلي في الجانب الشمالي، ومدخل آخر في الجانب الجنوبي للهرم وتم فتحه في عصر الأسرة ٢٦، كما تضم المجموعة الهرمية معبد جنائزي شمال الهرم ومعابد العيد الثلاثيني "الحب سد" وبهو الأعمدة والمقبرة الجنوبية بالإضافة إلى بيتي الشمال والجنوب.