تسود حالة من الهدوء العام في أحد الشوارع الشهيرة لبيع الأدوات المنزلية في منطقة النزهة الجديدة، أصبح الحال في ركود مستمر، وذلك مع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في مدينة ووهان بالصين، تبدلت الأحوال وتوقف الاستيراد من الصين وتراكمت البضائعفي الجمارك.
ويقول حمدي أبو حسين، صاحب إحدى الشركات التجارية للاستيراد لـ"صدى البلد"، إن المشكلة الحقيقية بدأت منذ إجازة السنة القمرية بالصين، التي يتوقف بها العمل، ومن ثم تبدأ حركة الاستيراد بعد العودة من الإجازة مرة أخرى، ولكن لسوء الحظ تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين، ما أدى إلى تعطل إنتاج الأدوات المنزلية، وتوقف حركة الإنتاج في المصانع بالصين.
لم يصب فيروس كورونا المستجد أجساد الأشخاص فقط، لكنه أصاب أيضا حركة التجارة بين الصين ومصر، بالإضافة إلى عدم تداول الأوراق بينهما لتيسير الحال، وأصبحت البضاعة كالمريض بالفيروس موضوعة بالجمارك إلى حين تحسن الوضع.
تكتفت أيدي تجار الأدوات المنزلية بعض الوقت اعتقادًا منهم أنها أزمة مرضية وتمر بسلام، ولكن تطور الحال وتفاقمت الأزمة بانتشار فيروس كورونا المستجد في أكثر من دولة، كما تكاثرت الأعباء على التاجر من جميع النواحي.
"المواطن والتاجر اتأثر بفيروس كورونا".. لم يكن فيروس كورونا وباءً تسبب في حالة ذعر فقط، إلا أنه تسبب في ارتفاع الأسعار لدى أغلب التجار لنقص البضاعة وعدم استيراد البديل من الصين، وصعوبة استخراج البضائع من الجمارك.
ومع موسم هدايا عيد الأم، ازداد الأمر سوءًا، في مثل هذه الأيام لا تخلو كل المحال التجارية من المارة لشراء الأدوات المنزلية لتقديمها للأم، ولكن أصبح الهدوء يسود في أركان الأسواق التجارية لعدة أسباب، ومنها عدم وعي البعض بأن تلك البضاعة تم استيرادها من قبل ظهور الفيروس، فتخيل بعض الأشخاص أن البضاعة تحمل الفيروس بداخلها، والبعض الآخر يعاني من غلاء الأسعار الذي اتجه له بعض التجار لحل أزمته المالية.
"فيروس كورونا أكبر مشكلة واجهتنا".. اتفق العديد من تجار الأدوات المنزلية على تلك العبارة التي أصبحت كل ما يشغل خاطرهم كل صباح، مع فتح الأسواق والتوكل على الله، وحتى الانتهاء من ساعات العمل في المساء.
اقرأ أيضًا:
ويضيف أبو حسين: "نسبة الخسارة المئوية تصل إلى 40%، دون أن نعلم متى تنحل الأزمة الموجودة على أرض الواقع"، متابعا: "ننتظر الحل ومعندناش أي حلول ليها"، كما وجه كلمته للمسئولين لتخفيف الإجراءات على التجار، والإفراج عن البضاعة لحين وصول المستندات.
حالة من التوتر تصيب أغلب تجار الأدوات المنزلية لأنه يحل عليهم موسمان من أكثر المواسم بيعا ورزقا لهم هما؛ موسم عيد الأم الموجود بالفعل في الفترة الحالية، ثم حلول شهر رمضان الكريم، فحاول البعض منهم الاتجاه إلى حل بديل للتعويض عن الخسارة، وذلك بالاستعانة بالمنتج المصري، قائلًا: "مش هيقلل الخسارة".
وأكد ياسر السيد، صاحب أحد المحلات التجارية وشركة للاستيراد، أن فيروس كورونا من الأزمات التي هزت السوق التجارية، وبالرغم من الصعوبات التي يواجهها التجار إلا أن قرار رفع الأسعار لم يكن بتلك السهولة، فذلك الأمر يضر بالمواطن اولًا، مشيرا إلى أن المنتج الصيني لم يحل محله أي منتج آخر سواء المنتج التركي والمصري.
وكشف وليد رجب، صاحب إحدى شركات الاستيراد في منطقة النزهة، لـ "صدى البلد"، أن 90% من البضائع المستوردة من الخارج تكون من الصين، ومع تفشي فيروس كورونا المستجد أصيبت حركة الاستيراد من الصين بالشلل، وقال: "توقف البضائع في الميناء من أبرز المشكلات التي يواجهها تجار الأدوات المنزلية، بالإضافة لتوقف حركة البيع".