تعتبر المأكولات المصرية رافدا مهما من روافد الثقافة المصرية التى تعبر عن الطبيعة المزاجية للشعب المصرى والتى تميزه عن الشعوب الأخرى فى الأطعمة التى يتميز بها المطبخ المصرى والتى تعتبر نموذجا حيا لتفاعل الثقافة المصرية وتأثيرها بثقافات الدول الأخرى التي اختلطت بها الثقافة المصرية على مر العصور والتى كان وقوع مصر تحت وطأة الاحتلال من دول مختلفة عظيم الأثر فى تنوع وتأثر الطعام المصرى بها.
ولعل طبق "محشى ورق العنب" أحدأهمهذه النماذج، والذى يستعرض صدى البلد فى سياق هذا التقرير علاقته بتأثر مصر بثقافات أخرىوتاريخ تطور طبق محشى ورق العنب المصرى وبداية دخوله للمطبخ المصرى.
محشي ورق العنب أو يبرق أو ورق الدوالي أو ورق العريش أو دولمة أو سارما أو يلنجي كما تتعددالمصطلحات التى تطلق عليه فى الدول المختلفة هو طبق مقبلات تركية من أوراق العنب الملفوفة المحشية بالأرز والخضروات والبهارات وغيرها، حيث انتشر ورق العنب على نطاق واسع جدًا بين بلدان الشرق الأوسط وأصبح أكلة مشهورة في شرق المتوسط والجزائر ومصر والعراق وتركيا وأذربيجان واليونان والبلقان وبلغاريا وكرواتيا ومقدونيا وصربيا ورومانيا والقوقاز وأرمينيا .
يُحشى ورق العنب بالخضار والأرز واللحم المفروم والمطيبات والبهارات، تختلف مكونات حشوة ورق العنب عن كل بلد لبلد آخر، ومنها محشي أوراق ملفوف محشي بالارز واللحم المفروم وتسمى في بلاد البلقان سارما وتسمى في فلسطين والأردن ورق دوالي وفي سوريا يبرق وتسمى في مصر محشي وفي العراق تسمى دولمة والجزائر وتسمى يربق دولمة .
دولمة كلمة تركية معناها الامتلاء والتحشية، و يلانچي دولمة (وتعني بالتركية: "الدولمة الكاذبة") وهي دولمة ليس في حشوها لحم. وأما اسم يبرق فيعود إلى اللغة التركية أصلها ياپراق أو يپراق والتي تعني ورق الشجر بشكل عام أو ورق (العنب) بشكل خاص.
أما اليالنجي وهو نوع من أنواع ورق العنب الخالي من اللحم أصل تسميته مأخوذ من كلمة تركية بمعنى الكذاب وذلك لخلوّه من اللحمة.
أخذت الشعوب التي وقعت تحت سيطرة الدولة العثمانية في بلدان البلقان والشرق الأوسط وبعض أجزاء شمال أفريقيا طبق الورق عنب من الأتراك أثناء حكم الدولة العثمانية في القرن الرابع عشر الميلادي.