أطالب بحملة قوية لمنع السلام باليد وتبادل القبلات كبداية لمواجهة فيرس كورونا فلا يكفى أن ننفى خلو مصر حتى الآن من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" لكى نضع أيدينا فى الماء البارد باسترخاء شديد دون إعلان حالة الاستنفار العام لمواجهة الفيروس اللعين!
فرغم أن النفى الواضح أسعدنى لكن النفي وحده لا يكفى وسط الأخبار المتسارعة عن المرض وآثاره فى كل أنحاء العالم بحيث أصبحت مصر وقليل من الدول جزر منعزلة خالية من المرض وسط حمى انتشاره حولنا فى قطر والسعودية ولبنان والبحرين وهى دول الخليج العربية المجاورة لإيران التى تعد الآن أكبر معقل للإصابات بعد الصين!
فقد أثلج صدرى ما أكده بيان رئاسة مجلس الوزراء المصري، أن خبر اكتشاف عدد كبير من حالات فيروس كورونا الجديد في مصر عار تماما من الصحة. وتشديد البيان على الشفافية التامة ووعده القاطع أنه في حال الاشتباه بوجود أي حالات إصابة سيتم الإعلان عنها، وإبلاغ منظمة الصحة العالمية على الفور.. والذى لا يجعلنا نضع أيدينا فى الماء البارد أن العالم من حولنا يشدد الإجراءات يوما بعد يوم فقد ألغت مدينة برلين إقامة بورصة برلين هذا العام وهي أكبر معرض للسياحة في العالم ، والذي يقام سنويا في العاصمة الألمانية. ويشكل فرصة سنوية ينتظرها منظمو السياحة والسفر في العالم لعقد الصفقات وإجراء التعاقدات للموسم السياحي الجديد. وكان من المفترض أن يفتح معرض هذا العام أبوابه في الفترة بين الأربعاء المقبل وحتى الأحد الثامن من نفس الشهر. وبذلك ينضم معرض برلين للسياحة لمعارض أخرى ألغيت، بعد أن تم الإعلان عن تأجيل معرض فرانكفورت لمعدات الإضاءة والبناء أيضا بسبب الانتشار المكثف لفيروس كورونا الجديد .كما ألغت سويسرا الجمعة الماضى معرض جنيف للسيارات ومعرض بازل للساعات إضافة إلى كل الأحداث العامة أو الخاصة الكبرى بما يشمل اللقاءات الرياضية والمهرجانات والكرنفالات.
وفى الولايات المتحدة دخل فيروس كورونا على خط المعركة السياسية الإنتخابية بين الحزبين الجمهورى والديموقراطى فلم تمض ساعات على تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي تفاخر فيها بإجراءاته في مكافحة فيروس كورونا، حتى أعلن عن إصابة جديدة بالفيروس في ولاية كاليفورنيا وهى الحالة الثانية فى الولاية ولم تعرف فيه سبب الإصابة بالفيروس، إذ لم تسافر خارج الولايات المتحدة ولم تخالط مصاب بكورونا مما اضطر الرئيس الأميركي،إلى الاعتراف بتسجيل 15 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وعين نائبه مايك بنس مسؤولا عن ملف مكافحة الفيروس.
وهو ما يعنى أن الفيروس الذى يجتاح العالم بشراسة يحتاج لمواجهته إجراءات استباقية حاسمة تحمل شعار ان الخطر يهدد الجميع، وأن كل الحكومات مطالبة اليوم بالعمل الجاد من أجل مكافحته والقضاء عليه.
ومع تزايد الخطر لا زلت انحاز إلى الرأى بأن المصداقية والشفافية مع إشاعة الأمل وعدم بث الرعب في النفوس من أهم عوامل مكافحة الفيروس فمن واقع ما تابعته خلال خلال الأسبوع الماضي أن فيروس كورونا، الذي ضرب الصين في بداية ديسمبر سينتشر حول العالم. وأعلنت العديد من الحكومات إلى أنها ستقوم بالتصدي للمرض، ولكن ما يجب علينا فعله هو القيام بتجهيز الشعب المصرى بكل فئاته إلى خطر الفيروس الذى يحتاج إلى المزيد من الجدية فى المواجهة!
مطلوب إعلان حالة التأهب والطوارئ وأن نشاهد ماذا فعل العالم من حولنا مطلوب حملة توعية قوية عن المرض وأخطاره وأعراضه وطرق الوقاية منه مثل منع السلام باليد ومنع تبادل القبلات ومنع الاختلاط والتعرض للرزاز فى الأماكن العامةالشخصية وغسل اليدين قبل تناول أى أطعمةوالحرص على التهوية، وقبل ذلك أكرر أن الشفافية والحقائق وشهادة منظمة الصحة العالمية لمصر وحدهم لا يكفى!