قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأمانة التي حملها الإنسان ورفضت جميع مخلوقات الله –عز وجل- منالسماواتوالأرض والجبالحملها هي التكاليف الشرعية.
وأوضح «عبد السميع» في إجابته عن سؤال: «ما الأمانة التي حملها الإنسان ورفضتها سائر المخلوقات؟» أن المراد من التكاليف الشرعية أن تكون بمعناها الواسع والشامل الذيلا يقتصر على أركان الإسلام فقط من صلاة أو صوم أو حج ولكن يشمل منع الغيبة والنميمة والإحسان إلى الجار وحسن تربية الأبناء وحسن معاملة الزوجة ورفع الأذى عن الطريق ونحو ذلك.
وأضاف أمين الفتوى، عبر فيديو بثته دار الإفتاء المصرية، على صفحتها الرسمية بموقع «يوتيوب» أن السماوات والأرض والجبال لم تقبل هذه الأمانة؛ فجعلت مجبولة على طاعة الله – عز وجل- وليس لديها خيار غير الطاعة، أما الإنسان عنده الاختيار إما أن يكون إنسان طائع وإما أن يكون عاصي، مستجيب لأحكام شرعيته أو غير مستجيب.
واستشهد أمين الفتوى بقوله – تعالى-: « وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ»، ( سورة البلد: الآية 10)، وقوله – سبحانه- أيضًا: « فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْن فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىوَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى»، (سورة الليل: الآيات 5- 10).
وبين أن معنىالآيات الكريمة أن الله –سبحانه وتعالى- جعل لعباده طريق الخير والشر؛ فبيد الإنسان أن يعطى ويتقى وبيده أيضًا ألا يعطى وألا يتقى؛ فهو من قبل أمانة التكاليف بمعناها الشامل الواسع.
وتابع: "فيكون له عند الله مقام كبير، حتىأن بعض السلف الصالح قالوا إن الطائعينمن البشر خير عندالله – سبحانه- من الملائكة؛ لأن البشر خلقت فيهم الشهوة وهذا ليس من صفات الملائكة.
واستند إلى قوله - تعالى-: « يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ»، ( سورة التحريم: الآية 6).
من جانبه، نبه الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إلى أن المفسرين اختلفوا فى معنى كلمة الأمانة فيقوله -تعالى-: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا}، والراجح فيها أن معناها هو التكاليف الشرعية التى يحملها الإنسان بوصفه فيه شيء من الإدراك الكبير الذي مناطالعقل.
وأفاد "عاشور" أن الأمانة تعنيالتكاليف الشرعية، والكائن الذيتحمل هذه التكاليف الشرعية منوط بالعقل وهو متوفر بالإنسان، فضلًا عن أن السموات والأرض والجبال ليس لديها عقول ومن ثم خشية من التكاليف الشرعية ألا تقوم بأدائها على الوجه المرضى فخافت فلما حملها الإنسان وكان ظلومًا جهور بمعنى أنه إذا لم يؤدها على وجهها فقد ظلم نفسه وجهل ما فقد أو لم يقم به وامتثل لأمر الله.
وفي سياق متصل، أفاد الشيخ أحمد ممدوح مدير إدارة الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية، أن الأمانة التى حملها الإنسان ورفضها كل شيء فى هذا الكون هى التكليف.
وأبان «ممدوح» أن التكليف عرض على السماوات والأرض والجبال ولم يتحملوه كما قال -تعالى- "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، منوها أنه عبارة عن الفرائض الإسلامية التى شرعها الله تعالى وكذلك البعد عن الحرام والالتزام بالحلال.