الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وضاقت على تركيا


أكاد أجزم ان الرئيس التركى رجب طيب اردوجان قد ابتلع الطعم الذى وضع له فى ادلب بأيدى روسية . فالأحداث المتواصلة منذ ان وضعت انقرة بعضا من قواتها على الحدود السورية التركية املا فى ان تثبت أقدامها فى الشمال السورى وتحقق مطامع استعمارية حديثة منذ ذلك الحين وتركيا تحاصر نفسها بنفسها وتحيط حول رقبة رئيسها رباط النهاية .

 الواضح ان الدب الروسى علم تمام العلم ان اردوجان ليس برجل سياسة ولكنه مجرد طامع فى كل شىء ، وعلى هذا الاساس جاءت الحبكة الروسية باعطائه الوهم بالحصول على قطعة من الطوب فى البيت السورى الذى عمل العالم كله على تدميره ودماره ، وبهذا النهج ازداد طمع الرئيس التركى وتوالت تصريحاته وتهديداته بأنه لن يسمح للرئيس السورى بشار الأسد بدخول قواته الى ادلب وليس هذا فقط بل انه هدد برد مزلزل لدمشق ، وانتظر الكل التحركات القادمة واذا بها تتوالى بهجمات سورية على القوات التركية فى ادلب اخر معاقل المعارضة والارهابيين فى سوريا وتسفر هذه الهجمات عن سقوط عشرات من الجنود الاتراك لتضيف بذلك صفعات الى الرئيس التركى وتجعله يقع فى حيس بيص كما يقال . 

أردوجان الذى كان يصول ويجول لم يكيل الاتهامات الى روسيا التى شنت هجومها الاخير على الجنود الاتراك على الحدود السورية التركية بل جاءت تصريحات اردوجان بالتوعد والوعيد لبشار الاسد وقواته وكأنه يتعامل بالمثل الشعبى لم يقدر على الموج فتوعد الزبد . الواضح ان اردوجان يفقد المزيد من شعبيته ومن اصطفاف شعبه معه فرقم الجنود الصرعى فى ادلب والذى تجاوز الثلاثين يضع اردوجان فى موقف المساءلة من حكومته والامتعاض من شعبه ، كما ان ردة فعله المعتادة المتمثلة فى فتح باب الهجرة من بلاده الى الغرب اصبح كارت غير فاعل ، بل ان الاوربيين قد تأكدوا من ان اردوجان مناور وبأنه مساوم كبير وهذا ماجعلهم يبحثون عن بديل واعتقد ان ذلك المخرج هو ماتبحث عنه القارة العجوز المؤيدة بالدعم الامريكى المتمثل فى رئيس القطب الاوحد دونالد ترامب ، فالاخير استطاع ان يجر ترامب الى منصة الغرور ووعده بسحب قواته من سوريا كى يعطيه حبل الغرور الذى يلفه على عنقه ويحقق لواشنطن مرادها فى سوريا .

 المأزق التركى ليس فقط فى سوريا وادلب تحديدا ولكنه فى ليبيا وبخسائر فى ارواح قواته هناك على يد القائد حفتر وبين خسائر اردوجان فى سوريا وليبيا وتهديده الرخيص بفتح باب الهجرة العربية الافريقية الى القارة العجوز والامريكيتين يعود اردوجان الى المربع صفر وتظل مكانته مثلما كانت فى البدم ممثلة فى مهرج الملك كل مايقوم به هو التفريغ عن القائد وتحقيق السعادة للاخر وعندما ينتهى دوره يجلس فى الكواليس وربما يزج به الى الخفاء ..
اكاد اجزم ان العد التنازلى لوضع نهاية للرئيس التركى وبيد شعبه قد اصبحت وشيكة وان السيناريو الدولى يتم وضع اللمسات الاخيرة عليه تمهيدا لفرضه على المسرح التركى لكى يعيشه الاتراك وينهونه بلفظة النهاية واسدال الستار عن الرئيس اردوجان ورئاسته لتركيا ونهاية لاحلامه بالتمدد والولاية العثمانية ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط