فى صدارة معرض مسقط الدولى للكتاب فى دورته الـ25 والذى تقام فعالياته حاليا بالعاصمة العٌمانية بالسلطنة، يقف السلطان الراحل قابوس- طيب الله ثراه- شامخا كعادته يسطر أبلغ كلماته للقوات المسلحة السلطانية العٌمانية ليلقيها على أبنائهالبواسل فى المناسبات والاحتفالات التى كان يحرص دائما على تواجده بها.
ورصدت عدسة "صدى البلد" بمعرض مسقط الدولى للكتاب، الركن الخاص بسجل الزيارات السامية لجلالة السلطان قابوس للقوات المسلحة خلال زياراته للمواقع العسكرية أو التى شهدتها السلطنة أثناء افتتاح المنشآتالعسكرية كالأكاديمية وغيرها، كما يبرز كلمات السلطان الراحل التى تعكس اهتمامه الخاص بالقوات المسلحة باعتبارهاركيزة أساسية، فيما لاقت تفاعلا واسعا من الشعب العمانى وزوار المعرض من مختلف الجنسيات التى وقفت إجلالا وتقديرا أمام كلماته السامية.
وتعكس رسائل السلطان مدى حرصه واهتمامهبالقوات المسلحة، فمنذ انطلاقة مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان الحكيم واكبت قوات السلطان المسلحة كافة مراحل التطور والتقدم لتقوم بواجباتها النبيلة في حمل أمانة الدفاع عن الوطن لحماية مكتسباته وإنجازاته.
إقرأ ايضا :
وكان السلطان قابوس يؤكد في كل المناسبات على اهتمامه الخاص والراسخ على أهمية تطوير قوات السلطان المسلحة وتحديثها لترقى إلى
الجيوش الحديثة تدريبًا وتسليحًا فكان بعد التزود بالإيمان القوي بالله، فإن هذه القوات تزودت بالعلم والتدريب والتسليح لتصبحكما أراد لها السلطان قابوس طيب الله ثراه.
ومن أقواله في هذا الشأن، " إننا نولي دائما اهتماما خاصا لبناء قواتنا المسلحة على أسس حديثة، وقد بذلنافي ذلك جهدا كبيرا إلى أن وصلت - والحمد لله - إلى مستوى يعتز به كلعماني، وإنه ليهمنا اليوم أن نؤكد عزمنا على القيام بجهود أكبر للارتفاع بهذا المستوى إلى مكانة رفيعة ومقدرة لا يستهان بها، وذلك بإعدادها وتسليحها وتطويرها كمًا وكيفًا بكل ما يمكنها من أداء واجبها الوطني المقدس بكفاءة أكثر.
وإننا لنغتنم مناسبة احتفالنا بالعيد الوطني المجيد لنتوجه بالتحية والتهنئة إلى قواتنا المسلحة الباسلة بجميع قطاعاتها وتشكيلاتها تعبيرا عن اعتزازنا وتقديرنا لاستعدادها المتميز، ويقظتها الكاملة للذود عن تراب الوطن، والسهر على أمنه بكل جدارة وإخلاص.
كما نتوجه بالتحية والتهنئة إلى مختلف أجهزة الأمن لتفانيها في أداءواجبها الوطني النبيل بكل الحرص على خدمة المجتمع وتأمين راحته في
كافة أرجاء البلاد .
كما كان جلالته رحمه الله يبني قوات السلطان المسلحة لتعزيز السلام فيالداخل والخارج، [السلام هدف الدولة؛ ذلك مبدأ من المبادئ التي توجه سياستنا الداخلية والخارجية، وهو هدف إستراتيجي نعمل على تحقيقه واستمراره ضمانا للأمن والاستقرار، والنمو والازدهار.
وكان جلالته يؤكد اعتزازه بقوات السلطان المسلحة [إن اعتزازنا بقواتناالمسلحة وكافة أجهزة الأمن نابع من تقديرنا لدورهم العظيم في حماية
منجزات النهضة المباركة، وصيانة مكتسبات الوطن. وإذ نؤكد دعمنا لها،وسعينا لتطويرها، فإننا نوجه إليها، من فوق هذا المنبر، وفي هذا اليوم
الميمون الأغر، التحية والثناء العاطر، لإخلاصها وتفانيها في أداء المهامالمنوطة بها دائما .
وتعد قوات السلطان المسلحة أحد الشواهد العظيمة لمنجزات النهضة الحديثة بفضل الرؤية الحكيمة والنهج السامي لجلالة القائد الراحل -طيب
الله ثراه- انطلاقا من دورها الجسيم الذي تضطلع به، وستبقى دائمامتمسكة بالعهد تحمي تراب الوطن الغالي، وتذود عن مقدساته الطاهرة،
حيث تخطو بثبات وفق منظومة متكاملة الأركان، تشمل جودة الأداءوالتدريب العالي، والتطوير الممنهج، والاقتناء المخطط وفق الحاجة
للأسلحة والمعدات، وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيلمنتسبيها لتكون دائما وأبدا الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في
البلاد، والحامي العتيد لمنجزات نهضتها الشامخة.
وكما أراد لها جلالته -رحمه الله- فقد شكل الكادر البشري في قوات السلطان المسلحة موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من قبل
جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- باعتبارهم الثروة الحقيقية والمكوّنالأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات
السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العماني، وسلاحالجو السلطاني العماني، والبحرية السلطانية العمانية، إلى جانب الحرس
السلطاني العماني، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضمبين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها
البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنيةالعسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.
وقد حرصت السلطنة على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوىبشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، التي يؤدي الارتقاء بها
في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذاالمنطلق انتهجت السلطنة خططًا لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية.
كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على أكمل وجه، إلى جانب خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العماني، الذي أصبح قادرًا على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان بفضل الرعاية والاهتمام اللذين أولاهما السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- لقوات جلالته الباسلةومنتسبيها في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة .
وقد حقق الجيش السلطاني العماني على مدى أعوام مسيرة النهضةالمباركة العديد من الإنجازات في التطوير والتحديث، وهو ما جعله محل
اعتزاز وفخر، فقد زودت ألويته وتشكيلاته ووحداته بأسلحة ذات تقنيةمتطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتواكب وتقنية تلك الأسلحة وفق
منظور حديث، وتأهيل القوى البشرية علميا وفنيا
حيث تُجرى تدريباتمتواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية لهذا السلاح العريق، ويتم باستمرارانتهاج تطوير شامل لهذه الألوية والتشكيلات والوحدات وإمدادها بمختلفالأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة،وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي، والمدرعات،وسلاح الإشارة،ووسائط النقل، وورش الصيانة، فأصبحت هذه الألوية والتشكيلات منظومةقتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتيةوالإدارية والفنية، كما شهدت قوات الفرق تطورًا كبيرًا في التنظيم، وبمازودت به من منشآت ومرافق خدمية ووسائل الاتصالات المتطورة.
ويجريباستمرار اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العملياتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع إستراتيجية بناء المنظومة العسكرية العمانية المتكاملة سواء من خلال إجراءالتحديثات لنمط الوحدات وتطويرها أو من خلال استحداث تشكيلاتمتخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن الغالي وصونمنجزات النهضة العمانية الحديثة .
وتحتضن سلطنة عمان فعاليات معرض مسقط الدولى للكتاب فى دورته الخامسة والعشرين بمشاركة عدد من الدول العربية، فيما تتميز هذه الدورة بخصوصية عن غيرها، إذ تواكب اليوبيل الفضي للمعرض لمرور 25 عاما على انطلاقته.
وافتتح معرض مسقط الدولى للكتاب فعالياتها السبت الماضي، وسط حضور رفيع المستوى وأعضاء مجلس عمان المكرمين وشخصيات دبلوماسية، وبحضور أيضا فانسان مونتانيي رئيس نقابة الناشرين الفرنسيين ضيف شرف المعرض.
وتتمتع هذه الدورة بخصوصية عن غيرها تزامنا مع الاحتفال باليوبيل الفضي بمرور 25 عاما على انطلاقة المعرض تلك التظاهرة الثقافية التى تتجدد سنويًا لمواصلة مسيرته الثقافية والأدبية والإبداعية، ومن المقرر أن تستمر فعاليات المعرض لمدة عشرة أيام.