القوةالناعمة هي قدرة الدولة في التأثيرعلىالآخرينبل و تحقيق الأهدافعن طريق الإقناعدون الحاجة لاستخدام القوة وفي ذات الوقت مرآة عاكسة لحضارة المجتمع ووعي مواطنيه.
ودائما ما استدعي الستينات والخمسينات عند الحديث عن القوة الناعمة حيث أزهي عصورها فكرة القدم مثل سائر أنواعالفنون بروافده السابعة شكلوا الوجدان العربي والصورة الذهنية عن مصر بمكوناتها وعن المصريين فكانت الفرق المصرية وخاصة قطبي الكرة الأهلي والزمالك قوة ناعمة مؤثرة في محيطها العربي والإفريقيلقاءاتهما كما يقول محمد بن جالون مؤسس نادي الوداد المغربي كانت منشورا وطنيا يبث روح العروبة بالنسبة للمغاربة
لكن اختلف الحال والأحوال ففي العشر سنوات الماضية شهدت الرياضة المصرية ممارسات غير رشيدة بين بعض الاندية المصرية وعندما تكون الرياضة أحد موارد القوىالناعمة قد اصابها الخلل لحد الجنون فلابد من المواجهة الحاسمة في هذا الملف الهام الحساس وإلا فنحن أمام مشهد كارثي يؤصل للعنف مرةأخرى.
فقد أصبح التعصب الكروي ظاهرة تدعو للقلق في الشارع المصري فلا تكاد تمر مباراة أو بطولة رياضية كروية دون تراشق إنلم يكن جماهيريا كما حدث في مباراة الكلاسيكو المصري بين فريقي الأهليوالزمالك في الإماراتوأحداثهاالمؤسفة يكون بالتنمر حيث المناوشات الإلكترونية علىمواقع التواصل الاجتماعي التي رفعت مستوى المنافسة إلى الهجوم المنفلت اللاأخلاقي فلم نعد نتقبل الهزيمة الكروية وأزمة تزداد سوءا يوما بعد يوم.
فبعد انتهاء الدورة الأفريقية التى احتضنتها مصر بنجاح تنظيمي واداري رفيع المستوي نالت به إشاداتعالمية والتعاطي الجماهيري الواعي مع فعاليات البطولة تفاءل الجميع بأن الجمهور سيعود للمدرجات بعد غياب دام سنوات لكن هذا الوعي الذي عكس حس وطني وانتماء للفريق القومي المصري لم ينتقل لمستوىالتشجيع المحلي فلم نتخلص من التعصب المحموم للأندية ويبدو أننامازلناغير مؤهلين علىالمستوىالجماهيري للعودة مرة أخرى للرشد الرياضي وأصبحنا على صفيح ساخن وتجاوزات تفاقمت حتى وصلت إلى مرحلة ما قبل الاشتعال.