قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الروح المفقودة

×

القوةالناعمة هي قدرة الدولة في التأثيرعلىالآخرينبل و تحقيق الأهدافعن طريق الإقناعدون الحاجة لاستخدام القوة وفي ذات الوقت مرآة عاكسة لحضارة المجتمع ووعي مواطنيه.

الرياضة وبصفة خاصة كرة القدم هي أحدأهمأدواتالقوة الناعمة والجاذبية غير المباشرةفلم تعدمجرد لعبة تمتع مئات الملايين حول العالم
فشعبيتها جارفةوتأثيرهايتخطىحدود الزمان والمكان ويكفي أن نذكر أنعدد مشاهدي الدوري الإنجليزي في العالم يصل إلى 4.7 مليار متفرج وعائد حقوق البث وصل إلى3.2 مليار دولار

ودائما ما استدعي الستينات والخمسينات عند الحديث عن القوة الناعمة حيث أزهي عصورها فكرة القدم مثل سائر أنواعالفنون بروافده السابعة شكلوا الوجدان العربي والصورة الذهنية عن مصر بمكوناتها وعن المصريين فكانت الفرق المصرية وخاصة قطبي الكرة الأهلي والزمالك قوة ناعمة مؤثرة في محيطها العربي والإفريقيلقاءاتهما كما يقول محمد بن جالون مؤسس نادي الوداد المغربي كانت منشورا وطنيا يبث روح العروبة بالنسبة للمغاربة

لكن اختلف الحال والأحوال ففي العشر سنوات الماضية شهدت الرياضة المصرية ممارسات غير رشيدة بين بعض الاندية المصرية وعندما تكون الرياضة أحد موارد القوىالناعمة قد اصابها الخلل لحد الجنون فلابد من المواجهة الحاسمة في هذا الملف الهام الحساس وإلا فنحن أمام مشهد كارثي يؤصل للعنف مرةأخرى.

فقد أصبح التعصب الكروي ظاهرة تدعو للقلق في الشارع المصري فلا تكاد تمر مباراة أو بطولة رياضية كروية دون تراشق إنلم يكن جماهيريا كما حدث في مباراة الكلاسيكو المصري بين فريقي الأهليوالزمالك في الإماراتوأحداثهاالمؤسفة يكون بالتنمر حيث المناوشات الإلكترونية علىمواقع التواصل الاجتماعي التي رفعت مستوى المنافسة إلى الهجوم المنفلت اللاأخلاقي فلم نعد نتقبل الهزيمة الكروية وأزمة تزداد سوءا يوما بعد يوم.

فبعد انتهاء الدورة الأفريقية التى احتضنتها مصر بنجاح تنظيمي واداري رفيع المستوي نالت به إشاداتعالمية والتعاطي الجماهيري الواعي مع فعاليات البطولة تفاءل الجميع بأن الجمهور سيعود للمدرجات بعد غياب دام سنوات لكن هذا الوعي الذي عكس حس وطني وانتماء للفريق القومي المصري لم ينتقل لمستوىالتشجيع المحلي فلم نتخلص من التعصب المحموم للأندية ويبدو أننامازلناغير مؤهلين علىالمستوىالجماهيري للعودة مرة أخرى للرشد الرياضي وأصبحنا على صفيح ساخن وتجاوزات تفاقمت حتى وصلت إلى مرحلة ما قبل الاشتعال.

وهنا لابد من تساؤل حول دور القنوات والبرامج الرياضية كرافد للوعي الرياضي ورسالتها في نبذ التعصب وترسيخ الروح الرياضية وقيم المنافسة الشريفةوهو ما يجب تقوم به في ظل ما تشهده الساحة الكروية من مشاحناتلكن مايحدث هو العكس فقد انتقل التلاسن الجماهيري لتراشق إعلاميعلىبعض الشاشات الرياضية وأصبحت غير قادرة علىالتخلص من انتمائها الرياضي فاختلط عندها التحليل والنقد غيرالموضوعي المنحاز وأصبحتدون أنتدري جزء من التعصب تؤجج لنار العداء الذي أصبحالعنوان الأبرزلجماهير كرة القدم المصرية.

الدولة الآن تقفز قفزاتواسعة نحو نهضة اقتصادية كبرىوإنجازمشروعات قومية عملاقة في كافة القطاعات الحيوية والتي تحتاج مجتمعا مدركا يقظا فكلما كان المجتمع علىقدر من الوعي والفهم كلما حافظ على تماسكه وإنجازاته فاحذروافتنة الأندية أفيقواقبل فوات الأوانحان الوقت لمواجهة ظاهرة التعصب المقيت ولناعبرة في موقعة بورسعيد.