قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

درس الدولة المصرية للجميع !

×

الدولة المصرية ، بكل أركانها السيادية والشعبية ، أكدت للعالم أننا متميزون عن كل دول المنطقة ، التى ضربتها موجات الربيع العبري ، وقدمت درسا للتاريخ والأمم والعالم ، الأصدقاء قبل الأعداء في المؤسسية والتحضر والإنسانية والأصالة .

ليس فقط بسبب الجنازة العسكرية التاريخية للرئيس الأسبق حسنى مبارك ، التى تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولا حتى قرار العفو الرئاسي عن الأحكام العالقة ، والذي يعنى احتفاظ أسرة مبارك بأوسمته ونياشينه، بل الحالة العامة بما فيها زواياها المعلنة وغير المعلنة ، الداخلية والخارجية ، السيادية والشعبية .. العسكرية والمدنية .. السياسية والإعلامية .. كلها ، كلها !


رحم الله الجنرال الداهية عمر سليمان الذي شارك في رسم هذا المشهد ، عشية ١٠ فبراير ٢٠١١ ، قبل التنحى بساعات ، ومليون شكر لمبارك لأنه لم يتمادى ويتعجرف مثل غيره من رؤساء الدول التى ضربتها الفوضي، وبالتالى كان المشهد المصري مختلفا وساميا، فلم يهرب ، ولم يقتل ، فقط حوكم وفق القوانين المصرية الأصيلة.


مات البطل عمر سليمان ، ولم يرَ المشهد الذي خططه بنفسه ، لكن روحه بيننا وملامح أعماله واضحة ، وأدمغة أجيال رباها جلية !


مليون شكر لكل مؤسسات الدولة ، التى أخرجت المشهد النهائي لبطل من أبطال أكتوبر ، ورئيس وفريقه أمنوا دولتهم وشعبهم من امتدادات الفوضي ، واعترفوا بأخطائهم وحوكموا عليها ، حتى لو اختلفنا على الصورة النهائية لبعض المحاكمات ، لكننا نصرنا بهذا المشهد الرفيع ، أكتوبر وثقافته ضد الإسرائيليين وحلفائهم ، ونصرنا الدولة المصرية ضد الفوضي وأربابها من الإخوان وحلفائهم ، ونصرنا الشعب المصري الذي أكد على جذوره الحضارية.


كواليس الخبثاء تتحدث بشكل مبالغ حول حالة جفاء ما ، وتدخلات حاسمة ، لكن هذا غير صحيح بشكل أو آخر، فالرئيس السيسى أعلا ثوابت الدولة المصرية اتساقا مع الرؤية والعقيدة العسكرية والمؤسسية المصرية لما فيه صالح الجميع ، ويكفي قرار السيسى بالعفو عن الرئيس الأسبق الراحل مبارك ، وإلغاء أية احكام عالقة ، ليحتفظ مبارك ومن بعده أسرته بكل النياشين ، والتى كانت في مقدمة جنازته العسكرية التاريخية.


وكان واضحا أن كل العقلاء والوطنيين ، تجنبوا الحديث حول رؤي ما عن دور مبارك فيما وصلت فيه الدولة المصرية خلال العقد الأول للألفية ، مما أهل لخبطات يناير وما بعدها ، حتى أعادتنا مؤسسات الدولة والشعب بقيادة حكيمة من الجيش وبعده السيسى ، عندما وصل للحكم ، للطريق القويم ، فهذا أمر معروف ، وليس مهما إثارته الآن ، وقالها مبارك قبلنا عن نفسه في خطاب ما قبل التنحى الشهير ، سيحكم التاريخ عنى وعن غيرى، بما لنا أو علينا ، وكلنا زائلون والوطن باق !


مشهد في غاية التعقد ، وأزمة تاريخية تجاوزها الرئيس ومؤسسات الدولة بشكل غير في الاحترافية والسيادية، حولوها للحظة تاريخية ودرس استثنائي لكل الأجيال والأمم ، رافعين قيم وثوابت مصر ، فوق أى شيء آخر ، فلم يعطوا فرصة للأعداء لشماتة وتصيد ، وفرح بنا الاصدقاء من كل نواحى الأرض ، لأننا أكدنا على تاريخية وتمدن الدولة المصرية ! .. فقدرنا رئيسا على بعض أخطائه الإدارية في نهاية سنوات حكمه ، رغم أننا نعيش بين مجتمعات وقيادات قتلت وأهانت وباعت رؤساءها ، بخلاف رؤساء هربوا .. كانت مصر دولة وشعبا مميزة وفارقة عن كل هؤلاء ، وكأننا واحة حضارية وسط صحراء فوضي !


كلنا، تباهيا وتفاخرا وتقديرا بدولتنا وشعبنا ورئيسنا وجيشنا ومخابراتنا ، لحظة تاريخية لا تنسي .