"لطالما أحب مبارك الحديث عن انطباعاته عن الاتحاد السوفييتي واعترف لي بأنه حضر عرض باليه بحيرة البجع في مسرح البولشوي 17 مرة".
بهذه العبارة استهل السفير السوفييتي الأسبق لدى مصر ألكسندر بيلونوجوف روايته لصحيفة "فزجلياد" الروسية عن فترة خدمته في مصر إبان سنوات عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك الأولى.
وقال بيلونوجوف "وفاة مبارك ستكون صدمة للكثيرين في مصر، ونبأ يبعث على الحزن بالنسبة للعديدين خارجها".
ورأى بيلونوجوف أن "مبارك ظل لعقود رقمًا مهمًا في استقرار مصر والعالم العربي، وكان حديثه يتسم دائمًا بالمنطقية والاعتدال، وكان وجوده ذا فائدة في منطقة معقدة وغير مستقرة".
وأضاف بيلونوجوف "إننا ندين لمبارك بالكثير لأن العلاقات بين بلدينا تطورت سريعًا بعدما تولى رئاسة مصر، وتعززت طوال عهده الذي امتد لثلاثة عقود".
وأوضح بيلونوجوف أن الرئيس الراحل مبارك صقل مهاراته العسكرية من خلال التدرب في الاتحاد السوفييتي مرتين، فبين عامي 1959 و1960 تلقى تدريبًا في قيرغيزستان على قيادة القاذفة الروسية إليوشن 28، وبين عامي 1964 و1965 درس بكلية أركان الحرب في موسكو، وخلال فترة عمله ثم قيادته للقوات الجوية المصرية، تعاون عن قرب مع الطيارين والخبراء العسكريين السوفييت الذين ساهموا في تطوير قدرات الطيران والجيش المصري خلال فترة الإعداد لحرب السادس من أكتوبر 1973.
وتابع بيلونجوف "لقد كنت أول سفير سوفييتي إلى مصر بعدما تولى مبارك رئاستها، وكانت العلاقات بين البلدين قد توترت بسبب خلافات بين الرئيس الراحل محمد انور السادات والاتحاد السوفييتي، لكن مبارك أولى اهتمامًا كبيرًا لترميم العلاقات مع موسكو".
وقال بيلونجوف إن "العمل مع مبارك كان سهلًا، فهو كرجل ذو خلفية عسكرية كان يفضل الحوار الصريح، وكان يتحدث عادة بلهجة رسمية جادة في الاجتماعات الرسمية، لكن سلوكه كان يختلف تمامًا في لقاءاتنا الشخصية، فكان يتمتع بروح دعابة قوية، ولطالما أحب مبارك الحديث عن انطباعاته عن الاتحاد السوفييتي. وعلى سبيل المثال، فقد اعترف لي بأنه حضر عرض باليه بحيرة البجع في مسرح البولشوي 17 مرة. لقد كان شخصًا صريحًا ومهذبًا للغاية".