رحيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان الخبر الذي أحزن الكثيرين، بعد وفاته داخل مستشفى المعادي العسكري.
أعلنت الدولة بعدها الحداد وتنكس عَلمها احترمًا لرحيله، ليعلن رؤساء وملوك الدول العربية نعيهم للرئيس الأسبق مبارك الذي قضى 30 عامًا من عُمره في قيادة مصر في ظل ظروف عصيبة.
الانضباط الشديد وعدم تقبل الخطأ هي الصفات التي أطلقها اللواء رأفتالحجيري على الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، بعد سنوات قضاها في حراسته للرئيس الأسبق.
23 عامًا منذ 1986 حتى 2008 رافق فيها اللواء رأفت الحجيري الرئيس مبارك، داخل القصر الجمهوري وفي جولاته ورحلاته الرئاسية، شاهد فيها "رأفت" العديد من المواقف الإنساني للرئيس الأسبق حسني مبارك تجاهه وتجاه من حوله، وفقًا لحديث الحارس الشخصي السابق للرئيس الراحل مبارك لموقع "صدى البلد".
رأى اللواء "رأفت" خلال تعامله مع الرئيس مبارك لمدة عقدين من الزمن، انه لديه حس إنساني عالٍ وبالرغم من ذلك لم يتهاون في الخطأ وكان يوقع أقصى عقوبة على أي شخص يقترف خطأ ما.
كان بين اللواء رأفت والرئيس الراحل حسني مبارك حالة من الود وخفة الدم المُتواصلة، ومواقف إنسانية جعلت الحارس الخاص يعشق الرئيس مبارك، أبرزها عزاؤه في والدته عام 2004 بعد عودته من قريته الصعيدية لمُواصلة عمله مع الرئيس، ليتفاجأ بمُهاتفة الرئيس له وينعيه على رحيل أمه، ليكون هذا الموقف أحد جوانب الإنسانية لمبارك مع حارسه الشخصي.
بالرغم من مرور 12 عامًا على ترك اللواء رأفت للخدمة في 2008، كان الرئيس يتواصل معه، وعزّاه في وفاة أخيه منذ شهرين، حيث ظلت علاقتهما الإنسانية مُرتبطة حتى رحيله عن الحياة اليوم، في خبر أنزل الصدمة على حارسه "رأفت"، وفقًا لتعبيره لموقع "صدى البلد".
تستحضر ذاكرة الحارس الشخصي السابق للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، أحد مواقفه الإنسانية للغاية، وهي حين كان يجلس مبارك في استراحة الفرسان بالإسماعيلية، في شهر رمضان، وجد أحد عساكر رئاسة الجمهورية يجلس بمفرده دون أن يتناول أي طعام للإفطار، ليسأله الرئيس الراحل: لماذا لم تتناول الإفطار؟ ليجيبه العسكري بأنه لم يتناول الإفطار بسبب انتظار زميله في الخدمة حتى ينهي إفطاره ليظل المجند دون طعام لمدة تزيد على نصف ساعة، منذ بدء ساعات الإفطار الرمضاني، ليدفع هذا الأمر الرئيس مبارك إلى الاتصال بقائد الحرس الجمهوري اللواء محمد خلف آنذاك، ولومه على هذا الموقف وأمره بإحضار إفطار مجهز وفاخر للمُجندين في الخدمة، ليتم تنفيذ هذا الأمر ويمنح كافة المجندين في اليوم التالي وجبة من الفراخ واللحوم في محل خدمتهم.
احتواؤه ومعاملته كأحد أبنائه هو الإحساس الذي تملك اللواء "رأفت الحجيري"، خلال حراسته للرئيس مبارك، حيث كان يُعامله بكل احترام وتقدير ولم يُسئ إليه أبدًا منذ بداية خدمته له حتى تقاعده عن الخدمة، لتظل ذكريات الرئيس مبارك معه عالقة في ذهنة وتثير بداخله الأسى والحزن الذي دفعه للبكاء على رحيله.