قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالازهر سابقا إنه يجوز ترك شهود صلاة الجمع والجماعات بالمسجد فى حالة البرد والمطر الشديد باتفاق الفقهاء، مستشهدا بفعل سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يأمر المؤذن بأن يقول بعد الأذان «أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالكُمْ»، أى صلوا فى المواضع التى أنتم فيها دون الذهاب للمسجد، وذلك لشدة البرد أو المطر.
وقال الأطرش لـ«صدى البلد»، ردا على سؤال يقول : " هل يجوز الصلاة في المنزل وترك الجماعة بالمسجد بسبب المطر الشديد " ؟. ، إن خروج المسلم لصلاة الجماعة بالمسجد فى حالة البرد والمطر الشديد له ثواب عظيم عند الله تعالى، مشيرا إلى أن ثواب صلاته سيكون أعظم أجرا من صلاة الجماعة فى أى وقت آخر، مستشهدا بقول رسول الله للسيدة عائشة - رضى الله عنها- "أجرك على قدر نصبك"، وقوله – صلى الله عليه وسلم- "الأجر على مقدار المشقة".
وأضاف ، أنه يجوز للمسلم أن يجمع بين الصلوات إذا كان يوجد مطر، ويصعب معه الذهاب للمسجد شريطة أن يكون هذا المطر غزيرا بحيث يبلل الثياب، ولا يستطيع المصلى أن يتغلب عليه بـ"المظلة" أو غيرها.
7 أعذار تمنع من أداء صلاة الجماعة بالمسجد
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنه توجد سبعة أعذار يجوز للمسلم معها عدم أداء صلاة الجماعة فى المسجد، مضيفا أن أعذار ترك صلاة الجماعة تنقسم إلى قسمين أعذار عامة، وأعذار شخصية.
وأوضح «عاشور»، خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء ، أن الأعذار العامة التي تمنع المسلم من أداء الجماعة ثلاثة هي: المطر الشديد، والريح القوية، والظلمة الشديدة، مستشهدا بحديث سيدنا رسول الله عندما قال أحد الصحابة- رضوان الله عليهم-: « كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَأَصَابَنَا مَطَرٌ، لَمْ يَبُلَّ أَسْفَلَ نِعَالِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ».
وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الأعذار الشخصية أربعة وهي: المرض الذى يحصل به للإنسان مشقة عند أدائه الصلاة بالمسجد، أو خوف من عدو أو من ظالم، أو من يدافع الأخبثين وهما الريح والبول، أو من كان فى حضرة الطعام، مستشهدا بحديث النبى –عليه الصلاة والسلام-: « لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ».
حكم صلاة الجمعة في المنزل بسبب المطر
تلقى الدكتور عبد القادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني سؤالًا يقول: ماحكم صلاة الجمعة في البيت بسبب المطر.
قال الطويل في فتوى له: يختلف حكم هذه المسألة من مكان لآخر.. ومن شخص لآخر.. لكن باختصار شديد.. فإنه يجوز للرجل صلاة الجمعة في بيته "أربع ركعات ظهرا" إذا شق عليه الذهاب إلى المسجد بسبب المطر، أو الوحل.
وأضاف عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أنصلاة في البيت تكون أفضلإذا أدى الذهاب إلى المسجد إلى حرج أشد، ويحدث ذلك في حال اعتياد الناس على تعويض زحام المسجد بالصلاة على الحصير خارج المسجد، ففي حال وجود الوحل يؤدي ذلك إلى تكدس الناس داخل المسجد وبالطبع لن يسعهم المكان.. فيؤدي إلى مشقة وحرج،فالصلاة لمن يبعد بيته عن المسجد في بيته أولىفي هذه الحال.
واستشهدأمين الفتوى بالمركز، بقول الله تعالي {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}..[الحج:78].. وبحديث عن ابن عباس -رضي الله عنه- قولُه - لمن استنكروا قولَه: "صلوا في رحالكم" حيث قال" فعَلَه مَن هو خير مني، إن الجمعة عَزْمَةٌ، وإني كرهتُ أن أُحرجكم فتمشون في الطين والدَّحض" والمقصود من قوله رحالكم: أي أماكن إقامتكم ومنازلكم.
وأشار الطويل إلى أن الإمام البخاري قد بوّب لهذا في صحيحة تحت عنوان" الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر".
وقد بوَّب الإمام مسلم أيضًا في صحيحه، تحت عنوان"باب جواز التخلف عن صلاة الجماعة والجمعة لعذر المطر".
وقال صلى الله عليه وسلم "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".
اقرأ المزيد: