من منا لم يمر بميدان طلعت حرب بمنطقة وسط البلد، ولم يتوقف امام تمثال مهيب لرجل يبدو عليه أنه من القرون البائدة يرتدى بذلة وطربوش ويمسك فى يده ورقة، وهو طلعت حرب باشا مؤسس بنك مصر، الذى لقب بأبو الإقتصاد المصرى، وفى النهاية لم يسأل نفسه عن تاريخ هذا التمثال العظيم وسبب تواجدة فى هذا المكان تحديدا ، ولهذا السبب يستعرض "صدى البلد" فى هذا التقرير تاريخ تمثال طلعت حرب وسر تواجده فى هذا المكان بمنطقة وسط البلد .
لم يكن تمثال طلعت حرب متواجدا فى مكانه الحالى قبل ثورة يوليو ولكن كان يقبع مكانه تمثال سيلمان باشا الفرنساوى وكان الميدان والشارع أيضا يسميان بإسم سليمان باشا، وقد كان هذا تكريما من الخديو إسماعيل لـ سليمان باشا، واسمه الحقيقى أوكتاف جوزيف انتلم سيف فرنسى الجنسية، الذي جاء مصرمع الحملة الفرنسية واستقر بها، وأصبح مقربًا لمحمد على باشا، الذي اختار له اسم سليمان بعد اعتناقه للإسلام، وفي عام ١٨١٩ تولى سليمان باشا مهمة تكوين جيش مصري حديث مثل الجيوش الأوروبية .
وحينما أراد الخديو إسماعيل تحويل القاهرة إلى الطراز الأوروبى لتكون تماما كالعاصمة الأوروبية باريس، وبعد أن شُيدت العمارات على الطراز الأوربي تم تسمية الشارع والميدان باسم ميدان سليمان باشا تكريمًا له، وظل الميدان والشارع بهذا الاسم حتي قيام ثورة يوليو عام 1952م والتي قررت التخلص من جميع الرموز الملكية والعهد البائد. وقامت بنقل تمثال سليمان باشا الي المتحف الحربي بالقاهرة ووضعت بدلا منه ثمثال للاقتصادي المصري طلعت حرب وتم تسمية الشارع والميدان باسمه وهو المسمي الباقي حتي الآن.