أهمية قراءة القرآن للحامل.. قراءة القرآن الكريم عبادة من العبادات التي تقرّب العبد من ربه، و لها فضائلعظيمة جدًا لا يمكن حصرها أو اختصارها؛ فقد عمّت فوائده جميع الكائنات، وهذا ما أكدته البحوث العلميّة مؤخرًا؛ فقد أثبتت تأثُّر خلايا جسم الإنسان، وجهازه النفسيّ، والعصبيّ إيجابيًا بالقرآن الكريم؛ لذلك فإنّ سماع الحامل للقرآن الكريم لفتراتٍ محدّدةٍ يوميّا له نتائجُ إيجابيَّةٌ جدًا عليها، وعلى الجنين في بطنها.
أهمية قراءة القرآن للحامل
قراءة القرآن للحامل له أهمية وفوائد عدة، أبرزها:
1- زيادة ذكاء الطفل: فقد أثبتت البحوث والدراسات أنّ الجنين بعد الشهر الرابع ينتبه إلى الأصوات، وأول ما ينتبه له هو صوت قلب أمه، غير أن هناك أصواتًا أخرى تلفت انتباهه، كالأصوات غير الرتيبة، أو الأصوات ذات الترددات المختلفة، والترددات المرتفعة، والمنخفضة، كما أن أجهزة الجسم الأخرى تتشكل في هذه المرحلة مقرونة مع التنبيه الدائم لها من خلال أصوات هذه الترددات، مما يولّد لديها قدرة عالية على الاستجابة، ويثير اهتمام الجهاز العصبيّ للجنين، وينتج عن ذلك كثرة الاتصالات الشجيريَّة بين الخلايا العصبية، وفي ذلك إسهام في زيادة ذكاء الجنين.
2- زيادة قدرة الجنين السلوكية والمهاريَّة: وهذا يحصل لهم بعد الولادة نتيجةً لإثارة الجهاز العصبيّ لهم وهم أجنة، حيث يكون بعض الأطفال أكثر هدوءًا، وانتباهًا بالمقارنة مع غيرهم، ممَّا يعطي الكثير منهم القدرة على تطوير بعض المهارات في سنّ الثالثة، والرابعة، كالقدرة على القراءة، ويُنصح على أن لا تزيد مدَّة التسميع للجنين على العشر دقائق، مع تكرار العملية مرتين إلى ثلاث مراتٍ يوميًا، عن طريق سماعاتٍ تثبت على بطن الحامل، بما يتناسب وطاقة الجنين الاستيعابية، كإسماعه من ثلاث إلى خمس آياتٍ.
3- كما أنَّ الجنين يتأثر إيجابيًّا بالقرآن الكريم، والأصوات الأخرى الهادئة، فإنَّه يتأثر سلبًا أيضًا بالأصوات المزعجة كالصراخ، ويتأثر سلبًا بما تتعرّض له الأم في بعض المواقف النفسيَّة الصعبة، بل ويظهر ذلك على تقاسيم وجهه، وتصرفاته بعد الولادة، لذا لا عجب إن قلنا أنَّ مرحلة التربية الأولى تبدأ بالجنين وهو في بطن أمّه.
أهمية سماع القرآن الكريم للكبار
سماع تلاوة القرآن الكريم له آثرٌ كبيرٌ في فهم معانيه، بالإضافة إلى أنّ الصالحين والسلف تعوّدوا على سماعه؛ لما في ذلك من فوائد عديدةٍ، ومنها:
1- سماع القرآن الكريم سببٌ لهداية الانسوالجنّ: وصف القرآن الكريم الذين يستمعون إلى القرآن بأنّهم أصحاب عقولٍ راشدةٍ سليمةٍ؛ ولذلك يتّبعون أحسن القول، وأحسن القول؛ هو كلام الله -عزّ وجلّ-، ثمّ كلام نبيّه -عليه الصّلاة والسّلام-، بالإضافة إلى أنّ الله تعالى وعدهم بالهداية لأفضل الأقوال والأعمال والأخلاق الظاهرة والباطنة، حيث قال –تعالى-:«فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ».
2- سماع القرآن سببٌ بكاءالعين، وخشوع القلب: كما حدث عندما طلب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- من عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن، فقال: «اقرَأْ عليَّ، قال: قلتُ: أَقرَأُ عليكَ وعليكَ أُنزِلَ؟ قال: إني أشتَهي أن أسمَعَه مِن غيري، قال: فقرَأتُ النساءَ حتى إذا بلَغتُ "فكيفَ إذا جِئنا مِن كلِّ أمةٍ بشهيدٍ وجِئنا بكَ على هؤلاءِ شهيدًا"، قال لي: كُفّ، أو أمسِكْ، فرأيتُ عينَيه تَذرِفانِ»، وقد يكون طلب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يسمع القرآن الكريم؛ ليتدبّره ويتفهّمه؛ لأنّ المستمع لديه القدرة على تدبّر الآيات أكثر من القارئ، كما أنّ السماع أبلغ في التفهّم والتدبّر من قراءته بنفسه.
3- سماع القرآن الكريم سببٌ لرحمة الله: حيث أوجب – تعالى- على نفسه الشريفة الرحمة لمستمع القرآن إذا حقّق شروط الاستماع والإنصات، فقد قال – تعالى-:«وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»، ويمكن القول أنّ رحمة الله التي تشمل المستمع للقرآن تكون في الدنيا والآخرة.
4- سماع القرآن الكريم عبادةٌ: فكما أنّ القرآن الكريم متعبد بتلاوته، فسماعه أيضًا عبادةٌ لله تعالى.
شروط قراءة القرآن الكريم
شروط قلبية:
هنالك عدد من الآداب والشروط القلبية التي من الجميل أن يتحلّى بها قارئ القرآن، منها:
١- الإخلاص في نية القراءة، فيجب أن تكون نية القراءة رضى الله، والتقرّب منه، لا طلب الرفعة بين الناس، مع استحضار عظمة الخالق، فكلما عظم الخالق في القلب، صغرت الدنيا وملاذّها في نفس الإنسان.
٢- التوبة، والابتعاد عن المحرمات والمعاصي، فهي تعمل على إطفاء القلب، ويصبح أكثر غلظة فلا يتأثر بمعاني القرآن، وأكثر بعدًا عن الرحمة التي هي من أهم صفات الإنسان، بالإضافة إلى أنّ القلب يصبح متعلقًا بالحياة الدنيا.
٣- إحضار القلب، ونفي حديث النفس والتركيز في معاني القرآن.
٤- محاولة فهم كل كلمة تُقرأ، مع التدبر و الامتثال لأوامر الله تعالى التي ذكرها في القرآن الكريم.
٥- تفاعل القلب مع المعاني المختلفة من القرآن، فتتأسّى المرأة بصفات الصالحين، وتبتعد وتعتبر من الكافرين.
٦- اعتبار كلّ خطاب في القرآن موجّهًا للنفس.
٧- تحاشي موانع الفهم، كأن تنشغل المرأة بالتجويد عن الفهم والاستيعاب للآيات.
-شروط ظاهرية:
ويوجد أيضًا مجموعة من الشروط الظاهرية التي يجب الالتزام بها، و منها ما هو مستحبٌ ومنها ما هو واجب:
1- الشروط الواجبة: التطهّر والوضوء قبل البدء بقراءة القرآن، امتثالًا لقوله - صلى الله عليه وسلم' : "لا يمس القرآن إلا طاهرٌ"، وأكّد على ذلك ابن باز حين قال:"أما قراءة القرآن فلا يجوز للجنب قراءة القرآن لا من المصحف ولا من غيره حتى يغتسل لأنّه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة، أمّا إن كان حدثًا أصغر فيجوز قراءة القرآن عن ظهر قلب، لعموم الأدلة، وقوله تعالى: "لا يمسّه إلا المطهّرون"، ومن هذا يتوجب على المرأة ومن المفترض عليها أن تتطهر في حالتي الحيض والنفاس.
٢- الشروط المستحبة: أمّا المستحب من الشروط والآداب، وتناقله الصحابة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم-، ولم يرد فيه دليلٌ شرعي واضح: من المستحب أن ترتدي المرأة حجابها، أو ملابس الصلاة عند قراءة القرآن، إذ إنّه ليس من الواجب تغطية الرأس للمرأة أثناء قراءة القرآن، وذلك لعدم وجود دليلٍ شرعي من القرآن أو السنة يوجب ذلك.
- ويستحبّ استخدام السواك قبل قراءة القرآن.
- يستحبّ استقبال القبلة، فلا أفضل من وجهة الكعبة وجهة، ولا ضير في حال لم يستقبل اقارئ القبلة، لأنّ في ذلك للعلماء آراء.
- التعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، والبدء باسم الله الرحمن الرحيم، وهذا من السنن التي أخذناها عن رسولنا الكريم.
- يستحب عقد النية للمواظبة على قراءة القرآن الكريم، وتخصيص وردٍ يومي، والتعهد بحفظ القرآن وعدم نسيانه.
- عدم قطع القراءة بكلامٍ غير مفيد، أو بألفاظ غريبة، إلا للضرورة القصوى، واجتناب الضحك والانشغال بما لا فائدة فيه.
- الترتيل والتجويد بما تعرفه من أحكام تلاوة القرآن، قال تعالى:"ورتل القرآن ترتيلًا" .
- احترام المصحف الكريم، فلا ترميه ولا تضعه على الأرض ولا تضع فوقه شيء.
- اختيار المكان المناسب لقراءة القرآن، فلا يجلس بالقرب من المشتتات، والملفتات، مثل التلفاز، أو المذياع.
- اختيار الأوقات التي يكون فيها الذهن صافيًا، والجسد مرتاحًا.
- تكرار الآية مراتٍ ومرات، وذلك لفهمها وحفظها في الوقت نفسه.
- الخشوع والبكاء عند سماع آيات الحساب والعذاب.
آثار هجر القرآن الكريم
- كثرة الهمّ والحزن في الحياة، فالحياة مليئة بالمشاكل والهموم، ومن فقد نور القرآن لن يتمكن من الوقوف في وجه هموم الحياة.
- إظلام النفس، ووحشة القلب، حيث يشعر المسلم الهاجر لكتاب الله بظلمة في نفسه، تنعكس على سلوكه اليومي، وعلى مزاجه العام.
- قلَّة بركة الرزق، فيشعر أنَّ الرزق رغم وفرته باستمرار لا بركة فيه أبدًا، وأنَّه لا يكفي حتى معاشه اليومي.
- نفور في العلاقات الاجتماعيَّة .
- اضطراب النفس، والشعور بالتوتر.
واجب المسلم نحو القرآن الكريم
- على المسلم أن يجعل للقرآن الكريم نصيبًا مهمّا في برنامج حياته اليومي، فلا يكاد يمضي يومه دون قراءة ولو بضع صفحات منه.
- تدبُّر معانيه، فكثيرًا ما تعترض قارئ القرآن معانٍ ولطائف، فيحتاج إلى معرفة معانيها وتتبع مراميها، واقتناء كتاب أو أكثر للتفسير مفيد في هذه الناحية.
- حفظ ما يستطيع من سوره وآياته، وإحيائه الليل بما يحفظ من كتاب الله، فينتظم عهد المسلم بالقرآن الكريم، حفظًا وتدبرًا في النَّهار، و أن يقوم في الليل بما حفظ.
- الوقوف عند أحكامه، فأحكام القرآن واجبة التنفيذ، كآيات المواريث، وآيات العقيدة والأخلاق، وفيما يتعلَّق بعقيدة الولاء والبراء.
- تعلُّم تلاوته، وتعليمه لغيره إن أمكن، وأن يبدأ بأهل بيته فى ذلك؛ فهو أولى.