أكل العيش مر والبحث عن الرزق الحلال يتطلب المجهود، ولكن فى هذه الحالات فالمر مستمر ومتواصل، خاصة أن أصحاب القصة من الجنس اللطيف، فهن 24 معلمة فى رحلة عذاب أسبوعية، وهن يقمن فى الغردقة ويعملن فى حلايب المسافة قرابة 700 كم، وتحملن وصبرن على مدار 3 سنوات فى انتظار لحظة الفرج.
القصة بدأت، كما تقول المعلمات، حينما تم تعيين 24 معلمة بناءً على مسابقة الـ350 معلما فى البحر الأحمر، وكتابة إقرار بعدم طلب النقل من المحافظة إلا بعد 5 سنوات، ومعظمهن يسكن فى مدينة الغردقة، ونسبة بسيطة فى القصير ورأس غارب، ولكنهن اكتشفن أنه تم تعيينهن فى حلايب وشلاتين فى تخصصات أغلبها زراعة وكمبيوتر وتربية رياضية ورياض أطفال.
وقالت المعلمات: "جاء تعييننا فى حلايب شلاتين، أسرنا وأطفالنا فى مدارس لغات بالغردقة، وعمل أزواجنا فى الغردقة أيضا، وليس لدينا أى أقارب أو أحد فى حلايب وشلاتين، ونضطر للسفر 13 ساعة بشكل أسبوعي".
وتساءلن: "كيف يمكننا أن نبنى جيلا مليئا بالأمل وعيون أطفالنا مليئة بالدموع لعدم تواجد أمهاتهم بجانبهم طوال الأسبوع".
وأضافت المعلمات: "نسافر فى وسائل مواصلات فى منتصف الليل في الصحراء، ونسكن فى مناطق تفتقر للمياه الصالحة للشرب، وكثيرا ما تشهد وسائل المواصلات تعطلا، ومكان السكن بعيد جدا فى منطقة مهجورة عن المدارس، ولكنه فقط المتاح، وكثيرا ما نجد عقارب وزواحف فى السكن، وإحدى زميلاتنا أحضرت معها أمها التى كانت تشعر بالقلق على ابنتها، ولكن السيدة فاجأتها أزمة وماتت بصحبة ابنتهاوكان هذا من أشدالمشاهد ألما".
وناشدت المعلمات وزير التعليم ومحافظ البحر الأحمر النظر لهن بعين الرحمة، خاصة أنهن فى ذلك العذاب منذ قرابة الـ3 سنوات من الغردقة لحلايب "رايح جاى".
اقرأ أيضا:
يشمل التعامل مع احتراق طائرة.. مطار الغردقة ينفذ تدريب طوارئ شامل لمواجهة الأزمات.. صور