قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

ماذا يحدث في القبر بعد الدفن.. معلومات عن عالم البرزخ.. لا يعرفها كثيرون

ماذا يحدث في القبر بعد الدفن.. معلومات عن عالم البرزخ
ماذا يحدث في القبر بعد الدفن.. معلومات عن عالم البرزخ
×

ماذا يحدث في القبربعد الدفن..القبر هو أول منازل الآخرة، حيث إنَّ الإنسان فيه يُبشَّر بمكانه في الجنة أو منزلهمن النار؛ فإن كان العبد مُؤمناً لقي في قبره الراحة والفسحة والسّعادة، وإن كان كافراًعاصياً لقي نتيجة بعده عن الله في قبره.

تبدأ حياة الميتالثانية بعد دخوله القبر، فلا تنتهي الحياة بموت الإنسان في حقيقة الأمر، بل إنّه ينمن حكم عن الحياة الدنيا بطريق الموت إلى الحياة الآخرة التي أولها القبر، والقبر ليسإلا طريق عبورٍ بين الدنيا والآخرة، فإن جاء أمر الله وقامت الساعة، فحينها ينتقل أهلالقبور إلى مرحلةٍ أخرى هي مرحلة العرض والحساب، وتوزيع الجوائز والمنازل بين الجنةوالنار.

جاءت العديد من النصوص القرآنيّة في إثبات ما يمرُّبه العبد بعد دخوله القبر من مراحل بين السؤال والحساب والنعيم والعذاب، فمن كان فيحياته قريباً من الله -سبحانه وتعالى- مُتعلّقاً فيه، مرّت عليه تلك المراحل سلسةًيسيرةً، ومن كان فيها غافلاً عن الله عاصياً له مُطيعاً لهواه ورغباته فإنّه يلقى أنواعالعذاب والحساب والسؤال من قِبَل ملائكة الله، ومن بعض النصوص التي تُثبت شيئاً ممّايمرُّ به الميت في القبر حسب ترتيبها المنطقي:

1- من آمن بالله حق الإيمان فإنه سيدخل قبره آمناً مُطمئناً،فإذا ما سأله الملكان أجابهما بثباتٍ وسكينةٍ واطمئنان، وذلك لما كان منه من الإيمانوالتقوى والعمل الصالح وحسن الاستعداد للآخرة، قال الله – تعالى-: « يُثَبِّتُ اللَّهُالَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ».

2- إذا أُنزِلالميّت إلى القبر ثم انصرف عنه أهله أتاه ملكان مبعوثات من الله - سبحانه وتعالى- ليسألاهبعض الأسئلة، وبناءً على إجابته على أسئلتهم يكون مصيره في القبر الذي سيوصله إلى مصيرهالمحتوم في الآخرة، فإذا أتى الملكان للميت بعد انصراف الناس عنه أقعداه في موضعه فيالقبر ثم سألاه عن ربه من هو؛ فإن كان مؤمناً أجاب بثباتٍ وثقة: ربي الله، فيسألانهعن نبيه، فيجيب: نبيّي محمد، فيسألانه عن دينه، فيقول: ديني الإسلام، حتى إذا انتهيامن الأسئلة رأى منزله من الجنة جزاء ما كان منه من الصلاح والتقوى، أما الكافر فإنهيُجيب بعد كل سؤال من تلك الأسئلة بقوله: لا أدري، فيُرى مقعده ومكانه من النار جزاءاتّباعه لهواه وكفره بما جاء به الله على لسان أنبيائه.

ويُثبت ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه- أنّ رسولَ اللهِ -عليه الصّلاةوالسّلام- قال: « إنّ العبدَ إذا وُضِعَ في قَبرِه، وتولى عنه أصحابَه، وإنه ليسمعُقَرْعَ نعالِهم، أتاه ملكانِ، فَيُقعَدانِه فيقولانِ: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ،لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم-، فأما المؤمنُ فيقولُ: أشهدُ أنه عبدُ اللهِ ورسولُه،فَيُقالُ له: انظرْ إلى مقعدِكَ من النارِ، قد أبدلك اللهُ به مقعدًا من الجنةِ، فيراهماجميعًا. قال قَتادَةُ وذكر لنا: أنه يُفْسحُ في قبرِه، ثم رجع إلى حديثِ أنسٍ، قال:وأما المنافقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ؟ فيقولُ: لا أدري،كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ، فَيُقالُ: لا دَريتَ ولا تَليتَ، ويُضْرَبُ بِمَطارِقَمن حديدٍ ضربةً، فيصيحُ صيحةً، يَسمعُها من يليِه غيرَ الثقلين».

3- بعد أن ينصرف
الملكان عن الميت بعد سؤاله ويرى مكانه في الجنة أو النار تبدأ حياة القبر؛ فإن كانالعبد مُؤمناً وُسِّع له في قبره ورأى من مظاهر النعيم واللذة ما يجعله يتمنّى قربقيام الساعة لينتقل إلى النعيم الأكبر في الجنة، أما الكافر والفاسق فإنه وبعد سؤالالملكين له وعرض منزله في النار يتمنّى ألا تقوم الساعة حتى لا يدخل النار، فيضيق عليهقبره ويشعر بالعذاب الذي يأتيه من كل مكان، ومن أشد العذاب أنه يرى مقعده من النارفي الصباح والمساء، قال – تعالى-: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا».

اختلف العلماءفي مسألة سؤال الملكين للميت في قبره، هل أنَّ سؤالهما يقع على الروح أم على البدنأم عليهما معاً، وبيان ما ذهبوا إليه فيما يأتي:1- يرى جمهور علماءالسُّنة أنّ الروح تُرَدُّ إلى جسد الميت بعد أن يُدخَل القبر، أو حتى بعض الجسد فيحالة ما إذا كان الجسد قد لحق شيئاً منه البتر أو الحرق،‏ فلا يمنع من ذلك كون جسمالميت قد تمزَّق إلى أشلاء، أو احترق بكامله؛ لأنّ اللّه قادر على أن يعيد الحياة إلىجسده ولو لجزءٍ بسيطٍ منه، ويقع على الجزء الذي يبقى من الجسد سؤال الملكين له في قبره.‏

2- مذهب الإمام
أبي حنيفة والغزاليّ‏ -رحمهما الله- في هذه المسألة هو التوقّف‏، لكنّهم أقرّوا أنّالميت في قبره يشعر ببعض حياة؛ فيتنعَّم إن كان تقيّاً، ويُعذّب إن كان غير ذلك، ويتلذّذبالملذّات التي تأتيه ثواباً على ما قدَّم من صالح العمل، أما مسألة عودة الروح إلىالجسد عند سؤال الملكين وبعدها فهي عندهم غير مُستقرّةٍ؛ فيمكن أن تعود إلى جسده إذادخل القبر، ويمكن أن يُؤخّر الله ذلك إلى يوم القيامة، والله وحده العليم بذلك.

3- يرى الإمام ابن جرير الطبريّ وجماعة‏ٌ من العلماءأنَّ سؤال الملكين للميت في قبره إنّما يقع على جسده فقط‏، وأنّ الله سبحانه وتعالىيخلُق فيه إدراكاً وسمعاً وقدرةً على الحوار والإجابة، ويجعله يتألّم إذا ما استحقّالعذاب ولو لبرهة، كما يشعر بالنّعيم ويتلذّذ به إذا كان من أهل التقوى والصّلاح.

4- ذهب ابن هُبيرةوغيره‏ إلى أنّ سؤال الملكين للميت في قبره إنمّا يقع على روحه فقط ولا يقع على جسده،وذلك يقتضي إنكارهم أنّ روح الميت تعود لجسده بعد الدفن وعند سؤال الملكين له.

العذاب والنعيمللميت في قبره نتج عن اختلاف العلماء في مسألة ردِّ الروح للميت في قبره مسألةٌ شديدةالحساسيّة هي ما يتعلّق بتلذّذ الميت في قبره بالنعيم وإحساسه بالعذاب، وهل يقع العذابعلى الروح فقط أم على الجسد فقط، أم على كليهما؟، وبيان خلافهم وأقوالهم فيما يأتي:

1- ذهب الغزاليوابن هُبيرة إلى القول بأنّ النعيم والعذاب في القبر إنّما يقع على روح الميت وحدها،وأنّ جسده لا يشعر بذلك العذاب أو النعيم إطلاقاً‏.‏

2- يرى جمهور العلماءمن أهل السنّة والجماعة والأصوليّين والفقهاء وعلماء العقيدة من المُتكلّمين وغيرهم‏أنّ العذاب والنعيم إنّما يقع على روح الميت وجسده معاً.

3- قال النّووي‏:‏(النّعيم والعذاب للجسد بعينه أو بعضه بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه).

4- يرى الإمام ابن جريرٍ الطبري أنّ الميّت يُعذَّبفي قبره، وأنّ هذا العذاب أو النعيم الذي يأتيه إنّما هو لجسده فقط، فلا تُردّ الروحإليه‏، لكنّه يُحسُّ بالألم والنعيم كما لو كان حيّاً‏.‏

هناك خلاف بينالعلماء على حال الميّت في القبر إن كان يسمع من حوله أم لا، ومنهم من قام بنفي هذاالأمر، وقد استدلّ من أثبت ذلك بعدّة أدلة منها:

1- ما ورد في الصّحيحين
أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال عن الميّت: «إنّه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا».

2- ما ورد في خطاب
النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - لقتلى بدر من المشركين، وذلك بعد أن تركهم ثلاثة أيّام:« يا أبا جهل بن هشام، يا أميّة بن خلف ، فسمع عمر رضي الله عنه ذلك فقال: يا رسولالله ! كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا، وقد جيفوا؟ فقال: والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لماأقول منهم، ولكنّهم لا يقدرون أن يجيبوا. ثمّ أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر»،رواه البخاري ومسلم.

3- ما ثبت في الصّحيحين
من غير وجه، أنّه - صلّى الله عليه وسلّم - كان يأمر بالسّلام على أهل القبور فيقول: «قولوا السّلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون».

4- ومن العلماء
من قال بأنّ الموتى يسمعون على المطلق، ومنهم من قيّد ذلك، وسمعه هو سمع إدراك، ولايترتّب عليه الجزاء، وقد أنكرت السّيدة عائشة -رضي الله عنها- أن يسمع الموتى كلامالأحياء، وذلك من خلال احتجاجها بقوله – تعالى-: «إنّك لا تسمع الموتى»، وبقوله: «وماأنت بمسمع من في القبور»، (سورة فاطر،22).

5- وقد وافق علىهذا القول مجموعة من علماء الحنفيّة، حيث قالوا: بأنّ سماع أهل القليب للنبي معجزة،أو خصوصيّة للنبي - صلّى الله عليه وسلّم- وأن حديث: « يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه»، فقالوا: بأنّ ذلك خاصّ بأوّل الوضع في القبر، مقدّمةً للسؤال جمعاً بينه وبين الآيتين.

6- وقد ثبت ذلكفي حديث البراء الذي رواه أحمد، وأبو داود، وغيرهما وفيه أنّ النّبي - صلّى الله عليهوسلّم - قال: « فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربّك؟ فيقول:ربّي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرّجل الذيبعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنتبه وصدقت».

عذاب القبر ونعيمه

اتّفق أهل السّنة والجماعة على ثبوت كلّ من عذابالقبر ونعيمه، وما على ذلك من أدلة من الكتاب والسّنة النّبوية، حيث قال - سبحانه وتعالى-:«النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُأَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ»، (سورة غافر،46)، وفي هذه الآيه تصريحواضح في إثبات وجود عذاب القبر، وذلك قبل قيام السّاعة.

وقال- سبحانه وتعالى-: « وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَفِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَالْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ»، (سورة الأنعام،93 ).

وقوله – تعالى-: «وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلكولكنّ أكثرهم لا يعلمون»،( سورة الطور،47)، والمقصود في هذه الآية هو عذاب القبر، ولايمكن حمله على عذاب الحياة الدّنيا؛ لأنّ كثيراً من الظالمين لم ينالوا عذابهم في الحياةالدّنيا.

وقوله - سبحانه وتعالى-: «سنعذّبهم مرّتين ثمّ يردّونإلى عذاب عظيم»، (سورة التوبة،101)، ومعنى العذاب المذكور بدايةً في الآية هو العذابفي الحياة الدّنيا، والمقصود بالعذاب الثّاني في الآية الكريمة هو العذاب في القبر.

وورد في الصّحيحين أنّ النّبي - صلّى الله عليهوسلّم - مرّ بقبرين فقال: «إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبير، أمّا أحدهما فكانلا يستبرئ من البول، وأمّا الآخر فكان يمشي بالنميمة»،وورد في صحيح مسلم: «إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها،فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه».