لاعب كرة القدم البرتغالي الأشهر ، الذي كسب تعاطف الملايين و هو يخرج مصابا و باكيا من مباراة نهائي كأس اوروبا عام ٢٠١٦ بعد ان كان يأمل ان يكون هداف البطولة التاريخي الأوحد لو أحرز هدفا لفريق دولته ضد فرنسا، و خطف القلوب و هو يحمل كأس الفوز بفرحة غامرة. لكن تلك المناسبة ليست الأولي التي تعلق فيها به مواطنو بلده، الذين عرفوا عنه ان قلبه من ذهب، و أنه ملك القلوب. فمن هو ؟.
كريستيانو رونالدو من مواليد جزيرة ماديرا البرتغالية في المحيط الاطلنطي لأم عملت طباخة و أب جنايني، و بدأ رونالدو تاريخه الكروي و عمره تسع سنوات وسط سخرية زملائه من والده الفقيرالذي تقاضي مبالغ إضافية لقيامه بتنظيف غرف ملابس اللاعبين.
سافر رونالدو و عمره ١١ عاما الي لشبونة حيث اختاره نادي سبورتينج الشهير شبلا في فرق الناشئين، و دفعته وفاة والده السكير و إدمان أخيه للخمر و عمره ١٤ عاما الي الإقلاع عن الخمور نهائيا. و لتألق رونالدو الكروي اشتراه نادي ريال مدريد الإسباني ليصبح ابرز مهاجميه. لكن كيف استطاع رونالدو أن يصل لتلك المكانة كموهوب وإنسان؟.
هي قصة الكفاح؛ التفكير الإيجابي و قوة العزيمة و التفاني و التضحية و الاتقان الذي حول حياة الفقر و المهانة والإدمان المحيط في جزيرة نائية الي بطل قومي في قلوب البرتغاليين و علي شاشات العالم.
رونالدو لم يسحقه الفقر و لم يبع قيمه ليصعد، بل رأي طفولته في نفوس المحتاجين فتجاوزت تبرعاته الأطفال المرضي و رعاية الموهوبين الي التبرع بجائزة الدوري و قدرها ٦٠٠ الف يورو للأمم المتحدة و بمليون ونصف مليون يورو لبناء مدارس في غزة.
يقول رونالدو انه لا انا و لا انت نستطيع تغيير العالم، لكننا معا يمكننا ان نصنع فارقا.
رونالدو قبل ان يكون اللاعب الموهوب الأشهر هو الانسان الأصيل الذي حول فقره الي قوة دافعة مبهرة النتائج، الانسان الذي لم يفقد توازنه و هو يصعد سلم الشهرة و المال و المجد، هو من بقي إنسانا و هو يري نفسه في مذلة المحتاجين في العالم، و في إمكانية ان يصنع من بعضهم ابطالا مثله دون ان ينسي محدودية قدراته علي بلوغ الهدف الأعظم في رفعة البشرية ،بل يضرب مثلا ينادي القادرين ان ينضموا لجهوده.
رونالدو يثبت ان من احتاج هو اكثر من يمكنه ان يعطي، وأن شدة الضغوط يمكن ان تكون اكبر دافع لتجلي قوة العزيمة و صلابة الاستمرارية و ثبات الشخصية.
رونالدو لم يحول الفقر الي طمع، و لا الشهرة الي ذات متضخمة، و لا المجد الي نكران للماضي التعيس، بل تحلي بالكرم و الأثرة و تجاوز الذات، و أصبح أملا للفقراء ،و بقي قريبا من فطرته بتناسق بين الروح و العقل و الجسد ، فأبدع كموهبة و قدوة و ريادة، و سكن قلوب الملايين.
فأينما كنت، و مهما كان عملك، يمكنك ان تصنع الكثير، لو امتلكت روحا شفافة، و قلبا من حرير، و إرادة من صلب، فهكذا فاز رونالدو.