فاحذروا تلك الظواهر المقلقة المعربدة الفوضوية ، فالتيه كتب على الصهاينة أو بالأحرى بنى إسرائيل ، فلا تكتبوه عليكم ، أنتم أسياد الدنيا بالحضارة ، فعودوا لأنفسكم ، وتلبسوا روح أجدادكم المستنيرة المتفتحة للعلوم والتقدم والعمل والأمل والدين الوسطى .
وانفضوا عن جنباتكم أجواء التأسلم الوهابي والإخوانى والمتسلف وكل أنواع التطرف من كل الأديان ، وتخلصوا من الفسدة والمعربدين السفسطائيين المعطلين ، وانطلقوا في حياتكم عملا ومتعة وتحضرا وعلما ، لتتقدموا بأسركم ومجتمعكم وبلدكم .. ستجدون الحياة مختلفة تماما، أكثر هناء ، حتى في أحلك الظروف .
فالصينيون تجمعوا كرجل واحد حتى يقضوا على الكورونا ، وبنوا عدة مستشفيات في أيام ، وأوقفوا مصانع تكنولوجية متقدمة لإنتاج التجهيزات الطبية من الكمامات وحتى الأجهزة المعقدة ، وكل هذا بالروح الوطنية بداية من رؤوس أموال وطنية وشعب متعلم مبصر ونخبة قوية تقدمكل نماذج الانتماء ، ودولة قوية ومؤسسات احترافية بلا فساد ، وهذه هى رؤوس حربة أية دولة عظمى للمواجهة ، مهما كان الخطر .
الصينيون لم يهرعوا للعوامات ، لكنهم عملوا وجاهدوا ، ولاذوا بالفرار للعلم والعمل ، توكلوا ولم يتواكلوا ، لينقذهم الله بعملهم وجهدهم من هذه الموجة من الحرب البيولوجية ، وكانت هناك قيادة ودولة على قدر الموقف ، فالرئيس وقيادات حزبه يعقدوناجتماعات طوارئ كل ثلاثة أيام ، ويصدر قرارات عاجلة على أساس التقارير المحترفة التى تقدم له من كل المسئولين في كل المجالات ، والجيش والشرطة والإعلام والصحافة والأجهزة الحكومية كافة في خدمة الوطن والمجتمع ، والنخبة تتكامل معهم ، وحتى الأصوات المعارضة تنتقد فيالإطار الوطنى وتكشف الأزمات وتقدم الحلول في نفس الوقت ، لا تزايد فقط فتعطل الموجة وينشغل البعض عن المواجهة ، والإعلام الرسمى يتعامل بمنتهى الشفافية حتى في عز الضغوط ، وواجه مع الدولة ، الاتهامات الدولية التى تحدثت عن عدم الكشف الحقيقي عن الأرقام الفعلية للوفياتوتقزيم حالة الفيروس والإصابات الصحيحة ، وتعامل بحرفية بالتعاون مع كل أجهزة الدولة ، فتجاوز هذه الاتهامات حتى تحولت الانتقادات لمديح مباشر من كل العالم بدوله ومؤسساته باستثناء الولايات المتحدة ، المتهمة بتخليق الفيروس .
لو استفدنا من الدرس الصينى ، خاصة أن أصولنا حضارية ، ونحن الاثنان ، أى الصينيين والمصريين أبناء أول حضارتين في التاريخ ، سنعود لما كنا عليه من تقدم وتحضر ووطنية وانتماء وعمل وعلم واستنارة دينية وثقافية ، فقط نبدأ ، وتتعاون كل أجهزة الدولة باحترافية نافضةعن جبينها إرث الفساد والروتينية والتواكلية ، والمواطن بعمله وإخلاصه وتفهمه وتربيته لأبنائه ، والنخبة بتبصيرها وعملها لصالح الجميع دولة وشعب ومؤسسات ، بلا مصالح خاصة ، وإعلام وصحافة حقيقي يقدم الخدمات التبصيرية والتنويرية للجميع ، دولة وشعب ومؤسسات ونخبة،ومراكز بحثية تعمل في كل المجالات لصقل الإيجابيات ومعالجة السلبيات وفتح الطرق المنوعة لمستقبل أفضل صحيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وعلميا ورياضيا وثقافيا ونفسيا ودبلوماسيا ، ومصانع تنتج وتصدر، وحقول تزرع في كل ربوع مصر ، بما فيها الصحارى .
لو تحقق هذا سنكون قادة العالم ، كما كنا ، وسيفخر أجدادنا بنا ، وعلى فكرة ، هذا ليس مستحيلا ! .. فقط بالعزيمة والاحترافية ننهى على كل أجواء الانهزامية.