أدلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتصريحات مثيرة للجدل داخل إيران، خلال رده على منتقدي حديثه عن التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في عملية أمريكية.
وبحسب وكالة "إيسنا" الإيرانية، رد ظريف المنتمي للتيار الإصلاحي على منتقديه من المتشددين من التيار الأصولي بعد تصريحاته التي قال فيها إن التفاوض مع الولايات المتحدة لم يصبح مستحيلا، وأنه دائما يمكن العودة لطاولة التفاوض في حال تخلت واشنطن عن عقوباتها، على الرغم من مقتل قاسم سليماني.
وقال ظريف:"المفاوضات ليست شيئًا سيئًا، وبعد كل حرب يجب أن تكون هناك مفاوضات، لم يكن لدينا ثقة بأنفسنا عندما كانت أي جهة مستعدة للمفاوضات معنا".
وفي معرض دفاع ظريف عن فكرته، أشار إلى فترة الالتقاء حدث بين سليماني والولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان.
حيث قال ظريف: "لولا قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني لما كانت مفاوضات السلام الأفغانية.. سليماني لعب دورًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب".
وعلى الرغم من الصراع والعداء بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 1979، إلا أن سنوات الحرب في أفغانستان فترة الحرب الأهلية، شهدت تعاونا نادرا بين طهران وواشنطن، كان لقاسم سليماني (الأصولي) باعتباره قائدا لفيلق القدس، دورا محوريا فيه، وكان من مؤيدي تغير منهج التعامل الإيراني مع الولايات المتحدة والاتجاه لفكرة التعاون والتفاوض مع واشنطن، إبان رئاسة محمد خاتمي المنتمي للتيار الإصلاحي والمنفتح على التعامل مع واشنطن.
وكانت كل من إيران والولايات المتحدة تتفقان على ضرورة الإطاحة بطالبان وتنظيم القاعدة، وكان قاسم سليماني هو المسؤول الخفي بالنسبة للولايات المتحدة، عن الفريق الذي يتولى عملية التفاوض والتباحث والتنسيق مع واشنطن، وسارت الامور على نحو إيجابي حتى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، عندما شن الرئيس الأمريكي جورج بوش هجوما عنيفا على إيران خلال خطابه الذي أعقب الهجوم، لتعود العلاقات بين البلدين إلى المربع الأول.