قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فتاوى تشغل الأذهان.. حكم تنظيف الحواجب للمتزوجة.. وهل الصلاة في مسجد السيدة زينب حرام بسبب الضريح .. والسديس: الدعوة إلى الله لا تنتشر بالخطاب الديني المتطرف أو الغلو

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان
×

  • علي جمعة: الصلاة في مساجد الأضرحة صحيحة ومشروعة
  • أمين الفتوى: نتف الحواجب للمرأة المتزوجة وتشقيرهما يجوز

تلقت دار الإفتاء والمؤسسات الدينية العديد من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالصلاة في مساجد الأضرحة التي حرص المواطنون على معرفة حكم الدين فيها، وما التوجيه الشرعي الصحيح للتعامل مع ما يواجهونه من قضايا يحتاجون فيها إلى رأي الشرع من علماء الدين، وفيما يلي يستعرض «صدى البلد» أبرز هذه الفتاوى.

ورد سؤال للشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تقول صاحبته: "ما حكم تنظيف الحواجب للمتزوجة".

وأجاب، خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية للدار: إذا كانت المرأة متزوجة؛ فيجوز لها عمل الحواجب بإذن زوجها، أو بنية التزين للزوج، ووقتها تثاب على هذا الفعل، فقالت السيدة عائشة: "لو كان لك زوج واستطعتِ أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما عليه؛ فافعلي".

وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن نتف الحواجب للمرأة المتزوجة وتشقيرهما، يجوز إن كان بغرض التزين للزوج وكان بإذنه.

واستشهد «شلبي» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما حكم نتف الحواجب للمتزوجة وغيرها؟ بما روته بكرة بنت عقبة «أنها دخلت على السيدة عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء، فقالت: شجرة طيبة وماء طهور.

وسألتها عن الحفاف -تعني إزالة شعر من الوجه- فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما؛ فافعلي».

وأوضح أنه بالنسبة للبنت غير المتزوجة، لا يجوز لها ما يجوز للمرأة بالنسبة للحاجبين، إلا أخذ ما زاد من شعر، مؤكدًا أن حديث لعن الله النامصات ...، قد أوضح بعض علماء المذهب المالكي أنه خاص بمن يحرم عليهن الزينة كمن مات عنها زوجها وهي فترة العدة.

وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين، كـ"مسجد الحسين" صحيحة ومشروعة.

وأضاف «جمعة» أن حديث: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ والنَّصارى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيائِهم مَساجِدَ» فمعناه السجود لها على وجه تعظيمها وعبادتها كما يسجد المشركون للأصنام والأوثان، يدل على هذا المعنى الرواية الصحيحة الأخرى للحديث عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا، لَعَنَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، فيكون المعنى: اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُسجَدُ له ويُعبَد كما سجد قومٌ لقبور أنبيائهم، وهو دعاء وخبرٌ وليس نهيًا.

ونقل قول الإمام البيضاوي: «لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم؛ تعظيمًا لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها، واتخذوها أوثانًا، لعنهم الله ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه، أما من اتخذ مسجدًا بجوار صالِحٍ أو صلَّى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه ووصول أثر من آثار عبادته إليه -لا التعظيم له والتوجه- فلا حرج عليه؛ ألا ترى أن مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثم الحطيم، ثم إن ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة؛ لِما فيها من النجاسة».

قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين صحيحةٌ وجائزة، ولاشيء فيها.

وأضاف وسام، فى إجابته عن سؤال: "هل الصلاة في مسجد السيدة زينب حلال"، أن هذه الأضرحة بها موتى، وزيارة الموتى من السنن، مستشهدًا بما روى حديث بريدة قوله- صلى الله عليه وسلم- «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها»، رواه مسلم.

وأوضح أن من زار قبور الأولياء وقبور المسلمين عموما، للاعتبار والذكرى في الموت والآخرة، والدعاء لهم، والترحم عليهم، فهذه مشروعة، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم-:« زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة»،وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا:« السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية».

وتابع: إن الحرص على الصلاة والدعاء فى مثل هذه الأماكن المباركة عله يزيد من الأجر ويضفى مزيدًا من الروحنيات على المسلم خلال صلاته؛ كالصلاة فى المسجد النبوى أو المساجد التى بها أضرحة أولياء الله الصالحين.

واستدل على مشروعية زيارة المساجد التى بها قبور والصلاة بها، بقوله – تعالى- «فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًاۚ»، (سورة الكهف:الآية 21)، مبينًا: "سياق الآية يدل على: أن القول الأول هو قول المشركين، وأن القول الثاني هو قول الموحِّدين، وقد حكى الله- تعالى - القولين دون إنكار؛ فدل ذلك على: إمضاء الشريعة لهما، بل إن سياق قول الموحدين يفيد المدح؛ بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك، بينما جاء قول الموحدين قاطعًا وأن مرادهم ليس مجرد البناء بل المطلوب إنما هو المسجد". .

واستشهد من السُّنَّة بحديث أبي بصير- رضي الله عنه-: «أن أبا جَندَلِ بن سُهَيل بن عمرو دفن أبا بَصِير - رضي الله عنه- لَمَّا مات وبنى على قبره مسجدًا بـ(سِيف البحر)، وذلك بمحضر ثلاثمائة من الصحابة». وهذا بإسناد صحيح؛ كله أئمة ثقات، مضيفًا: أن مثل هذا الفعل لا يخفى على رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-، ومع ذلك فلم يَرِد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه.

وأشار إلى أنه قد ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر- رضي الله عنها - قد دُفِنا في الحِجر من البيت الحرام، وهذا هو الذي ذكره ثقات المؤرخين واعتمده علماء السِّيَر؛ كابن إسحاق في "السيرة"، وابن جرير الطبري في "تاريخه "، وغيرهم من مؤرخي الإسلام، وأقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ولم يأمر بنبش هذه القبور وإخراجها من مسجد الخيف أو من المسجد الحرام.

قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الدعوة إلى الله- تعالى- لا تنتشر بالخطاب الديني المتطرف، أو نشر الغلو، وإنما تنتشر بالاعتدال والوسطية؛ التي هي من أبرز خصائص الدين الإسلامي الحنيف.

وأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة، من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الدين الإسلامي يُوَاجِهُ التَطَوُّرَ بلا جُمُود ولا تحجر؛ بل يبني الحياةَ على القواعدِ الشَّرْعِيَّة، والنَّوَامِيسِ المَرْعِيَّة، التي تستجيبُ لحاجاتِ الأمَّةِ في مُخْتَلِفِ الظروفِ والأَحْوَال، فقال- تعالى-: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا».