السديس: الدعوة إلى الله لا تنتشر بالخطاب الديني المتطرف أو الغلو

وأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة،اليوم،منالمسجد الحرامبمكة المكرمة، أن الدين الإسلامي يُوَاجِهُ التَطَوُّرَ بلا جُمُود ولا تحجر؛ بل يبني الحياةَ على القواعدِ الشَّرْعِيَّة، والنَّوَامِيسِ المَرْعِيَّة، التي تستجيبُ لحاجاتِ الأمَّةِ في مُخْتَلِفِ الظروفِ والأَحْوَال، فقال- تعالى-: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا».

وأضاف أن الخطاب الديني يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق، ويُعَمِّرُ ولا يُدَمِّرُ، ويشيد ولا يبيد، شعاره الرحمة والتسامح، ودِثَارُه الحوار والتعايش وعلى هذا المنهج الوسطي سار علماء السلف رضي الله عنهم.

وأكد أن قضِيَّةُ تجديد الخطاب الديني تأتي في ذروة هذه القضايا الجوهرية الخطيرة ، وتزداد خطورتها حينما تعلو أصوات وخطابات التطرف والتشدد، والغلو والطائفية، والإقصاء والحقد والكراهية، منوهًا بأنه في زمن الفتن السوداء، والمحن المفاجئة، وبين أحداث التاريخ ووقائع الزمان، تنبثق قَضايا تأصيلية جِدُّ مُهِمَّة، تحتاج إلى وقفات وتأملات، لتحديد المقاصد والمنطلقات، والوسائل والمآلات؛ حتى لا تَكْوِي أكباد الغيورين، وتُدمي أفئدة الملتاعين؛ لأنها قد تندرج تحت حروب فكرية ممنهجة؛ ترمي إلى فرض أنماط ثقافية، ومفاهيم ومصطلحات غير شرعية في المجتمعات الإسلامية.