قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس،إمام وخطيب المسجد الحرام،إن تجديد الخطاب الديني لا يعني قصورًا سابقًا في الخطاب، إنما يكون تجديدًا في الأداء دون المساس بالثوابت والمبادئ.
وأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة اليوم منالمسجد الحرامبمكة المكرمة، أنالمقصود من تجديد الخطاب الديني إحياء وبعث معالم الدين العلمية والعملية بحفظ النصوص الصحيحة نقية، وتمييز ما هو من الدين مما هو ملتبس به، وتنقيته من الانحرافات والبدع النظرية، والعملية والسلوكية.
وتابع: وبعث مناهج النظر والاستدلال لفهم النصوص على ما كان عليه السلف الصالح لتقريب واقع المجتمع المسلم في كل عصر إلى المجتمع النموذجي الأول، من خلال وضع الحلول الإسلامية لكل المستجدات والنوازل والملمَّات، وجعل أحكام الدين نافذة على أوجه الحياة، ووضع ضوابط الاقتباس النافع الصالح من كل حضارة على ما أبانته نصوص الكتاب والسُنة النبوية الشريفة بفهم سلف الأمة رضوان الله تعالى عنهم.
وأضاف أن المُؤَمَّل من تجديد الخطاب الديني هو: الحفاظ على ثوابت الأمة وأصولها أن تطالها يد العبث والتغيير، وتخليص الشريعة مما علق بها من شوائب الجهل والمحدثات، وأدران الأباطيل والضلالات، ومحاربة التعصب المذهبي والتقليد المذموم، اللذان يبثان في الأمة الفُرْقَة والشقاق.
وواصل: وإمداد الأمة بثلة من المجتهدين من ذوي القدرات العالية والملكات الفقهية المتزنة القادرة على استنباط الأحكام وتخريج الفروع على الأصول، والإسهام في علاج النوازل والمستجدات بمنهج وسطي معتدل، وإبراز محاسن الشريعة ومقاصدها حتى لغير المسلمين؛ ليكون دعوة لهذا الدين من خلال الصورة المشرقة للمفاهيم الصحيحة، التي تحقق الخير والعدل والصلاح للبشرية قاطبة.