ساعات عصيبة عاشتها أسرة مكونة من 6 أفراد داخل شقة متواضعة بمساكن شعبية فى حى المقطم، بعد أن فقدوا 3 من أبنائهم أثر حريق شب داخل غرفة نوم أطفالهم ليلقوا مصرعهم متفحمين، ولكن الفاعل هذه المرة هى "المدفأة".
محرّر "صدىالبلد" التقى مع والد الأطفال الناجي من الموت وأخذ يسرد ما حدث فى الليلة المشؤومة، حيث قرّر أنعقارب الساعة كانت تشير إلى الثالثة مساء وقعت الكارثة بعد أناشتعلت النيران فى غرفة الأطفال وسقطت قشرة من السقف فوق رأس أبنى الأكبر يوسف "16 عامًا" فهرول مسرعًا إلى غرفتي لاستيقظ وزوجتي على أصوات الصراخ لأبنائيالثلاثة الآخرين، إلاأنألسنةاللهب والأدخنة حالت دون دخولنا الغرفة، فقمت بارتداء بطانية لمحاولةانتشال صغاري من وسط النيران والأدخنة إلااننى لم أتمكن من ذلك.
سكت الأبلدقائق معدودة محاولاً إخفاءحزنه الذيكان يظهر على وجهه ، وتمالك أعصابهوبنبره مليئة بحجم الآلام النفسية التى تعرض لها الأب بعد فقدانه أعز ما يملك وهم أطفاله الثلاثة ، قال أنني فقدت فلذة كبدي احتسبهم عند الله الذى استرد وديعته إلىأنإلقائهم عند رب كريم ، واننى كنت فرح منذ أيام بنجاح احد ابنائى المتوفين بالترم الأول من الصف الابتدائي إلاأنالقدر كان لى بالمرصاد ليفسد فرحتنا ولكن فضل الله علينا عظيم.
وعاود الأب الحديث عن الواقعة قائلا إنهبعد وصول رجال الأمن وقوات الحماية المدنية بالقاهرة الذين تمكنوا من إخمادكرات اللهب التيالتهمت أجساد أولادى الثلاثة ليتحولوا إلىأشلاء فى مشهد لم أكنأتصوره فى يوم من الأيام ولكن لا يبقى إلا أن أقول قدر الله وماشاءفعل .
وناشد الأب محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال بتوفير مسكن بديل بعد تدمير شقتى الإيجار التي تركتها لتحولها وجدرانها إلى رماد وأقيم الآن بشقة عند أحدأقاربي، وأنا أثق فى إن الله لم يخذلني، ووجه الأب رسالة تحذير من ترك الدفايات تعمل أثناءالنوم لانها السبب فى الحريق وفقدان صغاره.
المكان بلوك 16 مدخل 4 شقة بالطابق الأول بمساكن العبد بحى المقطم التى كانت شاهدةعلى كارثة تحدث عنها أهالي الحي بأكمله، بعد أن استيقظ الأهاليعلى كرات لهب تخرج من شقة جارهم أبو يوسف محمد سيد " 38 سنة " مندوب مبيعات ، فهرولوا مسرعين لمحاولةإخماد ألسنةالنيران التيحاصرت الشقة والتهمت محتوياتها وبعد فشلهم فى ذلك قاموا بإبلاغ الشرطة والمطافئ التي حضرت علىالفور وتمكنت القوات من إخماد النيران واستخراج 3 أطفال محترقين فى حالةتفحم كامل، وتم نقلهم الي المشرحة حتى تم إخطار النيابة العامة التي صرحت بدفن الجثث الثلاثة لعدم وجود شبهة جنائية فى الحادث، وتم الاستماع إلىأقوال الأم والأب وشهود العيان من السكان.
وقد كلفت النيابة العامة رجال المعمل الجنائي بالانتقال الى مكان البلاغ وإعداد تقرير عن الحادث وتبين من المعاينة أن ماس كهربائي ب " الدفاية " وراء نشوب الحريق بالشقة .
البداية كانت عندما تلقت عمليات الحماية المدنية بالقاهرة بلاغا بنشوب حريق فى شقة بالطابق الثاني بعقار فى مساكن العبد بحى المقطم على الفور تم توجيه 5 سيارات إطفاء إلىمكان البلاغ
وتبين من التحريات وجمع المعلومات أن الحريقدمر معظم محتويات الشقة وان الأطفال الثلاثة هم حبيبة " 12 سنة " و بلال " 10 سنوات " وبسملة " 6 سنوات " بينما نجا من الموت الأب وألام ونجلهما الأكبر يوسف " 16 سنة " ، كما تبين أنهم استغرقوا فى النوم وقاموا بتشغيل الدفاية وبعدها وقعت الكارثة ليستيقظ باقى أفراد الأسرةعلى الحادث الأليم، تم تحرير محضر وتولت النيابة العامة التحقيق.