السور الطينيالذييحيطبمعبددندرةمن كافة جوانبه حتى الآن، مازال شامخًا مهيبًا وشاهدًا على الكثير من الأسرار والحكايات التى تحيط بالمعبدالذى لم يحظى بالاهتمام الكافيحتى الآن، فرغم ضخامة المعبد ومساحته الشاسعةوتميزه بالاكتمال دونًا عن بقية المعابد المصرية التى طالها التدمير أو العوامل الجوية، إلا أنه مازال يعانيتدنيفيأعداد الزائرين.
معبد "دندرة" أسهم فى إقامته أكثر من حاكم فبدأ بطليموس الثالث فى فكرة بنائه فى القرن الأول قبل الميلاد، وأكمل جزء منه بطليموس الحادى عشر، وساهم حكام البطالمة الرومان فيما بعد بإدخال إضافات كثيرة عليه" وانتهى البناء فى عهد الإمبراطور الرومانى أوجستس " أغسطس".
ويُعرف معبد دندرة لدى علماء الآثار بمعبد الإلهة "حتحو" إله الحب والجمال والأمومة عند قدماء المصريين وزوجة الإله "حورس" إله معبد ادفو، حيث تم بناء المعبد لعبادتها وقد اتخذ تمثال الالهه حتحور شكل رأس بقرة جميلة أو تحمل قرون بقرة على الرأس.
إقرأ ايضا:
صحة البحر الأحمر: منافذ المحافظة مؤمنة بالكامل لمنع وصول كورونا
الدقهلية تحذر المواطنين من التعامل مع الإبل والخفافيش..اعرف السبب
يقع معبد دندرة على الشاطئ الغربى لنهر النيل فى قرية اتخذت اسمه عنوانًا لها ويبعد المعبد عن مدينة قنا بـ 4 كيلومترات"جنوب القاهرة بـ 650 كيلومتر" وتبلغ مساحة المعبد بملحقاته 40000 مترمربع بعد الإضافات الجديدة.
يحيط بالمعبد سور من الطوب اللبن يبلغ طوله 1200 متر، ويضم بداخله ملحقات أخرى غير المعبد مثل مقصورة ترجع للأسرة 11، وبيت ولادة من الأسرة 30، ومقصورةبطلمية، حمام كليوباترا، وبيتولادة من العصر الرومانى، وبحيرةمقدسة، ومقصورةللزوارقبالقرب من البحيرة، ومصحة، وكنيسة قبطية أنشئت فى القرن الخامس الميلادى, وبيت الولادة الملكنختنبو ومعبد ايزيس، وعدة آبار.
أما مدخل المعبد فيضم 24 عمودا من أجمل وأروع الأعمدة التي مازالت محتفظة بجمالها وقوتها حتى الآن ويتشكل كل عمود فى نهايته على شكل رأس مجسم للإلهه حتحور، وتوجد حول هذه الأعمدة فى سقف المعبد رسومات مجسمة للابراج الفلكية مقسمين إلى 6 أبراج فى الناحية الشرقية و6 أبراج فى الناحية الغربية تعرف بدائرة البروج السمائية، تحكى الكثير من تفاصيل هذه الحقبة من تاريخ مصر.
كما يوجد بالمعبد 12 سردابا، سرداب واحد فقط هو المسموح بزيارته للمترددين على المعبد وهو موجود خلف قدس الأقداس" المقصورة المقدسة " أوتم فتح سرداب آخر منذ فترة قريبة، أما بقية السراديب فلا يسمح بزيارتها إلا للأثريين وكانت تستعمل هذه السراديب كمخازن لمتعلقات المعبد.
ورغم مرور عصور عديدة على معبد دندرة إلا أن الغموض مازال يسيطر عليه وتدور حوله الكثير الأساطير والخرافات، حتى أن بعض السيدات العقيمات بصعيد مصر كن يذهبن إلى حمام كليوباترا الملحق بالمعبد ويغتسلوا فيه اعتقادًا منهم بأنه سوف يكون سببًا فى حملهن.
ولا يمكن أن يذكر معبد دندرة دون أن تذكر كليوباترا، حيث يضم المعبد لوحة شهيرة للملكة كليوبتراوقيصرابنها من الملك يوليوس قيصر، كما تتناول نقوش المعبد وكتاباته جانب كبير من حياة كليوباترا بدءًا من مرحلة الصراع على حكم الإمبراطورية ومرورًا بالصفات الجمالية والشخصية التى كانت تميزها وقصة الحب التى جمعتها بيوليوس قيصر وإنجابها الطفل قيصرون منه.
من جانبه قال أيمن هندى- مدير عام آثار قنا، إن معبد دندره شهد اهتمام وجهود كبيرة على مدار الفترة الماضية من قبل القائمين على وزارة الآثار، نظرًا لما يمثله المعبد من قيمة حضارية وتاريخية كبيرة، فقد شهد حضور الكثير من البعثات الاثرية، بجانب الجهود الكبيرة التى بذلنت منذ فترة لإزالة طبقات الكربون أو السواد "السناج" الذى يغطى سقف المعبد ويخفى أسفله الكثير من النقوش الفرعوية الرائعة، والتى تم الكشف عن الكثير منها وظهرت بألوانها الطبيعية وكأنه قد تم طلائها منذ فترة قريبة.
وأشار اللواء أشرف الداودى- محافظ قنا، إلى أنه يجري دراسة عدد من المقترحات لتطوير معبد دندرة ووضع تصور عام لإمكانية الاستفادة من هذه المنطقة الاثرية سياحيا، مؤكدا أن الحفاظ على المواقع الأثرية وتطويرها وتنميتها هو واجب قومي على كل مصري و يجب التوعية بأهميتها وتنمية ثقافة الحفاظ عليها كونها تاريخ للوطن ومصدر دخل رئيسي للمحافظة.