تعرضت الأسواق العالمية لحالة من الركود عقب تكثيف الصين من إجراءاتها وجهودها لاحتواء فيروس كورونا القاتل، الذي خلف حتى الآن حسب الإحصاءات الرسمية في بكين نحو 56 حالة وفاة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 1975 شخصا.
وامتدت حالة الركود لتشمل الأسواق الأسيوية والأمريكية إضافة إلى الصينية، مع حظر فرضته الشركات العالمية العاملة في الصين على تواجد موظفيها هناك خوفا من تفشي الفيروس.
الإجراءات التي فرضتها الصين شملت حظرا على حركة التنقل والسفر وإلغاء فعاليات كبرى خاصة برأس السنة القمرية، تخوفا من تفشي الفيروس.
وجاءت هذه الإجراءات مصحوبة بتخوفات من تحول كورونا إلى متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" وهو فيروس ظهر في الصين وقتل حوالي 800 شخص في العالم بين عامي 2002 و2003.
وفضلا عن الخسائر البشرية، تخلف الأوبئة والفيروسات خسائر اقتصادية فادحة، وحسب المنتدى الاقتصادي العالمي فإن السلوك البشري بفعل التأثيرات السلوكية مدمرة مثل المرض نفسه، إذ يحجم الناس عن زيارة المطاعم والمسارح ومراكز التسوق، وهو ما يسبب ركودا اقتصاديا وتراجعا في الناتج المحلي للبلاد، وهو ما حدث في حين تفشى فيروس كورونا في كوريا عام 2015 إذ تسبب ذلك في انخفاض بنسبة 41 ٪ في عدد الزيارات السياحية للبلاد.
ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، تبلغ التكلفة العالمية السنوية للأوبئة الشديدة إلى المعتدلة نحو 570 مليار دولار.
أثر اقتصادي بعيد المدى
إلى ذلك، حذر مجلس السياحة والسفر العالمي من أن انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين يمكن أن يترك تأثيرا اقتصاديا طويل الأمد على السياحة العالمية في حال تم السماح بانتشار الذعر.
وقالت رئيسة المجلس جلوريا جيفارا أثبتت لنا الحالات السابقة أن إغلاق المطارات وإلغاء الرحلات الجوية وإغلاق الحدود غالبا ما يكون لها تأثير اقتصادي أكبر من تأثير الوباء نفسه.
وأضافت أن التواصل السريع والدقيق والشفاف مهم للغاية لاحتواء الذعر والتخفيف من الخسائر الاقتصادية السلبية.
تراجع الدولار وهبوط أسعار النفط
وأشارت وسائل إعلام إلى هبوط أسعار النفط لأكثر من 2% أمس السبت، حيث تكبد خام برنت أشد خسارة أسبوعية له فيما يقارب عام بفعل المخاوف من اتساع نطاق فيروس تاجي ظهر في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بما قد يكبح الطلب على السفر والطاقة.
كما تراجع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني الذي يعد ملاذا آمنا يوم الجمعة الماضي، وسط قلق المستثمرين من أن انتشار فيروس ظهر في الصين قد يضر بالسفر والطلب الاقتصادي.
الأسواق العالمية
ذكر موقع cnbc عربية أن انتشار المرض في الصين أدى إلى أن الشركات العالمية هرعت متعددة الجنسيات العاملة في ووهان عملت على ترحيل موظفيها، حيث قالت مجموعة Peugeot Citroen الفرنسية لصناعة السيارات في بيان إنها ستُرحل موظفيها الأجانب وعائلاتهم من منطقة ووهان الصينية التي تفشى فيها فيروس كورونا الجديد.