صلاة الحاجة من النوافل التي شرعها لنا الله عز
وجل لنتقرب بها، وصلاة الحاجة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان صلى الله عليه
وسلم إذا حزبه أمر توضأ وصلى ركعتين من غير الفريضة ويدعو الله بما شاء، وصلاة الحاجة
تجوز في كل أمور الحياة كـ صلاة الحاجة للزواج أو صلاة الحاجة للعمل أو الحصول على
وظيفة وغيرها من احتياجات الإنسان اليومية.
شرع الله تعالى للإنسان وسائل
تعينه على قضاء حوائجه منها طاعة الله -عزّ
وجلّ- بالقيام بما أمر به، والانتهاء عند نهيه، فقد وعد الله -عزّ وجلّ- الطائعين له،
والقائمين بعبادته ابتغاء وجهه الكريم بتيسيير أمورهم، وقضاء حوائجهم، وذلك في مواضع
كثيرةٍ في القرآن الكريم، والسنة النبوية، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في كتابه الكريم:
وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبْ
وَمَنْ يَتوَكَّل عَلَى اللهِ فهو حَسْبُه.
ودلّ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ذلك أيضًا، عندما قال:
من يسّرَ على معسرٍ، يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ، وكما دلّ على ذلك قول الله
تعالى في كتابه الكريم: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّماءِ وَالأرْضِ.
التضرع بالدعاء لله تعالى قول الله في القرآن الكريم:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فِإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَة َالدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
وورد أيضًا في الحديث القدسي الشريف الذي يقول الله -تعالى- فيه: يا عبادي، كلكم جائعٌ
إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطعمكم.
شروط الدعاء ثلاثةٌ عدم الشرك بالله عزّ وجلّ وعدم
الدعاء بإثمٍ أو بقطيعة رحمٍ وحضور القلب أثناء الدعاء، مع اليقين بالإجابة
أخرج الإمام الترمذي عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ أَبي
أَوْفى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلى اللهِ حَاجَةٌ أَو إِلى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ
وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لْيُثْنِ عَلى اللهِ، وَلْيُصَلِّ
عَلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ: لا إِلهَ إِلَّا
اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيْمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ،
وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرِّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لِي
ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وّلا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ
رِضَا إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".
ممّا ورد في سنّة الحبيب المصطفى من أدعية في طلب
الرزق
1- (اللهُمّ إني أعوذُ
بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ،
وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ).
أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ،
وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ
الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ
الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ
قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ
بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ).
3- (اللَّهمَّ اكفني
بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ).
الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ
مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما،
تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن
سواك).
مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ
الجَدُّ).