قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأمة الديمقراطية كحل أمثل لأزمة المنطقة

×

ما زالت الأزمةالتي تعاني منها شعوب المطقة مستمرة وآكلةً مما تبقى من حالة الصبر الذي بدأبالنفاذ والوصول إلى أدنى مستوى له، نتيجة الفوضى التي ضربت الحالة الفكريةوالإدراكيةللمثقفين والمفكرين والسياسيين، بالإضافة للنظم الحاكمة التي تعيش مركزالأزمة بكل تجلياتها وتداعياتها وإن كانت هي السبب الأساسي فيما يحصل وسيحصل وكذلكالحل إن هي غيرت من نمطها ومقاربتها لحالة العقم الفكرية التي أصابتها.


معضلة المفاهيموالمصطلحات التي حفظناها عن ظهر قلب في القرن العشرين، لم تعد لها أية قيمة فيالمعنى والمفهوم والمقصد. الإصرار على السابق وعدم الاعتراف بأن هذا السابقهو أساس الأزمة التي نعانيها الآن ربما يمكن اعتباره إلحاحًا على تعويم نفسالذهنية والعقلية الاستبدادية وإطالة عمر الأزمة وتأجيلها ولو بعد حين.


الاعتراف والإقراربوجود قضايا مؤجلة لم يتم حلها تعتبر بداية المسير في طريق إعادة بناء المجتمعوكذلك رسم الأطر الكفيلة لتحديد المستقبل المنشود من قبل الجميع. وبعد ذلك تأتيالخطوة الثانية وهي البدء بالخطوات العملية لحل تلك القضايا والمعضلات بدءً منالمفاهيم والمصطلحات وكذلك الآليات والوسائل وانتهاءً بشكل تنظيم المجتمع لنفسه منجديد. الاكتفاء فقطباعتراف بوجود أزمة وبعد ذلك الاستمرار بنفس التقربات والعقلية وعدم البدء بالحلولما هو إلا مواقف ديماغوجية وانتهازية تزيد من حالة الاحتقان المجتمعي والتنافر معالنظم الحاكمة والمتسلطة على مقدرات الدولة وآلياتها.


مفاهيم من قبيلالدولة والمجتمع يلزمها مقاربات جديدة تعطي تعريفات مغايرة لما كان مسلمًا به خلالالفترات السابقة، وكذلك ثمة تعريفات كثيرة ينبغي مراجعتها من جديد وربطها فلسفيًابالانسان الذي هو غاية الحياة وهدفها. بناء الجيوش وتسليحها فقط من أجل الحفاظعلى الزعيم والرئيس وهيكلية الدولة التي هي بيد فئة من الشخوص المتمسكة بزمامالأمور واقصاء المجتمع بكل موجوداته، هو لبّ العلة التي نعانيها حتى الآن..


التعصب بالقوميةوالتطرف بالدين لن يكون الحل للقضايا والأزمات المنتشرة في المنطقة، بل يمكناعتبار هذه التقربات هي أس المشكلة المتراكمة خلال المرحلة السابقة. لأن المنطقة التينعيش فيها بقدر ما هي غنية بشعوبها وثقافاتها ومكوناتها، هي غنية بمقارباتهاللحلول بنفس الوقت لأي مشكلة تعتريها. الخروج من هكذا مواقف عبر اجراء ثورةذهنية بكل معنى الكلمة يعتبر الشيفرة لتجاوز الصعوبات التي نعيشها. الثورة الذهنيةأشدّ ما نحن بحاجة إليه في هذه المرحلة. لأن ما كنا نعتقده حقيقة منذ عقود خلتأصبح الآن مجرد سراب ليس له أي أساس من الصحة، وما كنا نؤمن به مسبقًا أثبت فشلهالآن على أنه يمكن العيش من دون هذه المصطلحات المقدسة التي كنا أسرى لها؟؟؟


تجاوز تلكالمصطلحات الضيقة والمفاهيم والتعريفات أيضًا والبحث من خلال إجراءالدراساتوالتحليلات المجتمعية لإيجاد مفاهيم جديدة يعتبر من المهام الأساسية لنا للخروج منعنق الزجاجة التي أدخلنا أنفسنا فيها وإن كان عن حسن نية.


الأمة الديمقراطيةربما تعتبر المدخل البديل لإجراء البحوث والدراسات على أنه المصطلح المناسبوالمفهوم الأمثل لحل معظم القضايا التي ما زالت معشعشة في وعينا وإدراكنا. الأمة الديمقراطيةهي الحالة النظرية لحياة جديدة يمكن البناء عليها لتشكيل مجتمع جديد على أساس أخوةالشعوب والتعايش السلمي بين كافة شعوب المنطقة، بعيدًا عن التقربات القومويةالضيقة وكذلك المواقف الدينية المتطرفة. الأمة الديمقراطية التي بمقدورها أن تحتضن
كافة القوميات من عرب وكرد وآشور وتركمان وسريان وأرمن وأمازيغ وبربر وكل القومياتوالشعوب الأخرى، يمكن أن تعيش نفسها وتُدير ذاتها عبر آليات خاصة بها تتواءمبخصوصياتها وثقافاتها المحلية والتي تصب في النهاية في خدمة الكل الجامع لهذهالأجزاء في بوتقة الوطن والانتماء الوطني.


ربما ما طرحهالمفكر عبد الله أوجلان من فلسفة حياتية جديدة هي من حقيقة المنطقة التي نعيشها،ستكون العنوان الرئيس لمعظم القضايا المجتمعية والسياسية التي نعيشها وتعترض طريقتطورنا وتقدمنا.فلا المشروع التركي العثماني سيكون هو الحل لمشاكل المنطقة بسبب ما عانتهشعوب المنطقة من جراء الاحتلال العثماني للمنطقة خلال ستة قرون من القتل والتهجيروالدمار والجهل، ولا المشروع الايراني الفارسي سيكون الحل أيضًا. وبنفس الوقت أيضاالمشروع الغربي لن يكون هو الحل لأنه يعتمد على مصالح القوى الغربية على حساب شعوب
المنطقة.


لذا، من الممكن أنيكون مشروع السيد أوجلان الذي طرح كونفدرالية الشرق الأوسط الديمقراطي، هو البديل
الذي مكن تجربته واعتماده لإيقاف المجازر والحروب والقتل والدمار الذي يتم تحتمسميات عدة من قبل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة.