وصلت شهرة الفنانة ماجدة الصباحي في بداياتها إلى العالمية منذ أدوارها الأولى، ومنها فيلم «أين عمري» الذي شاركت فيه في مهرجان ألماني يعد أول مهرجان تسافر لحضوره خارج مصر، وخلال هذه الرحلة تتعرض إلى الكثير من المواقف التي جعلتها تتعامل مع جمهورها كنجمة عالمية.
فور عودة الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي، استقبلها حزب الوفد المصري استقبالا حافلا، تحدثت خلاله عن الفروق التي لاحظتها بين السينما المصرية والألمانية، وأبرز ما صادفته خلال رحلتها، وخلال مشاركتها في برلين حرصت على ظهور العلم المصري خلفها والتصوير عدة صور مع العلم الوطني، ونشرت مجلة «الكواكب» لعام 1956 حوارا نادرة معها عما صادفته خلال هذه الرحلة.
«أجمل ما أتذكره عن رحلتي إلى برلين تلك الاستقبالات الحافلة التي قوبلت بها في كل مكان» هذا ما بدأت ماجدة- التي حضرت المهرجان وهي في الـ 25 من عمرها حينها- به خلال حديثها في الحوار القديم، خاصة وأن هذه الاحتفالات بدأت منذ وصولها أرض برلين واستمرت حتى استقلت الطائرة وعادة إلى بلادها مصر مجددا.
كانت قد وصلت ماجدة إلى برلين بعد 21 ساعة طيران، وهبطت بها الطائرة في مطار برلين بعدما أصيبت بالإعياء والصداع، وتمنت ماجدة أمنية وحيدة حينها وهي أن تحى بالقليل من النوم، ولكنها فور هبوطها تفاجئت بعدسات التصوير مصوبة نحوها لتحيل ليل المطار إلى نهار، ورغم حب ماجدة للتصوير إلا أنها أشارت إليهم حينها بالتوقف عن التصوير حتى لا تظهر في الصور وهي مريضة.
وتحول الأمر إلى مهاجمتها بأنها ترفض التصوير، فأحاط بها الوفد المصري تنفيذا لرغبتها، حتى وصلوا إلى رجال السفارة المصرية في برلين والتفوا حولها بطريقة لا تسمح للمصورين بتصويرها وهي مريضة، وعند وصولها إلى الفندق أفهمها أحد الموظفين أن المصورين لم يغادروا المطار وأن ماجدة ليست الفنانة الوحيدة التي صوروها بهذا الشكل.
نزلت ماجدة في فندق «أنسو» واشتد الزحام على الفندق وكانوا ألمان ومصريين، فاضطرت ماجدة لطلب الشرطة بسبب تحطيمهم لزجاج غرفتها بسبب التدافع، وبعد حضور الشرطة تفاجئت ماجدة بأنهم حضروا ليحصلوا على توقيعها وبيعه في السوق السوداء بسعر مرتفع.
عرض فيلم أين عمري في الساعة الخامسة والنصف يوم 25 يولية، وشهد الفيلم حضور كثيف، كما حضره عددا من نجوم السينما من حول العالم، وبعد انتهاء الفيلم صفقوا لماجدة 5 دقائق متواصلة - على حد وصفها، ولكن ماجدة لم تكن تتحدث الألمانية فاضطرت لكتابة الكلمة التي ستلقيها بالحروف الفرنسية وظلت تحفظها لفترة طويلة، وفور أن حان الوقت لإلقاء كلمته اقالت بالألمانية "أنا أحب برلين" فصفق الحضور وهتف لها مما أربكها.
اضطررت ماجدة لفتح حقيبته اللحصول على الورقة وإكمال كلمتها وما إن رآها الجمهور بدء في الضحك والتصفيق، فأحرجت ماجدة واكتفت بما قالته وحييتهم بالإنجليزية،وتحدثت مع عدد من النجوم منهم النجم الأمريكي الكبير جاري كوبر والذي تعجب من أنها مصرية رغم جمالا وبشرتها شديدة البياض.