قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ ويصلي استخارة، ويفوض أمره في كل أمور حياته لكي يختار الله له، وأن يسير الإنسان في موضوع أو مسألة ويوكل الله أمره.
وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية للدار، أن
نصلي الاستخارة كما كان يعلمنا النبي ونسير على
هذا النهج، وإذا عزم الأنسان أمر في حياته عليه أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو دعاء
الاستخارة.
ما هو الغرض من صلاة الاستخارة
سؤال أجاب عنه الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك عبر صفحة دار الإفتاء على اليوتيوب.
وأوضح عبد السميع، أن الغرض من صلاة الإستخارة هو
أن الله عز وجل ييسر لى الخير، فمن كان قادمًا على أى أمر فيستخير الله تعالى بأن يتوضأ
ويصلى ركعتين وبعدما يسلم يقول" اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك
من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم
إن كنت تعلم أن هذا الأمر (تسمي الأمر ) خير لي ، في ديني و معاشي و عاقبة أمري ، أو
قال : عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، و إن كنت تعلم أن هذا
الأمر (تسمي الأمر ) شر لي ، في ديني و معاشي و عاقبة أمري ، أو قال: في عاجل أمري
وآجله ، فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به "، ثم
بعد ذلك يأخذ بالأسباب، فلو كان الله يريد هذا الأمر له يسر له كل شئ وإن لم يريد الله
له هذا الأمر فسيحول بينه وبين هذا الأمر وتكون هذه نتيجة الأستخارة.
هل يجوز تكرار الاستخارة؟
وقالت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية،
إنه يستحب أن يكرر المستخير الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات.
واستشهدت " الإفتاء" فى إجابتها عن سؤال:
"هل يجوز تكرار الاستخارة؟ " بما روى عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- : «يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ
فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ
إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ»، أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة".
وأوضحت أن تكرار الاستخارة يكون عند عدم ظهور شيء
للمستخير، فإن ظهر له ما ينشرح به صدره لم يكن هناك ما يدعو إلى التكرار.
وأفادت أن انشراح الصدر عبارة عن ميل الإنسان وحبه
للشيء من غير هوًى للنفس أو ميلٍ مصحوب بغرض، موضحة أنه إن لم يظهر شيء بعد أداء الاستخارة؛
سواء كانت الاستخارة بالدعاء أو الصلاة ينبغي أن تكرر الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع
مرات.
وتابعت الدار أن الفقهاء صرحوا بأنه إذا لم يظهر
للمستخير شيء بعد السابعة استخار أكثر من ذلك.
وذكرت ما قاله العلامة ابن عابدين الحنفي في
"رد المحتار على الدر المختار": [وَيَنْبَغِي أَنْ يُكَرِّرَهَا سَبْعًا
... وَلَوْ تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ الصَّلاةُ اسْتَخَارَ بِالدُّعَاءِ].
وواصلت بما قاله الشيخ عليش المالكي في "منح
الجليل شرح مختصر خليل": [وَيَمْضِي لِمَا يَنْشَرِحُ صَدْرُهُ إلَيْهِ مِنْ فِعْلٍ
أَوْ تَرْكٍ، وَإِنْ لَمْ يَنْشَرِحْ لِشَيْءٍ مِنْهُمَا فَلْيُكَرِّرْهَا إلَى سَبْعِ
مَرَّاتٍ] .
واستكملت أن ابن عِلَّان الشافعي قال في "الفتوحات
الربانية": [فإن لم ينشرح صدره لشيءٍ فالذي يظهر أن يكرر الاستخارة بصلاتها ودعائها
حتى ينشرح صدره لشيء وإن زاد على السبع، والتقييد بها في خبر أنس جريٌ على الغالب؛
إذ انشراح الصدر لا يتأخر عن السبع].