- الأطباء: محاولات سرقة لقب أخصائي لتضليل المرضى
- أمين عام الأطباء: الفريق الطبي يتكامل عمله ولا لتعدي التخصصات
- الدبيكي: خريج العلوم الصحية ليسوا أكاديميين ولكنهم فنيين
بعد سنوات من المواجهة والكفاح من جانب نقابة الأطباء ورابطة أطباء الكلينيكال باثولوجى، وجموع الأطباء الذين بذلوا جهدا لتصحيح الأوضاع المغلوطة لاختراق مهنة الطب، عادت الأمور إلى نصابها الصحيح، حيث أصدر مجلس الوزراء قراره رقم 141 لسنة 2020 بشأن تعديل مسمى كليات العلوم الصحية، والتى كانت تسمى نفسها كليات العلوم الطبية، حيث نشر القرار بالجريدة الرسمية الصادرة أمس، الأربعاء.
وقالت الدكتورة نجوى الشافعي، الأمين العام لنقابة الأطباء، إن النقابة تسعى جاهدة لحماية المريض من التعدي على رعاية الصحية والتى هى بحكم القانون والأعراف الدولية حكر على الأطباء.
وأكدت الدكتورة نجوى الشافعي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الرعاية الصحية يقدمها فريق يتكامل عمل أفراده بعضه البعض، مستنكرة تعدي أحد أفراد هذا الفريق وينسب لنفسه كفاءة أو عمل فرد آخر.
وأوضحت وكيلة النقابة، أنه يجب تسمية المسميات باسمها الحقيقي، ويقدم كل عضو فى الفريق الطبى نفسه بموقعه الحقيقى من المنظومة الطبية، والذي يتيح للمريض حسن التشخيص، وبالتالي حسن العلاج والمتابعة، مما يوفر على الجميع بما فيهم الدولة، الوقت والجهد والنفقات.
وقال الدكتور محمد عبد الحميد، أمين صندوق النقابة العامة للأطباء، إن محاولات خريجي كليات العلوم الصحية التطبيقية تسمية أنفسهم "أخصائي"، تعد تضليلا للمرضى بشكل واضح، وقد أنهى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة الجدل بتسمية العلوم الصحية التطبيقية، والخريج يسمى تكنولوجى أو تقنى، مضيفا أن الحكم كان يجب إصداره منذ زمن، والخلط بينهم وبين الأطباء يؤدي بالمنظومة الطبية إلى الهلاك.
وأكد أمين الصندوق، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مسمى أخصائى يحصل عليه الطبيب بعد مشوار الـ 1000 ميل، ولمدة لا تقل عن 15 سنة، منها 7 سنوات للحصول على بكالوريوس، ثم تكليف سنة أو اثنين، وبعد طبيب مقيم فى التخصص لمدة على الأقل 4 سنوات وبحد أقصى 7 يكون خلالها قد حصل على الدراسات العليا (دبلوم أو ماجستير أو زمالة) ليكون مسماه بعدها مساعد أخصائى ويترقى ويحصل على لقب أخصائي بعد 5 سنوات.
وأوضح الدكتور محمد عبد الحميد أن الطبيب بعد كل ذلك يكون "اتبهدل" فى المستشفيات ليتعلم ويحصل على خبرة تمكنه من التعامل مع المرضى، مستنكرا محاولة سرقة مسمى أخصائى حتى يحدث لبس للمرضى.
وأشار إلى أنه سيتم تخريج تخصصات مختلفة لخداع المواطن والتعدي على مهنة الطب، كأزمة العلاج طبيعى، والذين يقومون بفتح عيادات ومراكز، ويلقبون أنفسهم أخصائيين ولا يستطيع أي شخص أن يفرق بينهم.
ونص القرار على أن يعدل مسمى كلية العلوم الطبية التطبيقية الموجودة فى كل من جامعتى المنوفية وبنى سويف إلى كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية.
وكان قرار وزير الصحة السابق رقم 93 لسنة 2015 سبب أزمة بين كليات العلوم الصحية التطبيقية ونقابة الأطباء، بعد أن نص على استحداث مجموعة نوعية لوظائف العلوم االصحية تحت مسمى الطبية التطبيقية بجدول وظائف ديوان عام وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز التابعة لها، وتدرج بها وظائف أخصائى مختبرات طبية، أخصائي الأشعة والتصوير الطبي، وأخصائي الأجهزة الحيوية.
وأرسلت النقابة العامة للأطباء، آنذاك، خطابات إلى الجهاز المركزى لتنظيم والإدارة بوزارة الصحة عام 2016، توضح أن هناك عددا من الكليات استحدثت تحت اسم العلوم الطبية أو الصحية سواء كانت حكومية أو خاصة، وتكون الدراسة بها 4 سنوات وتخرج مساعدين في العديد من المجالات الطبية لكنها لا تخرج أطباء، حيث سمح ذلك للبعض بمخالفة قوانين مزاولة المهن الطبية وانتحلوا صفة أطباء.
إيه دخلك بحياتهم الخاصة.. هجوم على الإعلامية مي العيدان بسبب محمود العسيلي
ومع بداية التنسيق بالجامعات، حذرت نقابة الأطباء من عدم قبول خريجي كليات العلوم الصحية، وطالبت في بيان رسمى الجامعات الخاصة بتغيير مسمى الخريجين من أخصائيين إلى تقنيين، بعدها أصدر الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، قرارا بسحب كليات العلوم الطبية من التنسيق.
وأكد أحمد السيد الدبيكي، رئيس نقابة العلوم الصحية، دعم الدولة للفنيين الصحيين، والعمل على الارتقاء بمستوياتهم الوظيفية والتعليمية والمهنية والأدبية، وحسم الجدل حول مشكلتين طالما نادوا بحلهما، وطرقوا أبواب المسئولين في المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي ومجلس الوزراء، والتقوا بصناع القرار في كيانات عديدة لمناقشتهما، والأزمة الأولى تتمثل في تدشين مجالس عليا بكليات العلوم الصحية التطبيقية، والتي أنشئت منذ عام 2014، شأن باقي الكليات داخل الدولة المصرية، لكي يتمكن خريج كليات العلوم الصحية، أو الدراسات التكميلية بالمعاهد الفنية الصحية ذات الأربع سنوات، من استكمال دراساتهم العليا، شاملة نيل الدرجات العلمية في الدبلومات والماجستير والدكتوراه.
وقال أحمد السيد الدبيكي إن الأزمة الثانية التي تدخل رئيس مجلس الوزراء لحلها مؤخرا، هي مسمى الشهادة الحاصل عليها الخريج من الجامعات، والتي كانت بكالوريوس تكنولوجي/ شعبة التخصص، والذي كان يعطي إيحاءً للوهلة الأولى لدى قارئه بأن هؤلاء الخريجون ليسوا أكاديميون، ولكنهم فنيون، ومن خريجي الهندسة أو أحد المجالات المماثلة، ولكن بعد التعديل أصبح اسم الشهادة "بكالوريوس تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية/ شعبة التخصص"، وبذلك أزيل اللبس لدى جميع قطاعات ومسئولي الدولة.
ونشرت الجريدة الرسمية في 19 يناير 2020، في العدد 3 مكرر "د"، قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 141 لسنة 2020، بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون المجلس الأعلى للجامعات رقم 809 لسنة 1975، وذلك بعد الاطلاع على قانون المجلس الأعلى للجامعات رقم 49 لسنة 1972 وتعديلاته، وذلك بعد موافقة المجلس الأعلى للجامعات، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، وموافقة مجلس الوزراء.
وجاءت التعديلات كلها لصالح خريجي العلوم الصحية، كنتاج طبيعي لجهود النقابة في السنوات الماضية، حيث نصت المادة الأولى من القرار على "مع عدم الإخلال بالمراكز القانونية المستقرة للطلاب الملتحقين بكلية العلوم الطبية التطبيقية قبل صدور هذا القرار، يعدل مسمى كلية العلوم الطبية التطبيقية جامعتي المنوفية وبني سويف، ليصبح كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية".
ونصت المادة الثانية على إضافة مواد جديدة للائحة التنفيذية لقانون المجلس الأعلى للجامعات، تحت عنوان كليات تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية، بأرقام 248 مكرر 108 و109 و110 و111 و112.
وبموجب "المادة 248 مكررا 108"، تمنح مجالس الجامعات بناءً على طلب مجلس كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية التابعة لها، عددا من الدرجات العلمية والدبلومات، وهي درجة "بكالوريوس تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية / شعبة التخصص"، وكذلك "دبلوم الدراسات العليا في تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية" في أحد التخصصات المبينة في اللائحة الداخلية، ومثلها الماجستير، وكذلك درجة دكتوراه الفلسفة "PHD" في تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية في أحد التخصصات المبينة في اللائحة.
وتنص المادة "248 مكرر 109"، على أن مدة الدراسة لنيل درجة البكالوريوس 4 سنوات، والمادة "248 مكرر 110" تشترط في الطالب لنيل أي مممن دبلومات الدراسات العليا أن يكون حاصلا على البكالوريوس في العلوم الطبية التطبيقية من إحدى الجامعات المصرية، أو على درجة معادلة من معهد علمي آخر معترف به من المجلس الأعلى للجامعات، وأن يتابع الدراسة لمدة عام على الأقل.
ونصت المادة "248 مكرر 111" على اشتراط نيل درجة الماجستير حصول الطالب على البكالوريوس في تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية، أو في العلوم الطبية التطبيقية، وأن يتابع الدراسة والبحث لمدة سنتين على الأقل، كما نصت المادة "248 مكرر 112" على اشتراط الحصول على الدكتوراه، أن يكون الطالب حاصلا على الماجستير في تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية، وأن يقوم ببحوث مبتكرة في موضوع لمدة 3 سنوات على الأقل.
ونصت المادة الثالثة من قرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على سريان القرار على الطلاب الملتحقين الجددد للحصول على الدرجات المشار إليها اعتبارا من العام الجامعي 2020/2021.