- استهلاك الصينيين خلال عيد الربيع يشكل ثلث حجم استهلاكهم السنوي
- يودَع الناس في هذه الليلةبالسهر حتى الصباح لاستقبال السنة الجديدة
- الاحتفال بالألعاب النارية بقصد طرد الشيطان
- يرتدي الصينيون ملابس فخمة ويبدأون استقبال الضيوف أو يخرجون للمعايدة
- فوانيسللعيد وأشغال فنية تقليدية شعبية صينية
تحتفل سفارة الصين بالقاهرة مساء اليوم، الثلاثاء، بعيد الربيع الصيني، حيث تقام احتفالية رمزية لبعض الأعمال الفنية الصينية من خلال فرق فنية، كما تقدم أهم الأطعمة والمشغولات التراثية.
ويعتبر عيد الربيع أضخم عيد للصينيين في كل عام مثلما يكون عيد ميلاد السيد المسيح بالنسبة إلى الغربيين، رغم أنه تماشيا مع تحولات العصور، تغيرت محتويات عيد الربيع وأساليب احتفال الناس به، غير أن عيد الربيع ما زال يحتل مكانة لا يمكن استبدالها في معيشة الصينيين ووعيهم.
وقيل إن عيد الربيع الصيني يرجع تاريخه إلى ما قبل أربعة آلاف سنة، ولكنه لم يسمَ بعيد الربيع في البداية، ولم يكن له يوم محدد حينذاك. وقبل عام ألفين ومائة قبل الميلاد، كان الناس يسمون مدة دورة واحدة للمشترى بسوي واحد، فسمَوا عيد الربيع "سوي"، أما قبل ألف سنة قبل الميلاد، فصار الناس يسمون عيد الربيع "نيان"، وكان " نيان" في ذلك الوقت يعنى حصادا وافرا من كل محاصيل الحبوب، ويسمى الحصاد "بنيان"، ويسمى الحصاد الكبير "بنيان كبير".
ووفقا للعادات والتقاليد الشعبية في الصين، يبدأ عيد الربيع بمعنى واسع من اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني عشر في التقويم القمري الصيني، ويستمر حتى عيد يوان شياو الذي يصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في السنة القمري الجديد، ويستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا، وخلال هذه الفترة، تعتبر عشية اليوم الثلاثين من الشهر الثاني عشر ونهار أول الشهر الأول أفخم نهار وليلة، ويمكن القول إن عيد الربيع يصل الى ذروته حينذاك.
ومن أجل استقبال عيد الربيع، يقوم الناس، سواء في المدن أو في الأرياف، بمختلف الأنشطة التحضيرية، وتبدأ الأعمال الاستعدادية للعيد في الأرياف عقب حلَ الشهر الثاني عشر، حيث تقوم كثير من أسر الفلاحين بتنظيم ديارهم وغسل الملابس واللحف بقصد إزالة الأوساخ والأقذار حتى تلبس بيوتهم حلة جديدة، بينما يشترى أفراد أسرهم من الأسواق باستمرار بضائع كثيرة خاصة بالعيد مثل الحلويات والكعكات واللحوم والفواكه وغيرها من الأطعمة استعدادا للأكل وإكرام الضيوف أثناء فترة العيد.
وفي المدن الكبيرة، يبدأ الاحتفال بالعيد مبكرا، حيث تعد الأجهزة الثقافية والجماعات الفنية برامج فنية كثيرة ومتنوعة وتتدرب المحطات التليفزيونية على مهرجانات ليلية مختلفة وتنظم جميع الحدائق الكبيرة "مهرجانات معابد تقليدية"، حيث تقدم للزوار برامج ترفيهية أكثر من المعتاد وتخصص المتاجر الكبيرة سلعا متنوعة من مختلف أنحاء البلاد حتى من الخارج لسد حاجات المدنيين بمناسبة العيد. وجاء في إحصاء أن حجم استهلاك الصينيين خلال فترة عيد الربيع يشكل ثلث حجم استهلاكهم السنوي.
وفي مختلف أنحاء الصين، يتميز الناس بكثير من العادات التقليدية المختلفة للاحتفال بعيد الربيع، ولكن في عشية العيد، يلتئم شمل كل أسرة لتناول الوجبة العائلية، هذه عادة مألوفة لا غنى عنها سواء في الشمال أو في الجنوب. وفي الجنوب، تتكون هذه الوجبة عادة من بضعة عشر طبقا، ولا بد أن تتضمن جبن الصويا والسمك لأن لفظ هاتين الكلمتين يشبه لفظ الرغادة في اللغة الصينية. وفي الشمال، يفضل معظم الأسر أكل جياوتسي في وجبة لم الشمل حيث يصنعه كل أفراد الأسرة، ويحشون لحما مفروما ناعما شهيا في شرائح عجين رقيقة مستديرة، ويسلقونه في ماء مغلّي، ويبهّرونه بالتوابل، ثم يجلس جميع أفراد الأسرة حول المائدة، ويأكلون معا في جو من البهجة والغبطة.
اقرأ أيضا:
أول احتفالية لعيد الربيع الصيني في 2020
ومن المعتاد إطالة السهر في عيد رأس السنة، حيث يودَع الناس في هذه الليلة السنة القديمة ويستقبلون السنة الجديدة في فرح ومرح، وفي الماضي، عندما تحل السنة الجديدة، يشعل الناس المفرقعات للتعبير عن تهانئهم، إن هذا التقليد قصد منه طرد الشيطان، ولكنه قد حظر في أحياء مدينة بكين وغيرها من بعض المدن الكبيرة من أجل الحفاظ على سلامة الناس وإزالة الضوضاء، وعندما يحل أول الشهر الأول من السنة الجديدة، يرتدي جميع أفراد الأسرة كبارا أو صغارا ملابسهم الفخمة ويبدأون استقبال الضيوف أو يخرجون للمعايدة، وعندما يلتقون، يتبادلون عبارة "كل عام وأنتم بخير!" و "عيدا سعيدا" وغيرهما من التبريكات، ثم يدعونهم إلى منازلهم حيث يأكلون الحلويات ويشربون الشاي ويتجاذبون أطراف الحديث، وإذا كان هناك خصام بين الأقرباء والأصدقاء في العام المنصرم، فسيعودون إلى التفاهم والتصالح عن طريق المعايدة بمناسبة عيد الربيع.
إن الأنشطة بمناسبة عيد الربيع كثيرة ومتنوعة، وتعرض الأوبريات والمسرحيات والأفلام السينمائية في بعض الأماكن، وتؤدى رقصتا الأسد واليانكو التقليديتين، بالإضافة إلى المشي على الطوّالتين وزيارة مهرجان المعبد في أماكن أخرى، حيث تسود كل أنحاء البلاد أجواء العيد من الفرح والمرح، وطبعا، يبقى الناس في معظم الأحيان في بيوتهم لمشاهدة البرامج التليفزيونية، وتعد كل المحطات التليفزيونية كثيرا من البرامج الرائعة المناسبة لمختلف الأعمار خلال فترة العيد.
وإلصاق شعارات عيد الربيع ورسوم السنة الجديدة وإشعال فوانيس العيد المزخرفة، أنشطة يحتفل الناس من خلالها بسرور بعيد الربيع. وخلال فترة العيد، تعرض في الأسواق كثير من شعارات عيد الربيع ورسوم السنة الجديدة التى تعكس أحوال معيشة الشعب السعيدة ومشاهد فرحهم في العمل أو تظهر الأزهار والنباتات ومناظر الطبيعة من شتى الأنواع، فيمكن ذلك الناس من الاختيار، كما يعتبر مهرجان الفوانيس خلال فترة عيد الربيع نشاطا مفعما بالحيوية والنشاط.
إن فوانيس العيد أشغال فنية تقليدية شعبية صينية، وازدهرت صناعتها خلال مختلف العصور. وتطبع عليها مختلف الأنواع من الحيوانات والمناظر الطبيعية والأبطال وغيرها، وكذلك، تشكيلات الفوانيس كثيرة ومتنوعة.
وتماشيا مع ارتفاع مستوى معيشة الشعب، تغيرت أساليب احتفال الصينيين بعيد الربيع حيث أصبح الصينيون يعتبرون السياحة في الخارج موضة حديثة للاحتفال بعيد الربيع.