تعد مدينة باريس بالوادي الجديد، إحدى المدن الصغيرة حيث تقع على بعد 90 كيلومترًا من واحة الخارجة عاصمة الوادي الجديد جنوبي غرب مصر عند ملتقى درب الأربعين المؤدي إلى السودان.
حيث تضم المنطقة معبدا وقلعة وجبانة ترجع إلى العصر الروماني حيث ازدهرت الواحات المصرية في ذلك العصر وزاد الاهتمام بالطرق المؤدية إليها فشيدت القلاع والحصون لحماية هذه الطرق.
يقول الحاج محمد أبو الضيف من أهالي مركز باريس إن سبب تسمية باريس بهذا الاسم، لها حكاية طويلة وهي عندما تنبأ كهنة معبد آمون بأن حكم الفرس لن يطول، وأن حياة قمبيز ستنتهى بكارثة وسمع الملك قمبيز بهذه النبوءة فسار إلى الواحات فى جيش قوامه 80 ألف مقاتل واحتل الواحات الخارجة، وعسكر جيشه فى السهل الممتد بين الخارجة وعين الجنوب، وقد سميت الأرض المحيطة بهذه العين بلدة بيريس نسبة إلى كبير قادة الجيش وحرفت الكلمة إلي أن أصبحت مدينة "باريس " والأسم ليس له أي علاقة بباريس فرنسا حيث يعتقد الكثيرون أن باريس الوادي سميت بهذا الاسم نسبة إلى باريس فرنسا.
وأضاف أن المنطقة تعتمد على السياحة الأثرية إضافة إلى السياحة العلاجية حيث توجد بها مجموعة من العيون الكبريتية والمعدنية التي تشتهر بتميزها من حيث المركبات الكيميائية وعلاجها لبعض الأمراض مثل الروماتيزم والحساسية والتي يتوافد عليها السياح خصوصا من أوروبا إضافة إلى الزراعة.
يقول الشيخ كرم سعد الباريسي, إنه من العادة أن المسميات من الأسماء كثيرًا ما تتشابه مع الأسماء الحقيقية فواحة باريس بالوادي الجديد لا تمت لباريس فرنسا بأي صلة أو وجه شبه إلا أن هناك من الاكتشافات الأثرية التي تشابهت كثيرًا مع النمط البيئي في بباريس فرنسا فمثلًا المعابد والقصور التي اكتشفت بواحة باريس تتشابه كثيرًا مع قصور باريس فرنسا وإن تعاظمت قصور ومعابد واحة باريس في القيمة الأثرية.
ومن أشهر تلك الاكتشافات معبد ايزيس بدوش ويعرف أحيانا بمعبد دوش الذي بني في العصر الروماني ويوجد بجواره قلعة تركية قديمة مبنية من الطوب اللبن وكنيسة قبطية قديمة.
ومعبد دوش بباريس حيث كانت منطقة دوش أو قصر دوش كما يطلق عليها، من المواقع التي اهتم بها الرومان لوقوعها في أقصى الجنوب على طريق القوافل التجارية. فأصبحت محمية رومانية هامة لحماية القوافل من هجمات البدو المتكررة. ثم أسدل الدهر ستائره فدخلت في طي النسيان خاصة لموقعها المنعزل، شأنها في ذلك شأن العديد من مواقع الصحراء الغربية القديمة، حتى جاء القرن العشرون واهتمت البعثات العلمية بدراسة المواقع التاريخية والبقايا الأثرية بشكل جدي فقامت البعثة الفرنسية للآثار المصرية بالعمل في موقع دوش لأعوام طويلة توجت بمفاجأة عظيمة تذكرنا بروايات الرحالة القدامى من وجود كنوز دفينة في الصحراء - فكان اكتشاف كنز دوش الرائع الجمال في عام 1989 .
تأتي بعد ذلك القلعة وهي عبارة عن قلعة ضخمة ترجع للعصر اليوناني الروماني مكونة من أربعة طوابق مبنية من الطوب اللبن وفيها اكتشفت العديد من القطع الأثرية المحفوظة حاليا فى متحف الخارجة.
ومن أهم هذه الاكتشافات ما أطلق عليه كنز دوش الذهبي داخل إناء فخاري على يد البعثة الفرنسية عام 1989 . وقد نقل هذا الكنز إلى المتحف المصرى بالقاهرة بتاريخ 6 / 4 / 1989، وكان يطلق على هذه المنطقة قديما اسم "كيسيس".
وتأتي قرية حسن فتحي والتي تقع على ربوة عالية شمال واحة باريس وتمتد على مساحة 18 فدانًا، وتشمل مدرسة و"فيللتين"، وسوق تجاري ومسرح ومسجد ومهبط للطائرات، حيث تم تحويلها إلى منتدى عالمي وملتقى للفن البيئي وتعد من أبرز المظاهر الجمالية بواحة باريس بالإضافة إلى المعابد والقصور الفرعونية.
وتابع "الباريسي" أنه في الحقيقية أن مركز ومدينة باريس بالوادي الجديد ينقصه العديد من الإمكانات حتي يرقي لمسمي باريس حيث إنه يوجد بمركز باريس قري معدمة ويعيش أهلها تحت خط الفقر ومنها قري درب الأربعين متمثلة في قري الشب, الأربعين والثمانين حيث ينقصهم بعض المرافق.