تحولت صحراء الظهير الصحراوي الشرقي بزمام مركزي القوصية ومنفلوط إلى بساتين خضراء بعد ان كانت كتل من الحجارة لا نفع منها ، الا ان المزارعون نجحوا في استصلاحها وزراعتها للتحول إلى أرضخصبة تنتج جميع المحاصيل الزراعية مستخدمين أحدثوسائل الزراعة لرفع الكفاءة الانتاجية ومن أهم المحاصيل التي يعتمد عليها المزارعون في هذه القرى زراعة الطماطم السلك لطول عمرها وانتاجها الوفير " صدى البلد " يرصد في هذا التقرير جمع ثمار الطماطم السلك من الظهير الصحراوي بقرية التتالية مركز القوصية بأسيوط .
يقول حسن سيد حامد " مزارع " أنا أعمل في جمع الطماطم منذ 5 سنوات وهي نوعان المنطقة الطماطم الارضية والتي تعتمد على الزراعة التقليدية والطماطم السلك وهي زراعة حديثة بدأت بها قرى الظهير الصحراوي بالقوصية ومنفلوط منذ سنوات ولكن ذات انتاجية عالية وعمرها طويل في الارض ويتم جمعها من 10 الى 15 يوما حسب حجم الطماطم ونضجها .
وأضاف سراج لملوم عبدالرحمن " مزارع " قائلاً: اقوم بزراعة الطماطم السلك منذ 10 سنوات في الأراضي الصحراوية بزمام قرية منشاة خشبة بالقوصية ونبدا عملية الزرع في بداية شهر سبتمر حتى منتصف الشهر حيث نقوم بشراء باكيتات البذور من الشركات المختصة ، ونقوم بترقيد البذور في صواني داخل صوب حتى تصبح شتلات، والباكتة الواحدة يتم وضعها في 4 صواني، ويتكلف الفدان الواحد نحو 10 باكتات بما يقابل 40 صينية شتلات وبعد أن تتم العملية الأولى " التشتيل " يتم الرش والتسميد وتثبيت الشتلات على الأسلاك ، وتستمر زراعات الطماطم في ارض من شهر سبتمر الى شهر يونيو اي نحو 9 أشهر وخلال هذه الفترة تحتاج الى عناية خاصة نظرا لحداثة هذا النوع من الزراعات ومكلف ماليا ولكن انتاجية الفدان جيدة ينتج من 4000 الى 4500 كيلو .
وأشار صفي الدين خليفة " مزارع " ان الطماطم السلك عمرها كبير في الارض يصل الى 9 أشهر منها 6 أشهر تنتج فيها وتعطي انتاجية عالية وتظل اكثر من 15 يوما جيده خارج الثلاجات مما تساعد المزارع والتاجر على التسوق فيها مقارنه بالطماطم الأرضي حيث ان عمرها قصير لا يتعدى 40 يوما ولا تعطي الا جنيتين ولا تعيش خارج الثلاجات الا لفترة قصيرة وانتاجيتها ضعيفه ، منوها الى ان طول عمر انتاجية الطماطم السلك يعطي فرصه للمزارع مقابلة تقلباتالاسعار في الاسواق مما يساعد على وجود ربح من زراعتها.
وأكد صفي ان في بداية زراعة الطماطم السلك تصل تكلفة الفدان الى 100 الف جنية ولكن تعد رأسمالا موجودا لان التكلفة تكون في السلك وإعداد الصوب الخاصة بالزراعة وتظل لأكثرمن سنة ولكن التكلفة المستمرةهي شراء الشتلات والأسمدة.
وطالب صفي الدولة بالوقوف بجوار المزارعين في ظل تعرضهم لاستغلال السماسرة في عملية تسويق منتجاتهم حيث ان السماسرة تاخذ عداية الطماطم بـ 6 جنيهات لبيعها الى مصانع الصلصة بـ25 جنيها مما يكبد المزارع خسائر من قبل السماسرة فلابد من إنشاء مصنع صلصة بالظهير الصحراوي حتى يتمكن المزارع من توريد الطماطم اليه مباشر دون وسيط لتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة هذا المحصول الهام.
وقال المهندس ناجي جمعة مدير الوحدة الزراعية بقرية التتالية إن زراعة الطماطم السلك من الزراعات الحديثة التي لجأ إليها المزارعون في الظهير الصحراوي للقرية والقرى المجاورة ، وتتميز أنها تعطي المزارع إنتاجية وفيرة وجودة ممتازة.
وأشار الى ان الطماطم السلك مكلفة حيث يصل تكلفة الفدان من 120 الى 130 الف جنية في المره الاولى ويظل العرش في الارض لـ3 سنوات ، مضيفا أن شتلات الطماطم السلك، لها أساليب زراعية متخصصة، وتنمو على أسلاك بارتفاع مترين تقريبا، ومنتشر زراعته في عرب التتالية ومنشاة خشبة وعدد من قرى الظهير الصحراوي، ورغم ارتفاع تكلفة زراعتها الا انها عائدها جيد بالاضافة الى ان طول عمرها يجعلها متواجدة بشكل مستمر في الاسواق والذي يحد من ارتفاع أسعار الطماطم في أسيوط.
من جهته أكد المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أن مساحة الأراضي المزروعة بمحصول الطماطم في المحافظة يبلغ نحو 4452 فدانا، منها فقط 200 فدان تزرع بالطماطم السلك بزمام قرى التتالية ومنشأة خشبة وعرب التتالية بالقوصية وقرى الظهير الصحراوي بزمام مركز منفلوط ، منهم 80 فدانا في مركز القوصية.
وأشار سرور الى قيام ادارة الارشادالزراعي بمتابعة زراعات الطماطم وخاصة الطماطم السلك لانها زراعة حديثة تحتاج الى متابعة وارشاد المزارعين لانتاج ثمار بجودة عالية وكميات كبيرة والذي يسهم بشكل كبير في توافرها بشكل مستمر في الاسواق باسعار مناسبة.