قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

bombshell.. هوليوود وتحرش إعلام ترامب


من جديد يعود "حزب هوليوود" لمشاكسة ترامب وهذه المرة عن طريق آلة إعلامية كبرى كانت الداعم الأكبر له في الإنتخابات وهي "فوكس نيوز" والتي تفجرت منها فضيحة تحرش بواسطة عدد من أبرز مذيعات الشبكة تزامنا مع انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 مما دفع عدد أخر من العاملات بالشبكة لكشف ما تعرضن له من تحرش "جنسي" بعد صمت عشرات السنين خلال فترة عملهن، حيث تحرش بهن رئيس الشبكة روجر ايلز والذي أدى دوره بشكل رائع الممثل "جون ليثجو" وانتهت القضية بدفع تعويضات وصلت لنحو 50 مليون دولار للمذيعات !
فيلم bombshell ليس فقط عن الصناعة "الإعلام" الأكثر تنافسية في العالم وفضائحها بل عن الرجال المؤثرين في أي مكان وكيفية إستغلال سلطتهم والأمثلة حاضرة كثيرا لدينا.
معظم الأحداث تدور داخل مكاتب و استديوهات شبكة الأخبار الشهيرة ورئيسها "روجر إيلز" والذي صنع نجاحتها منذ أسند له "روبرت ميردوخ" مسؤولية تأسيس فوكس نيوز ولكنه نجاح انتهى بفضيحة مدوية قبل أن يفارق الحياة عقب إجباره على تقديم الاستقالة من جانب "ميردوخ" وظهر ذلك في واحد من أفضل مشاهد الفيلم، والذي ينتهى باتصال هاتفي من ترامب ل ميردوخ ليؤكد على عمق علاقة الثنائي ودور فوكس الإعلامي في دعم ترامب، ونعلم أن فوكس كانت دائما داعم أساسي لمعظم رؤساء الولايات المتحدة من الحزب "الجمهوري" وكان روجر ايلز بمثابة المستشار الإعلامي لعدد منهم ، وفي إشارة سلبية تجاه المحطة في أحد المشاهد تظهر سيدة في السوبر ماركت عندما تلتقي واحدة من مذيعات فوكس فتقول لها "أنتم في فوكس تتسببون في فظائع للناس"!

بالتأكيد الفيلم سينال إعجاب الكثير من الجمهور الذين لا يعجبهم أداء فوكس نيوز المهني.

التمثيل كان جيد جدا من جانب البطلات الثلاث تشارليز ثيرون "ميجان كيلي" بهدوءها ورصانتها و نيكول كيدمان "جريتشين كارلسون" بشخصيتها التي تناضل وتتحدى دون خوف وهي أول من رفع دعوى قضائية ومارجوت روبي بانثوتها وشقاوتها وطموحها الكبير للعمل كمذيعة مقابل التنازل عن أي شيء، الثلاثي جسدن نماذج مختلفة لمذيعات تحرش بهن ايلز وكيف كان يساوم أي مذيعة جديدة من أجل أن يمنحها فرصة! الصدمات لا تتوقف عند إستغلال النفوذ ولكن أيضا كيف كانت تدار الأمور داخل الشبكة الإعلامية العملاقة حيث يطلب ايلز في أحد المشاهد من الكاميرات أن تُظهر سيقان المذيعات على الشاشة والبرنامج يبث على الهواء! فهذا مهم لجذب المشاهدين.

الفيلم ينافس بقوة على جوائز التمثيل والمكياج خاصة تشارليزثيرون والتي بدت وكأنها المذيعة ميجان كيلي! وايضا جون ليثجو في شخصية روجر ايلز.

الفيلم من إخراج جاي روش وتأليف تشارلز راندولف، ويشبه سيناريو الفيلم أسلوب التحرير بقنوات الأخبار وكأنه تقرير إخباري نقلات سريعة معظم الوقت وبدون تفسير درامي لمواقف وقصص كثيرة لبطلات الفيلم، المهم كان إستعراض القصة الواقعية مع استخدام لقطات أرشيفية حقيقية مثل لقاء ترامب مع المذيعة ميجان كيلي "تشارليز ثيرون" والتي هاجمته أثناء مناظرة تليفزيونية أثناء حملته الانتخابية فيسخر الفيلم من رد فعل ترامب وجلوسه على تويتر طوال الليل يغرد عندما يغضب وهو أسلوب شهير لم يتخلى عنه حتى الآن رغم محاولات العاملين في البيض الأبيض من منعه من التغريد، فيسخر الفيلم من انه كتب 15 تغريدة في ليلة واحدة لأنه كان منفعل بعد مناظرة كيلي، والتي فضحته فيما بعد انه عرض عليها هدايا وليالي مجانية في فنادقه حتى تنحاز له في الانتخابات!

ممكن اعتبار الفيلم بداية لأفلام ستكشف المزيد من فضائح التحرش خاصة داخل مجتمع هوليوود والتي امتلأت الأن بقصص كثيرة تستحق أن تُروى، خاصة بعد إعتراف نجمات هوليوود بتعرضهن للتحرش من جانب المنتجين، وأصبحوا هم "القصة" مثلما قالت اوبرا وينفري في خطابها الشهير في حفل جولدن جلوب 2018 " هذا العام صرنا نحن القصة، لكن هذه القصة لا تحدث في عالم الفن والترفيه فقط، بل توجد في كل ثقافة وموقع جغرافي وعرق ودين وسياسة ومكان عمل وهذه حقيقة بالطبع وللأسف الصمت يكون هو الغالب.

ولكن بغض النظر عن الإنتماء السياسي ، فالمشاهد يشعر بالتعاطف الشديد تجاه هؤلاء النساء، وما تعرضن له لأن كثير من النساء يجدن أنفسهن تحت تلك الضغوط! في الحياة المهنية.