قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هذه الجملة لا تليق بالله عز وجل والإفتاء تحذر من ترديدها | تعرف عليها

دار الإفتاء
دار الإفتاء
×

ورد الى الشيخ أبو بكر الشافعي أحد علماء الأزهر عبر صفحته الرسمية سؤال يقول صاحبه: " كثيرًا ما أسمع من يقول «اللي عايزه ربنا يكون» فهل هذه الكلمة جائزة ؟

رد الشافعي قائلا : "لا يجوز شرعا ترديدها ، فأصل كلمة (عايز) من العوز أي الفقر والاحتياج وعسر الحال. وهذا لا يليق بالله تعالى .

وإن كان أكثر الذين يستعملونها إنما يريدون ما يريده الله سيكون، إلا أنَّ الأصل البعد عن هذه الألفاظ حتى مع حسن النية وسلامة القصد لما فيها من إيهام النقص.

حكم قول " اللي عايزه ربنا يكون "

وقالت دار الإفتاء أن الجملة المذكورة ليست من اللغة العربية الفصحى، وإنما هي عربية محرفة للهجة العامية المصرية، وأصل كلمة "عايز" أو "عاوز" في اللغة العربية هو المادة: "عَوَزَ" وهي تدل على الفقر والاحتياج؛ يقول العلامة ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة": [الْعَيْنُ وَالْوَاوُ وَالزَّاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى سُوءِ حَالٍ. مِنْ ذَلِكَ الْعَوَز: أَنْ يُعْوِزَ الْإِنْسَانَ الشَّيْءُ الَّذِي هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ، يَرُومُهُ وَلَا يَتَهَيَّأُ لَهُ].

ويقول الجوهري في "الصحاح": [وأعْوَزَهُ الشيء، إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه. والإعوازُ: الفقر. والمُعْوِزُ: الفقير. وعَوِزَ الرجل وأَعْوَزَ، أي افتقر. وأَعْوَزَهُ الدهر، أي أحوجه] .

وفي "المصباح المنير" للفيومي: [عوز الشيء عوزًا من باب تعب: عز فلم يوجد. وعُزْتُ الشيءَ أعوزه من باب قال: احتجت إليه فلم أجده. وأعوزني المطلوب: مثل أعجزني وزنًا ومعنًى. وأعوز الرجل إعوازًا: افتقر. وأعوزه الدهر: أفقره. قال أبو زيد: أعوز وأحوج وأعدم وهو الفقير الذي لا شيء له].

فالحاصل أن الأصل اللغوي لكلمة "عايز" أو "عاوز" يتضمن معنى الفقر والاحتياج والعجز عن نيل المطلوب، فالكلمة بمجرد تركيبتها اللغوية تدل على سوء حال كما قال ابن فارس.

وقد سجل القرآن الكريم على بعض اليهود جريمة التطاول على الذات الإلهية ووصفهم لله -سبحانه وتعالى عما يقولون- بالفقر والاحتياج، كما وصفوه بالشح والبخل لعنهم الله؛ قال عز وجل: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}.. [آل عمران: 181]، ويقول عز وجل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا}.. [المائدة: 64]، وذلك إنما قالوه على سبيل الاستهزاء أو على سبيل المناقضة والإلزام للطعن والتشكيك في نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو دأبهم في الانتقاص من الأنبياء وسفك دمائهم والتشكيك في أصول الديانات وإدخال التحريف عليها؛ لتضليل الناس وصدهم عن سبيل الله.

ومن حيث توعد رب العالمين هؤلاء اليهود بعذاب الحريق؛ لما وصفوه به من الفقر والاحتياج -تعالى وتقدس سبحانه عما يقولون- وإن لم تكن هذه هي عقيدتهم بالفعل، وإنما قالوه على سبيل السخرية أو الطعن في الدين؛ دل هذا الوعيد على حرمانيه التلفظ بمثل هذا القول أو ما يؤدي إليه، بل قد ثبت النهي أيضًا عن التلفظ بكلمة يمكن حملها على معنى قبيح بعد أن استعملها اليهود للانتقاص من قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما جاء في نهي الله تعالى المؤمنين عن كلمة: "راعنا" التي استعملها اليهود لسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاستهزاء به؛ وذلك لأن هذه الكلمة تحتمل أن تكون مشتقة من الرعاية والنظر، وتحتمل أن تشتق من الرعونة وهو المعنى القبيح الذي قصده اليهود كما قال بعض المفسرين؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.. [البقرة: 104]، وقال عز وجل: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ: {لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا}.. [النساء : 46].

وبناءً على ما سبق فإنه لا يجوز شرعًا التلفظ بعبارة: "اللي عايزه ربنا يكون"، ولا وصف الله عز وجل بكلمة "عايز" أو "عاوز"، لا سيما إذا كان من يتلفظ بهذه الكلمات يدرك أصل معناها اللغوي، إلا إذا غلبه لسانه، فإن استعملت هذه الكلمات في سياق يشعر بالإساءة أو الإخلال بتعظيم الله سبحانه وتعالى حرم الاستعمال، ووجب الإنكار على من يستعملها، أما إذا لم يُشعِر استعمالُها بشيء من هذا ولا تبادر إلى الذهن فالأمر على الكراهة الشديدة.

فينبغي على العلماء والدعاة وكل من وقف على حكم هذه المسألة توعية الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ونصحهم بترك استعمال تلك الألفاظ في حق الله تبارك وتعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}.. [الحج : 30].

اقرأ ايضا |