قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

صلاة الاستخارة .. ماذا يحدث بعدها.. وكيف تعرف نتائجها؟

صلاة الاستخارة .. ماذا يحدث بعدها.. وكيف تعرف نتائجها
صلاة الاستخارة .. ماذا يحدث بعدها.. وكيف تعرف نتائجها
×

نتائج صلاة الاستخارة.. الاستخارة من أعظم العبادات التي يلجأ فيها العبد إلى الله تعالى، فإن أدّى العبد صلاة الاستخارة، وتوجه إلى الله بالدعاء، فإنّه يتساءل بعد ذلك عن معرفة النتيجة، إلّا أنّه سيمّر بعد استخارته بواحدة من الحالات الآتية:

١- انشراح الصدر، وهو ميل الإنسان وارتياحه للأمر الذي استخار الله فيه، فإنّه حينها يبني على هذا الانشراح، ويمضي في الأمر.

٢- انقباض الصدر، وهو شعور المستخير بالضيق والنفور من الأمر الذي استخار الله فيه، فإن كان قلبه معلّقًا بالأمر قبل الاستخارة، فإنّ قلبه سينحرف عنه بعدها.

٣- حصول الرؤيا في المنام، وهي ليست شرطًا بعد الاستخارة، ولكنّها قد ترد على المرء بعد استخارته، فحينها ينبغي عليه أن يسأل أهل العلم عن تأويلها، ممّا يعينه على معرفة وجه الصواب.

٤- جهالة بالحال، فلا انشراح للصدر ولا انقباض له، وفي هذه الحالة يحسُن بالمستخير أن يكرّر استخارته حتى يظهر له شيء من الانشراح أو عدمه.

٥- أن يبقى حاله مجهولًا، حتى بعد إعادة استخارته، وحينها يُفضّل أن يتوجّه العبد إلى أهل العلم والخبرة، وأصحاب العقول الراجحة، لسؤالهم عن الأمر، واستشارتهم فيه، فقد رُوي: (ما خاب من استخار، وما ندم من استشار).

-حكم الاستخارة:
إنّ الحياة مليئةٌ بالتقلّبات والمستجدات والأمور المحيّرة، وقد تتعارض على المرء عدّة أمورٍ، وعدّة خياراتٍ، فتشغل ذهنه وتفكيره، وقد كان الناس في الجاهلية يلجؤون في حلّ أمورهم واتخاذ قراراتهم، إلى وسائل خارجة عن علمهم، مثل: تعقّب الطيور، والاستقسام بالأزلام وغيرها، وعندما جاء الإسلام لم يترك هذا الأمر دون حلّ، فكان اللجوء إلى استخارة الله تعالى.

والاستخارة سنة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُسنّ للمسلم أن يقوم بها إذا أراد فعل أمرٍ ما، ولم يتضّح له رجحان فعله أو تركه، والدليل على ذلك فعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كان يُعلّم أصحابه الاستخارة، قائلًا: (إذا أراد أحَدُكم أمرًا فلْيقُلِ: اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلمِكَ وأستقدِرُكَ بقُدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ إنْ كان كذا وكذا خيرًا لي في دِيني وخيرًا لي في معيشتي وخيرًا لي في عاقبةِ أمري فاقدُرْه لي وبارِكْ لي فيه وإنْ كان غيرُ ذلك خيرًا لي فاقدُرْ لي الخيرَ حيثُ ما كان ورضِّني بقدَرِكَ).

-كيفية صلاة الاستخارة:
في الاستخارة إقرارٌ من العبد بعلم الله -تعالى- الكامل بأنّه يعلم ما كان وما سيكون، وأنّه القادر الذي يعلم السرّ وما يخفى، وأنّ العبد مهما كان قويًا، إلّا أنّه يبقى ضعيفًا محتاجًا لله تعالى، ولقوته، وأن يبصّره إلى اختيار ما فيه خير وصلاح له، وأن يبعد عنه الشرّ في دينه وعاقبة أمره، ولأداء صلاة الاستخارة كيفية معيّنة، وفيما يأتي بيانها:

١- الوضوء، ثمّ استحضار النية لأداء صلاة الاستخارة.

٢- صلاة ركعتين من غير الفريضة، ويُسنّ للمسلم أن يقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص، ثمّ التسليم من الصلاة.

٣- الدعاء بعد الانتهاء من الصلاة، وذلك برفع العبد يديه لله تعالى، مستحضرًا الخشوع، ومستشعرًا قدرة الله تعالى، وعظمته.

٤- استهلال الدعاء بحمد الله والثناء عليه، ثمّ الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ البدء بقراءة دعاء الاستخارة الوارد في حديث النبي - صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال: (اللهمّ إني أَستخيرُك بعِلمِك، وأستقدِرُك بقُدرتِك، وأسألُك من فضلِك، فإنك تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أَعلَمُ، وأنت علَّامُ الغُيوبِ، اللهم فإن كنتَُ تَعلَمُ هذا الأمرَ -ثمّ تُسمِّيه بعينِه- خيرًا لي في عاجلِ أمري وآجلِه -قال: أو في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري- فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي، ثمّ بارِكْ لي فيه، اللهمّ وإن كنتَُ تَعلَمُ أنه شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري -أو قال: في عاجلِ أمري وآجلِه- فاصرِفْني عنه، واقدُرْ ليَ الخيرَ حيثُ كان، ثمّ رَضِّني به).

٥- تسمية الأمر وتحديده عند الوصول في الدعاء إلى قول: (اللهمّ فإن كنتَُ تَعلَمُ هذا الأمرَ)، ثم إكمال الدعاء إلى آخره، ثمّ ختم الدعاء بالصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما هو الأمر في بدايته، وبذلك تكون قد انتهت صلاة الاستخارة.

-ثمرات الاستخارة:
إنّ لاستخارة العبد ربه العديد من الثمرات والفوائد، وفيما يأتي ذكر البعض منها:

١- الدلالة على التجاء المؤمن إلى الله، وتعلّقه به، وتوكّله عليه في كلّ أمور الحياة، ويقينٌ من العبد بأنّ الخير فيما اختاره الله، حيث قال الله تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

٢- القرب من الله، ونيل الأجر منه، حيث إنّها تتكوّن من صلاةٍ ودعاءٍ، وكلاهما خير وعبادة. الخروج من الحيرة إلى الاستقرار، ومن الشكّ إلى الطمأنينة وراحة البال؛ لأنّ العبد قد فوّض أمره إلى الله تعالى، وتوكّل عليه، وهو الذي بيده ملكوت كلّ شيءٍ، حيث قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّـهِ).

٣- تحصيل الخير ودفع الشر؛ لأنّ الخيرة ستكون في اختيار الله للعبد، لا في اختياره هو لنفسه، فالله -جل وعلا- هو البصير بالعباد، المُطّلع عليهم، والعالم بأحوالهم، وما يصلح لهم.

جدير بالذكر أن الاستخارة تعرّف لغةً بأنّها طلب الخيرة في الشيء، أمّا اصطلاحًا فهي طلب الاختيار؛ أي طلب صرف الهمة إلى ما هو مختار من الله، وما هو أولى، وذلك يكون إمّا من خلال الصلاة، أو الدعاء الوارد في ذلك، وشرع الله -تعالى- الاستخارة في الأمور المباحة، مثل: السفر، والزواج، والعمل، وغيرها ، أمّا الأمور الواجبة والمندوبة، فلا يستخير المسلم لها، بل يفعلها من فوره، مثل: الصلاة والصدقة وبر الوالدين وغيرها، ولا تدخل الاستخارة كذلك في ترك المحرمّات والمكروهات، مثل: شرب الخمر، وغيرها من الأمور المحرّمة والمكروهة.