الكوبري الفرنساوى.. حكاية تاريخية لثورة أهالي زفتى وميت غمر.. صور

تحظى محافظة الدقهلية بالعديد من الأماكن والمناطق الأثرية التي تخبئ خلفها حكايات وأحداث تاريخية، من أشهر تلك المعالم الكوبري الفرنساوي.
يعتبر كوبرى زفتى - ميت غمر من الآثار الحديثة ويشتهر باسم "الكوبري الفرنساوي" ويربط بين مدينتي ميت غمر وزفتي. ويشرف على هذا الأثر منطقة آثار جنوب الدقهلية برئاسة الدكتور رضا موسى.
يقول حسام ابراهيم الخبير الأثري إن الكوبري الفرنساوي يربط بين مدينتي "ميت غمر و زفتى" ، وهو كوبري معدني ، من أقدم الكباري المعدنية في مصر حيث يبلغ طوله حوالي 417 مترًا، ويربط بين مدينة زفتى الواقعة غرب فرع دمياط والتابعة لمحافظة الغربية، ومدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية شرق فرع دمياط الذي هو أحد فروع دلتا النيل.
وتابع: "تم إنشاء هذا الكوبري في عام 1907 أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر وذلك لسهولة نقل الأسلحة والذخيرة في القطار.
والجدير بالذكر أن الكوبري كان هدفا للطيران الإسرائيلي في حرب 1973، إلا إنه يقال أن وحدة الدفاع الجوي المكلفة بالحراسة وبمساعدة المقاومة الشعبية قد قامت بتدمير الطائرة المكلفة بالمهمة".
واضاف : ما يميز هذا الكوبرى أنه من النوع القابل للفتح لمرور السفن الشراعية إلا أنه وبكل أسف في الوقت الحالي تم ايقاف هذه العملية نظرًا لاختفاء هذا النوع من السفن وللحفاظ على الكوبري الذي يزيد عمره عن المائة عام وقد تم بناء الكوبري عن طريق نقل أجزاءه مفككة عبر النيل وتم تركيب أجزائه في المكان الموجود فيه ولم ينقل كاملًا وقد قام بتصميم الكوبري المهندسان دايدي و بيلي في مصنع فيف ليل بفرنسا ومقرها باريس.
واضاف : "بدأ العمل فى إنشاء كوبرى زفتى ميت غمر عام 1902 قبل نشوب حريق ميت غمر الشهير ببضعة أشهر وتم الانتهاء منه مع الخط الحديدي طنطا الزقازيق عام 1907 وهو التاريخ المسجل على لوحة حديدية فى منتصفه وتم إنشاء تفريعة الخط الحديدي زفتى -ميت برة - بنها فى نهاية نفس العام (1907) وفى نفس الفترة الزمنية تم اكتمال كوبرى المنصورة المشابه له تماما فى هندسة الإنشاء ولعب هذا الكوبرى دورا فى ثورة 1919 حيث دارت عليه معركة بين القوات البريطانية وأهالى ميت غمر وزفتى والتى أطلق فيها قائد القوة البريطانية عبارته الشهيرة: "Not worest than Zefta but Mit Ghamre"
,والتى تعنى "ليس أسوأ من زفتى غير ميت غمر "، نتيجة خسائره الكبيرة من مقاومة أهالي البلدتين واضطراره إلى طلب النجدة لإخماد الثورة".