صحة حديث الجنة تحت أقدام الأمهات.. الإفتاء ترد

قالت دار الإفتاء المصرية، إن بر الوالدين من الفرائض التي أمر الله بها - سبحانه وتعالى-، مبينةً أنه – عز وجل- قرن بين عبادته وبين بر الوالدين؛ للدلالة على أهمية برهما.
واستشهدت « الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: « ما صحة حديث الجنة تحت أقدام الأمهات؟» بقوله- تعالى-: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا»، [سورة الإسراء:الآيات 23-24].
وأضافت أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- حض على بر الوالدين، وعَدَّ عقوق الوالدين من الكبائر.
وأوضحت أن حديث: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات» حديث معناه صحيح؛ فلقد روى ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (8/ 64) من طريق موسى بن محمد بن عطاء قال: "حدثنا أبو المليح، حدثنا ميمون، عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات؛ مَن شِئن أدخلن، ومَنْ شِئن أخْرَجن»".
وواصلت أن وورد بشطره الأول: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ» من حديث أنس رضي الله عنه، برواية أبي بكر الشافعي في "الرباعيات"، وأبي الشيخ في "الفوائد"، والقضاعي، والدولابي، عن منصور بن المهاجر عن أبي النظر الأبار عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا به، ومن هذا الوجه رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، وذكره السيوطي في "الجامع الصغير".
وذكرت ما قاله الإمام المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير" (3/ 361، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [قال ابن طاهر: منصور وأبو النظر لا يعرفان، والحديث منكر].
ونوهت أنه إذا كان الحديث بلفظه ضعيفًا، إلا إنه ورد حديث صحيح بمعناه؛ فروى ابن ماجه، والنسائي - واللفظ له-، وأحمد، والطبراني في "المعجم الكبير" بإسناد حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، من حديث معاوية بن جاهمة: أنه جاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وجئت أستشيرك؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، قال: «فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا».
واستكملت "وأما رواية ابن ماجه: فعن معاوية ابن جاهمة قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟» قلت: نعم يا رسول الله، قال: «فارْجِعْ فَبَرَّهَا»، ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟» قلت: نعم يا رسول الله، قال: «فارْجِعْ فَبَرَّهَا»، ثم أتيته من أمامه فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال: «وَيْحَكَ، الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ».
وأفادت بما ذكره الإمام المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": [والمعنى أن التواضع للأمهات وإطاعتهن في خدمتهن وعدم مخالفتهن إلا فيما حظره الشرع سبب لدخول الجنة].
واختتمت أن حديث الجنة تحت أقدام الأمهات معناه صحيح، وإسناده ضعيف، يجوز الترغيب به لبر الوالدين وطاعتهما.
-معني الجنة تحت أقدام الأمهات:
أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا أن للأم مكانتها وللزوجة مكانتها فلا يطغى حب الزوجة على الأم ولا يطغى حب الأم على الزوجة .
وأضاف في تصريح لـ"صدى البلد" أن الذي يفضل زوجته على أمه مأواه جهنم والعياذ بالله وليعلم كل شاب ان بينه وبين زوجته كلمه اذا قالها أصبحا أجنبيين عن بعض أما ما بينه وبين أمه مهما قال فهي أمه ولا غرابه فالام هي التي تعبت وحملت وسهرت وتحملت الشدائد لإسعاد ابنها .
وأفاد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالأم في حديثه الشريف 3 مرات متتالية ليوضح لنا عظم طاعتها وقوله الجنة تحت قدميها يعني أنه على الولد " ذكر او أنثى " طاعة الأم لأن الجنة تحت قدمها فإذا دعت دعوة لا ترد إما على ولدها او عليه ففي كلتا الحالتين لا ترد .