الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرصة لن تعوض


* جاء إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "فاتو بنسودا" عن فتح تحقيق في ارتكاب قادة إسرائيل جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية ضد المدنيين العزل ليعيد الأمل في إمكانية وقف غطرسة ومحاكمة الكيان الصهيوني، وادعاؤه بأنه فوق القانون، ليؤكد أن المحكمة الجنائية الدولية تستنطق العدل من بين ملفات الظلم التي حملت أنات وصرخات ومأسي شعب يفعل به وفيه كل شيء، وسط صمت تام من المجتمع الدولي، ولم تفلح صرخات الشعب الفلسطيني وصور الدمار الذي يعيش فيه في تحريك ضمائر المجتمع الأوروبي ولا العربي من قبل، لكي يتخذوا موقفًا موحدًا ضد جرائم الاحتلال الصهيو أمريكي.  

وجاءت الملفات التي أعدتها الحكومة الفلسطينية منذ ديسمبر ٢٠١٥، وضمت جرائم الاحتلال الإسرائيلي في كل الأراضي الفلسطينية، وهي أمثلة تقشعر لها الأبدان الصادقة، ويتآسى منها أصحاب الضمائر الحية خاصة ضد الأطفال الفلسطينيين الذين تبحث عنهم قوي الشيطان وتقتلهم بكل غطرسة، وبالأمس استهدفت سيارة تحمل ١٢ طفلا فلسطينًا لتدمرها، يحرصون على قتل الأطفال لقتل الجيل الفلسطيني الجديد الذي يحمل في دمائه بغض الاحتلال.

إسرائيل تفعل في الأراضي المحتلة ما تشاء وقتما تشاء، ولا تبالي بقرارات المجتمع الدولي ولا تصريحات المدعي العام ، وجاء الرد الإسرائيلي على تصريحات "فاتو بنسودا" تتسم بالعنجهية المفرطة وسط ثقته في مساندة اللوبي الصهيوامريكي له، وتأكيد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب' المساند بكل قوة لإسرائيل بأنه لن يسمح بمعاقبة قادة إسرائيل جنائيًا، نعلم أن أمريكا لن تسمح بملاحقة قادة الاحتلال أو محاكمتهم ، لكن هناك أمل جديد يحمل معاني كثيرة يمكن كعرب أن نستغلها في قضيتنا. الأمل جاء في تصريحات المدعي العام "فاتو بنسودا" التي أكدت بأنه من خلال التقرير تأكد أن جرائم حرب ارتكبت بالفعل أو ما زالت ترتكب في الضفة الغربية بما يشمل القدس الشرقية وقطاع غزة، والقرار يعطي الفرصة لأي فلسطيني أصيب من جراء الإحتلال أن يرفع قضية أمام المحكمة لفتح التحقيق الجنائي في الجرائم التي ارتكبت ضده. 

ولم يكن الجانب الفلسطيني بعيد عن متابعة ردود الفعل، لكن هناك مواقف تستدعي مساندة الفلسطينيين في المعركة السياسية والإعلامية القادمة، نعم الرئيس الفلسطيني أمر بتشكيل لجنة من ٤٥ عضوا ضمت جميع التكتلات الفلسطينية بالإضافة إلي لجنة متابعة الانضمام للمحكمة الدولية برئاسة، "رياض المالكي" وزير خارجية فلسطين، وأيضا لمتابعة التقرير المبدئي الذي يدين جرائم إسرائيل والذي بلغت صفحاته حوالي ١١٣ صفحة تشكل جرائم غير إنسانية ارتكبها المحتل الصهيوني ضد الفلسطينيين العزل، تمت من خلاله الموافقة على محاسبة قادة إسرائيل جنائيًا عن تلك الجرائم غير أنهم يستعدون للرد وتفنيد التقرير في خلال أربعة أشهر قد تمتد شهرين آخرين تستطيع إسرائيل بمساندة اللوبي الصهيوأمريكي الرد من خلال عدة أكاذيب تصاغ بحرفية الشيطان الأمريكي مع الضغط الذي سوف يمارسه اللوبي الصهيوأمريكي الذي يتصور أن إسرائيل لها أن تفعل ما تشاء وفي أي وقت وفي أي مكان لكن، المؤكد أن قادة إسرائيل منزعجون من القرار ، ومن إمكانية ملاحقتهم جنائيا الأمر الذي يجعلهم سجناء في الداخل فقط . وهو ما تؤكده تصريحاتهم التي تحاول تأكيد أنهم يتعرضون للإضطهاد ، كما أعلن "نتنياهو" عبر تغريدة له .. المؤكد أيضا أن لدينا خبراء قانونيين في كل الدول العربية يمكن من خلال الجامعة العربية تشكيل لجنة مساندة تضم خبراء قانونيين من الدول العربية لمساندة الملف الفلسطيني، وتقديم الخبرات القانونية لدحض المزاعم الإسرائيلية في الرد على التقرير، الآن جاءت إلينا فرصة لن تعوض وهي إقرار المحكمة الجنائية الدولية بجرائم ارتكبت في حقنا، وكان الصمت الدولي هو النتيجة. الآن علينا أن نستغل القرار سياسيًا و إعلاميًا لتوضيح تلك الجرائم، وفضح جرائم الاحتلال ضد شعب أعزل محاصر ، يتم استقطاع أجزاء من أراضيه كل يوم لتنحسر مساحة الوجود الفلسطيني مع تزايد المساحة التي يحتلها العدو الصهيوأمريكي .. لا نريد يومًا ما أن نرتدي عباءة الضعف ونتحسر على ما فات .. 

وقفة عربية مع شعب أعزل لوجه الله .. يا عرب
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط