يواصل أمير قطر تميم بن حمد محاولات التوغل في أفريقيا أملا في تثبيت أقدامه في تلك القارة الغنية بالثروات. فعقب اعتماده على سياسة ضخ المال في المجتمعات لاكتساب الولاء، كانت المغرب بوابة الأمير القطري للتوغل في أفريقيا، لكن في الوقت الحالي، يعتمد تميم على العديد من العملاء لمساعدته في غزو القارة السمراء.

وفقا لمجلة "جون افريك" الفرنسية، فإن نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق أحد اللاعبين الأساسيين لتأمين مصالح قطر، ومنذ 2017 وهو يترأس لجنة "الاستراتيجية الدولية" لمجموعة فنادق "أكور" الشهيرة، المسؤولة عن ضخ الاستثمارات. كما أنه مقرب من الشيخ حمد بن خليفة والد تميم.

وتقول المجلة إن من بين رجال تميم في افريقيا، لاعب كرة القدم الشهير صامويل إيتو الذي أصبح سفيرا عالميا لكأس العالم 2022 في الدوحة، وتشير إلى أن إيتو يرتبط بعلاقات طيبة بكثير من رؤساء الدول الإفريقية وهو ما يجعله مهما بالنسبة للدوحة، وتوضح أنه يقيم حاليا في العاصمة القطرية.

إضافة إلى ذلك كان للاعب الكاميروني السابق دور في إتمام الاتفاق التجاري بين رواندا ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي والذي تمتلكه قطر.

ومن بين رجال تميم أيضا، موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وتقول المجلة إنه يلعب دورا رئيسيا في الاستراتيجية الدبلوماسية لقطر، موضحة أن القطريين يستشيرونه لحل الأزمات التي تحدث مع الدول العربية في القارة.

وأوضحت أنه يقيم بشكل شبه دائم في الدوحة كما أنه يضاعف جلسات العمل مع السلطات القطرية.

أحد عملاء تميم الآخرين، هو دونالد كابروكا الرئيس السابق لبنك التنمية الإفريقي، ووفقا للمجلة، فإن علاقته توطدت بقطر ويعمل معها في الفترة الأخيرة، مضيفة أنه عمل مع الدوحة على مناقشة مشروع إنشاء صندوق استثماري قطري للقارة السمراء في 2020.

لم يكتف تميم برجاله في افريقيا، بل عمل على تعزيز علاقة بلاده مع دولة مثل رواندا لتثبيت قدما له في القارة السمراء. حيث ازداد التعاون الدبلوماسي بين البلدين مؤخرا، كما تبادل الدبلوماسيون الزيارات والمناقشات.

وذكرت تقارير صحفية في وقت سابق، أن الزيارة التي أجراها أمير قطر إلى رواندا في العاشر من ديسمبر الجاري، كان يرغب تميم من خلالها في أن يعزز علاقته بالرئيس الرواندي بول كاجامي وضخ أموالا طائلة في هذا البلد، التي يعتقد أنها ستعزز نفوذه في إفريقيا وأيضا داخل الاتحاد الإفريقي الذي كان يرأسه كاجامي.

وخلال تلك الزيارة، أعلن تميم عن واحد من أضخم المشاريع القطرية في إفريقيا بعد استحواذه على 60% من مطار "بوجيسيرا" قيد الانشاء حيث يقدر المال القطري الذي سيتم ضخه في المشروع بنحو 1.3 مليار دولار.